أخبار الناظور.كوم - عبد المنعم شوقي - انتقل إلى رحمة الله الواسعة الفقيد الشاب إلماس الخشاب ، شاب في ريعان الشباب تتوسم فيه شعلة المثابرة ونكران الذات ، وذلك إثر مرض لم ينفع معه علاج الأطباء، وكان الفقيد يتهيأ لاستكمال دراسته " الماستر " ..ولكن شاءت الأقدار أن يودعنا متوجها إلى دار الخلد دار الحياة الأبدية ، فهذا قضاء الله وقدره . إلماس الخشاب الذي يودعنا في صمت ، هو من مواليد 1992 ، تلقى دراسته الابتدائية بمدرسة عمر بن الخطاب ثم التحق بإعدادية المسيرة حيث تابع دراسته الإعدادية وبثانوية الفيض واصل دراسته الثانوية ، وهو حاصل على الإجازة وتم قبوله مؤخرا للتسجيل في " الماستر " إلا أن الموت فاجأه وانتقل إلى رحمة الله تعالى . قليلا من سنين العمر عشناها قريبا منه حتى ضمه القبر. وفي محفل مهيب حضره الأقارب والأصدقاء وما أكثرهم، والمعارف وحشد من المشيعين الذين أبوا إلا أن يرافقوا نعش الفقيد إلى حيث يوارى التراب ، تم تشييع جنازة إلماس الخشاب وسط أجواء انهمرت فيها عيون الجميع بالدموع . أجد نفسي مرتبكا ولا أدري كيف أبدا وبأية كلمات أستهل مساهمتي المتواضعة والرثائية ...هل أنطلق كما اعتدنا بالرثاء التقليدي؟ أم أتجول في قاموس المفردات لعلي أجد ما يناسب المصاب الجلل من الكلمات؟ أيها الغصن اليانع البديع لقد عصر حزن رحيلك المفاجئ ضلوع محبيك وخفقت قلوبهم ألما وكمدا ...وحق للعين أن تبكي وتذرف الدمع على ثمرة يانعة .. وأنت أيها الفقيد الراحل كنت في المخيمات الصيفية ، تشد على أوتار القلوب أروع ألحان المحبة والسلام للناس جميعا ..وعلمت أصدقاءك من خلال طيبة قلبك معنى الحب والإيمان والحنان ، وعلمتهم كيف يروا الحياة بشموخ وكبرياء ، وعلمتهم كيف ينسجون الصداقة الشفافة.. لعائلتك الكريمة أيها الفقيد أقول ، بأن فقيدهم هو فقيدنا وفقيد الإقليم لأنه ذهب ضحية المرض الذي لم ينج منه منزل من منازل المنطقة، ومصابكم مصابنا ، وفاجعتهم فاجعتنا. ولوالديك الكريمين الأستاذ المختار الخشاب الذي يعمل بمدرسة أولاد بوطيب 1، ولوالدتك الكريمة الأستاذة ز. أبركان أقول بأن الصبر على هذا الألم قربة لله تعالى وتسليما بقضاء الله تعالى وقدره " إنما يوفى الصابرين أجرهم بغير حساب " وكل التعازي نرفعها إلى الأسرة الكريمة داعين للفقيد العزيز واسع الرحمة وأن يسكنه العلي القدير في فسيح جناته ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وداعا أيها المتواصل في العطاء ..وداعا أيها البرعم اليانع ، وداعا وأنت المغادر جسدا والحي روحا بين أهلك ومحبيك وستظل صورتك البهية أمام أعيننا وكأنك لم ترحل. قريب أنت يا ربي من الداعي وما قدرت للداعي هو الخير فيا ربي تغمده برحمات كريما كان بالخير له ذكر.