ستظل 2017 راسخة في الأذهان لأنها تشهد على "نصر المغرب كبير" على الإرهاب. نصر يقرأ في رقمين وردا في سجل نتائج "الحرب المفتوحة" التي تخوضها المملكة ضد هذا الخطر العالمي، الذي وجد طريقه إلى إدماء أهم أشهر الأماكن في العالم. الأول تسعة ويشير إلى عدد الخلايا المفككة خلال السنة الجارية، والذي انخفض بأكثر من النصف بالمقارنة مع 2015، التي وضع فيها المكتب المركزي للأبحاث القضائية حدا لنشاط 21 خلية، قبل أن يقوم في السنة الموالية لإحداثه بتفكيك 19 أخرى. أما الثاني فهو صفر وهي الدرجة التي بلغها مستوى تجنيد المقاتلين لحساب "داعش"، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن هذه السنة تميزت بالغياب التام لأي محاولة للالتحاق بصفوف التنظيم الدموي المذكور، وهو ما يكرس نجاعة "الخطة الاستباقية" التي تنهجها المملكة في مكافحة هذه الظاهرة. "قصة النجاح" المغربية هاته في وأد الخطر الإرهابي في المهد، كانت محط إشادة من قبل عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي قال، في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "ينبغي بالخصوص، تسجيل عدد الخلايا التي جرى تفكيكها في سنة 2017 بالمقارنة مع بداية عمل المكتب. (...) هذا التذكير يسمح بملاحظة وجود تراجع في عدد الخلايا الإرهابية التي فككت". وفي ما يتعلق بالأشخاص الذين أوقفوا في إطار عمليات التفكيك هذه، أوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن عددهم بلغ 739 شخصا منذ عام 2015 (275 شخصا في سنة 2015، و276 في عام 2016، و186 في 2017، التي عرفت أيضا اعتقال 20 شخصا عادوا إلى المغرب بعد المرور بإحدى بؤر التوتر، من أصل 92 ألقي عليهم القبض في السنوات الثلاثة الأخيرة. وأوضح الخيام أنه "في هذا الصدد، تندرج المقاربة التي اعتمدها المكتب المركزي للأبحاث القضائية في إطار السياسة العامة للمملكة، التي سنت نصا قانونيا يعاقب على محاولة الالتحاق أو الانضمام الفعلي إلى إحدى بؤر التوتر".