كمشارك في قافلة الوحدة الترابية والتضامن من الناظور الى السمارة من يوم3/11/2010 الى العاشر منه،وكمتتبع عن كثب لردود الافعال من داخل وخارج القافلة سواء بشكل مباشر او على مستوى الاعلام المحلي والجهوي والوطني والدولي،وحتى اضع الجميع في الصورة الحقيقية لمسار القافلة ،تنظيميا واعلاميا وسياسيا، ارتايت المساهمة بهذا المقال المتواضع،لاتناول فيه الجوانب الايجابية والسلبية حتى اوفر لكل المتتبعين الحكم على نجاح او فشل القافلة ،علما ان الحكم بالسلب او باليجاب يبقى دائما نسبيا حسب موقع الشخص الذي يقوم بعملية التقييم. فكرة الدعوة للقافلة: باعتبارنا ننتمي الى منطقة الريف دات الخصوصيات الثقافية والسياسية ،لكوننا عانينا على مر ازيد من ثلاثين سنة من التهميش في جل الميادين الاقتصادي والاجتماعي ،الى الى احتكاكنا بالمستعمر الاسباني لجوارنا لمليلية المحتلة،اضافة الى تواجدنا على مقربة من الحدود مع الجزائر،مع استحضار تلك الاصوات المنادية بالحكم الذاتي للمنطقة الريف، كل هذه المؤشرات اعطت لفكرة الدعوة الى قافلة ريفية للوحدة الترابية والتضامن من الناظور الى السمارة صبغة مميزة ،وكانت حافزا مهما للمشاركة والمساهمة فيها. النسيج المتنوع للمشاركين. لقد نجحت لجنة التنظيم على اضفاء الصبغة الشعبية على القافلة،حيث انها كانت صارمة على الغاء جميع اشكال المشاركة بالانتماءات الحزبية ،والنقابية والعرقية ،من خلال ميثاق شرف وقعه كل المشاركون قبل انطلاق القافلة وذلك لضمان استقلاليتها واضفاء الصبغة المدنية عليها،رغم ان القافلة ضمت مختلف الاطياف بالاقليم من مسيري الجمعيات التنموية والاجتماعية ، اضافة الى المنتسبين الى النسيج الحزبي والنقابي المحلي،اللجنة التنظيمية نجحت كذلك في نهج مقابرة النوع حيث ضمت القافلة وجوها نسائية وشبابية متنوعة ،اضافة الى انفتاحها على اشراك بعض الفعاليات المدنية من مختلف المدن المغربية. تنشيط القافلة. خلال مسار القافلة من الناظور الى السمارة،كانت الحافلات بمثابة اوراش لتبادل الراي والنقاش في المسائل المتعلقة بالتنظيم،والتعريف بالقضية الوطنية ،وموضوع الحريات العامة،حيث تناول جل المشاركين الكلمة ،وساهم الجميع في ايصال رايه بكل حرية وصراحة مع الادلاء باقتراحات تصب جميعا في العمل على انجاح القافلة بكل مسؤولية وانظباط ،انسجاما مع شعارها المتفق عليه في الناظور.كما لا يفوتني ان انوه بالدور الذي قام به شباب القافلة من نساء ورجال في ميدان الترفيه على المشاركين وذلك عبر انشطة ترفيهية ،كالمسابقات الثقافية والمسرحية والفنية ،انتهاء بقصائد شعرية ،نالت استحسان الجميع.كما لا يفوتني كذلك ان انوه بجو التضامن الذي ساد بين المشاركين،حيث تازر الجميع مع بعض الاخوان الذين اصيبوا بوعكات صحية ،اضافة الى تلك الشراكة النموذجية خلال تناول الوجبات الغذائية.علما ان هذا النقاش داخل الحافلتين تمخض عنه ميلاد جمعية رابطة الريف للوحدة الترابية والتضامن والتنمية. على المستوى التواصلي والاعلامي منذ انطلاق القافلة يوم 3/11/2010 حضيت القافلة بمتابعة اعلامية واسعة ،تنوعت بين الالكتروني والمسموع والمكتوب الى المرئي،كما اختلفت المنابر التي تتبعت القافلة من المحلي الى الوطني ثم العالمي،فاعضاء اللجنة التنظيمية ومجموعة مهمة من المشاركين ،ساهموا عبر التصريحات وبكل اللغات ، الامازيغية ،العربية، الفرنسية، الاسبانية، الى الالمانية بالتعريف بالاهداف المسطرة للقافلة.كما ان القافلة حضيت بتنظيم لقاءات تواصلية في مختلف مراحلها مع اعضاء المجتمع المدني في كل من اكاديروالعيونوالسمارة،كانت مناسبة لتبادل الراي ووجهات النظر في سبل التنسيق من خدمة قضية وحدتنا الترابية. على المستوى السياسي استطاعت القافلة ان تبعث بعدة رسائل سياسية الى الراي العام الوطني والدولي، من الانشطة التي قمنا بها، فاللقاء الذي كان مع والد مصطفى سلمى يوم 3/11/2010 بالرباط ،شكل محطة للتضامن المباشر مع المناضل المختطف من طرف حكام الجزائر،وكانت الوقفة الاحتجاجية امام السفارة الجزائرية يوم 4/11/2010 محطة سياسية بامتياز،لكونها استطاعت ان تستفر الاعلام الجزائري الذي اتهم منظمي القالة بالهجوم على السفارة والشعب الجزائري،الذي نكل له كل التقديروالاحترام.اما محطات العيونوالسمارة فقد حققت المبتغى منها وهو الاحتفال بعيد المسيرة بمدينة العيون للتعبير عن تلاحم الريف بالصحراء،وكذا التعبير عن التضامن مع مصطفى سلمى في قلب السمارة وبين احضان عائلته وممثلي المجتمع المدني الوحدوي. الاكراهات التي واجهت القافلة تنظيم قافلة من هذا الحجم لم يخل من بعض الاختلالات التنظيمية التي اعتبرها عادية ،بحكم مشاركتي في عدة ملتقيات وانشطة كبرى،ومعرفتي للاكراهات التي تعترض الجانب التنظيمي. ان اول ما اعيبه على اخواني في لجنة التنظيم هو ضعف التواصل وعدم ايصال المعلومة في ابانها خصوصا عند الانطلاق الشئ الذي كان يثير تساؤلات وقلاقل داخل القافلة،العيب الثاني يتجلى في التهافت على وسائل الاعلام من اجل الظهور او الادلاء بالتصريحات،وهذا السلوك خلف ردود فعل متنوعة،كما ان القافلة عرفت مناوشات من طرف احد المحسوبين على اقليم تاوريرت الذي حاول الركوب على القافلة من اجل اظهارها منتمية الى الجهة الشرقية في محاولة لتقزيم المجتمع المدني الناظوري.هذه بعض الهفوات التي سقطت فيها لجنة التنظيم،دون اغفال سقوط بعض المشاركين في شباك بعض السموم التي كانت تصل من خارج القافلة. حكمة بعض المشاركين تنوع اختلاف الوعي لدى المشاركين في القافلة ، افرز مجموعة من الاخوان الذين يتحلون بالتجربة والحنكة التنظيمية والاخلاقية والسياسية، هؤلاء بالاضافة الى اعضاء اللجنة التنظيمية ، استطاعوا عبر النقاش والحواروالهدوء ،التغلب على كل الاكراهات السابقة الذكر،وكانت النتيجة عودة القافلة الى الناظور موحدة ،منسجمة،وتم استقبالها استقبال الابطال. استقلالية القافلة ونحن نباشر البرنامج النضالي للقافلة،كنا نتتبع ما ينشر ويكتب حول اهدافها،تفاجانا بمقالات تشير مرة الى ان القافلة من تنظيم حزب معين،ومرة ان المشاركين يتم اقتيادهم من طرف امراة كالقطيع،ومقالات تحذر المشاركين من الوقوع في قبضة مؤتمر الحركة العالمية لدعم قضية الوحدة الترابية،ثم ان القافلة مخزنية،الى اخره من المقالات والاشاعات التي تصدى لها كل المشاركون طيلة المسار،عبر انضباطهم لميثاق الشرف وسلوكهم النضالي المتميز،وهكذا عبر الجميع كل من موقعه علىقوة المجتمع المدني الناظوري الريفي. مساهمة اسرة التعليم من بين المائة والعشرين ممن شاركوا في قافلة الوحدة الترابية والتضامن مجموعة محدودة من رجال التعليم،متنوعة المشارب الجمعوية والحزبية والنقابية،لكن قلتهم وتواضع عددهم،ترجموها خلال مسار القافلة بمساهماتهم في تأطير المشاركين خلال كل المحطات التي مرت بها القافلة، ووجدت فيها لجنة التنظيم السند الأساسي للتحكم في صيرورة الرحلة من بدايتها الى نهايتها،حيث أعطوا للقافلة انطباعا تربويا من خلال تنشيطهم لمجموعة من الفقرات سواء داخل الحافلات من خلال مسابقات ثقافية وتدخلات توضيحية،او خلال المحطات النضالية أمام السفارة الجزائرية وفي اكاديروالعيونوالسمارة،وذلك بالتنظيم المحكم للمسيرات ،ورفع اختيار الشعارات المسؤولة وتنشيط اللقاءات التواصلية مع فعاليات المجتمع المدني،اضافة إلى تزويد مختلف المنابر الإعلامية بقصاصات ومقالات ،لتنوير الرأي العام الذي كان يتتبع أنشطة القافلة. أسرة التعليم أبانت مرة أخرى على قدرتها المهمة في ميدان التاطير الجمعوي ، فتية لهم جميعا.