استأنفت مدينة العيون اليوم الثلاثاء حياتها الطبيعية بعد يوم من أعمال الشغب التي قام بها أشخاص من ذوي السوابق القضائية وقيام القوات العمومية بإعادة الأمن والهدوء والسكينة إلى المدينة. فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم ، دبَّت الحركة بشكل طبيعي في المدينة التي قضت ليلة هادئة بعد تمكن القوات العمومية من وضع حد للأعمال التخريبية التي قام بها مجموعة من الأشخاص غير المسؤولين، والمدفوعين من جهات معادية للوحدة الترابية للمملكة . وبالفعل، عادت أجواء الهدوء إلى مختلف أحياء المدينة، وخصوصا تلك التي انطلقت منها شرارة هذه الأحداث الآثمة والجبانة ، وهو ما يؤكد فشل كل المحاولات المغرضة التي ما فتئ يقوم بها أولئك الذين يريدون السوء بالمغرب، ويكيدون له المكائد . وهكذا استؤنفت حركة السير بشكل طبيعي في المدينة وانصرف المواطنون إلى مشاغلهم اليومية في جو من الأمن والطمأنينة ، كما توجه التلاميذ إلى مدارسهم، والتحق الموظفون بمقار عملهم، ودبَّت الحركة في أسواق المدينة وشوارعها. وأعرب العديد من المواطنين ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء ،عن ارتياحهم لتدخل قوات الأمن وعودة السكينة إلى المدينة، منددين بأعمال الشغب التي وقعت يوم أمس، مجددين ولاءهم للملك محمد السادس، وتشبثهم بمغربية الصحراء. كما توجهوا إلى الله عز وجل بأن يرحم الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ثوابت الوطن وأمن المواطنين ، ويجعل هذا البلد آمنا ينعم أهله بالطمأنينة والاستقرار، ويمضي قدما في مسيرته التنموية تحت قيادة الملك محمد السادس. إلى ذلك أكد الفاعل الحقوقي عبد المجيد بلغزال أمس الاثنين بمدينة العيون، أن الأشخاص الذين رفضوا الحل السلمي لملف مخيم "كديم ايزيك" كانوا يستهدفون اختلاق الأزمة والدفع بالأمور نحو الاحتقان والاصطدام مع السلطات العمومية. وأوضح بلغزال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أصحاب المطالب الاجتماعية بالمخيم المذكور أصبحوا رهائن لدى هؤلاء الأشخاص الذين لهم ارتباطات سياسية واضحة، والذين لم ولن يكونوا راضين عن أي حل سلمي لهذا الملف، خاصة في هذه الظرفية التي تتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو. وأعرب بلغزال عن أسفه لما خلفته أعمال الشغب من خسائر بشرية في صفوف القوات العمومية، وأضرار مادية كبيرة طالت المؤسسات العامة وممتلكات المواطنين، واصفا عملية "ذبح أحد أعوان القوات المساعدة بالعمل البربري والهمجي الذي لا يمكن تقبله مهما كانت درجة الاحتقان الاجتماعي".