عزيز عليلو شهدت سنة 2017 تراجعا قياسيا في عدد الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها منذ إحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015، والذي يترأسه عبد الحق الخيام. حصيلة هذه السنة من الخلايا المفككة تراجعت من 21 خلية سنة 2015 و19 خلية إرهابية في سنة 2016 الماضية إلى تسع خلايا إرهابية فقط خلال 2017. هذا التراجع انعكس أيضا على عدد الموقوفين بتهم الإرهاب والتطرف بالمغرب، إذ أوقف عناصر الخيام 186 متطرفا خلال هذه السنة، مقارنة مع 276 شخصا في سنة 2016، و 275 سنة 2015. وبخصوص انضمام المغاربة إلى التنظيمات الإرهابية، فلم يتم توقيف أي شخص لمحاولة انضمام إلى صفوف داعش خلال سنة 2017، فيما نجح شخص واحد من وزان كان يشتغل كأستاذ للفلسفة في الانضمام إلى التنظيف المتطرف أواخر شهر نونبر الماضي. محمد بن عيسى، باحث بالمركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف اعتبر أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى هذا التراجع القياسي. وقال بن عيسى في تصريح خاص لموقع القناة الثانية إن السبب الأول لتراجع عمليات الاستقطاب والتجنيد لشن عمليات إرهابية بالمغرب راجع إلى انهزام التنظيم الإرهابي بالشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه الهزيمة أضعفت آليات التجنيد لدى التنظيم المتطرف. السبب الثاني، يضيف الباحث المختص في الإرهاب والتطرف، يكمن في تعزز التعاون الأمني بين المغرب وعدد من الدول الأجنبية، خصوصا إسبانيا، وهو ما أسفر عن تفكيك خلايا إرهابية كانت تنشط في المغرب وإسبانيا وتختص في تجنيد المقاتلين. " هذا التعاون أدى إلى إسقاط معظم الخلايا المختصة في التجنيد والاستقطاب خصوصا في مدينة سبتةالمحتلة، التي كانت تعد الحديقة الخلفية لتجنيد المتطرفين،" يضيف نفس المتحدث. السبب الثالث والأهم، حسب محمد بن عيسى، يتمثل في وصول عمل المكتب المركزي للأبحاث القضائية هذه السنة إلى مرحلة جني الثمار، "لأن النتائج الأساسية التي كانت مرجوة من هذا الجهاز المختص في مكافحة الإرهاب حُددت على المدى البعيد، وليس المدى القريب فقط." "فخلال السنتين الأولتين تمكن المكتب من جمع المعطيات الخاصة بالخلايا والمتطرفين بالمغرب، واستطاع تفكيك الخلايا التي كانت تستقطب المجاهدين، وما نراه هذه السنة من انخفاض مهم في عدد المغاربة المنضمين إلى التنظيمات المتطرفة ما هو إلا حصيلة عمل كبير قام به المكتب خلال الثلاث سنوات الماضية،" يضيف نفس المتحدث. من جانبه قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن إن " تراجع عدد الخلايا الإرهابية المفككة في 2017 له تفسير واحد يكمن في "نجاعة المعركة الاستباقية التي تقوم بها عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية ضد المشاريع التخريبية، في إطار المقاربة متعددة الأبعاد للمملكة." وأبرز الخيام أن هذه المعركة وجهت ضربة قاضية لوجود تنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات على التراب المغربي ولمخططاتها الحاقدة. وأوضح الخيام أنه "في هذا الصدد، تندرج المقاربة التي اعتمدها المكتب المركزي للأبحاث القضائية في إطار السياسة العامة للمملكة، التي سنت نصا قانونيا يعاقب على محاولة الالتحاق أو الانضمام الفعلي إلى إحدى بؤر التوتر". وجهة المقاتلين المغاربة المقبلة بعد هزيمة داعش وفي الوقت الذي تتحدث فيه تقارير دولية عن نزوح المقاتلين المغاربة بسوريا والعراق إلى بؤر توتر أخرى، يؤكد محمد بن عيسى أن هذه التقارير غير مؤكدة، مشيرا إلى أن معظم المقاتلين المغاربة ما يزالون فارين رفقة مقاتلين آخرين بالصحارى والوديان في سوريا والعراق، فيما يحاول البعض منهم الرجوع إلى أرض الوطن، خصوصا المقاتلين الذين انضموا إلى التنظيم الإرهابي رفقة عائلاتهم. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية قد أعلن أنه تمكن خلال سنة 2017 من اعتقال 20 شخصا عادوا إلى المغرب من بؤر التوتر بالعراق وسوريا.