لحظة ليست بالسهلة أن أخاطبك بهذه الكلمات، وأنت قد أسلمت روحك للباري تعالى والتحقت بالرفيق الأعلى. قبل أيام قليلة، كنتُ ومجموعة من محبيك ضيوفا على الإذاعة الوطنية الأمازيغية في برنامج شيق أعدته الزميلة المتألقة الحاجة أمينة شوعة.. لقد كان مخصصا لتسليط الأضواء على عدد من جوانب حياتك ومسيرتك الرياضية.. واليوم يصلني الخبر المؤلم الذي أفجعني و أفجع الكثير.. لقد رحل سلام.. لقد تقاسمت معك أيها الفقيد كلاما كثيرا في السنوات الأخيرة، واستحضرنا مجموعة من الذكريات والمواقف والمحطات التاريخية التي عاشها فريقك المحبوب الهلال الرياضي الناظوري لكرة القدم.. وأنا أعود إلى الذاكرة التاريخية لهذا الفريق الكبير،تراني أيها الفقيد العزيز أتساءل مع نفسي عن أي سلام سأتحدث اليوم؟ عن سلام الأدب والأخلاق؟ أم عن سلام المواظبة تدريبا ولعبا؟ أم عن سلام الذي كانت رأسياته الهادفة تلهب المدرجات وتجعلها تهتز حتى تكاد تسقط؟ أم عن سلام المسلح بقوة إيمانية كبيرة جعلته يقاوم المرض لعقود من الزمن دون أن يستسلم؟.. عن أي سلام سأتكلم لأودعه وأدعو له مثلما تدعو له عشرات ال0لاف من قلوب الهلاليين وكل الرياضيين الذين عاشروك وتعرفوا عنك عبر تألقك في الملاعب الرياضية. أخي سلام العزيز.. ها أنت تودعنا اليوم بعد مسيرة طويلة بصمت عليها.. أبدعت فيها وأحسنت الإتقان.. أدخلت بهت الفرحة على الجماهير الرياضية بعد أن كنت تصنع لها الفوز بعدما كنت تتبادل الكرة مع زميلك الراحل حسن المرابط رحمة الله عليه، ومع زميلك حسن شرود أطال الله في عمره.. لقد رحلتَ أيها العزيز الغالي.. و لكن ذكراك لن ترحل أبدا.. ستتذكرك الميادين و كل القلوب التي أسعدتها ذات يوم من الأيام.. ستبقى بطلا شامخا و رمزا للإنسان الطيب و اللاعب الخلوق. نَم قرير العين أيها الخلوق.. فالكل يحتفظ بروحك الطاهرة في قرارة نفسه.. و لن ينسى أحد ما قدمته لهذه المدينة البئيسة، و ما قدمته لنا جميعا بكل تفان و إخلاص و محبة. رحمك الله، و أسكنك إلى جوار الصادقين الصالحين.. و رزق ذويك و أحبابك الصبر الجميل.. #إنا_لله_و_إنا_إليه_راجعون