أعلن عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب في الأممالمتحدة رفع وقف التنفيذ عن الحكم الذاتي، وذلك وسط دعم غير مسبوق للحلفاء عزل الأطروحات الانفصالية التي تروج لها الجزائر. وأعرب هلال بنيويورك عن أسف المغرب لأن التزامه من أجل التفاوض بحسن نية، يقابل من قبل الجزائر بالتعنت وتوظيف حركة انفصالية، مهددة بذلك حظوظ نجاح المسلسل السياسي، مشددا على أن الجزائر هي المسؤول الرئيسي عن إجهاض جهود السلام التي بذلت حتى الآن، وأنه أمام التعطيل المقصود بسبب تعنت الأطراف الأخرى "قرر المغرب بحزم، تطبيق الجهوية المتقدمة في الصحراء تمهيدا للحكم الذاتي". وأشار الدبلوماسي المغربي في مداخلة له أمام اللجنة الرابعة إلى أن المغرب أطلق نموذجا جديدا للتنمية، رصدت له ميزانية تناهز 8 ملايير دولار أمريكي، مبرزا أن القرار يهدف إلى تولي سكان الصحراء زمام التنمية الاقتصادية، وأن حافزه هو قناعة المملكة بأن تنمية هذه المنطقة لا ينبغي أن تظل رهينة لعرقلة العملية السياسية، ولا لتسويف الأطراف الأخرى، إذ "على النقيض من البؤس واليأس السائدين في مخيمات تندوف، يقدم المغرب الرخاء والحرية والأمل لأقاليمه الجنوبية". وعرفت مناقشات اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أنهت أشغالها، دعما غير مسبوق لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، تحت السيادة المغربية، من خلال مرافعات قوية للأغلبية الساحقة من البلدان الإفريقية والعربية والأمريكية اللاتينية ومن منطقة بحر الكاريبي، نوه أصحابها بدينامية التنمية الشاملة بالأقاليم الجنوبية، معتبرين أن إقبار خيار الاستفتاء نهائي وأن مسؤولية الجزائر ثابتة في إطالة أمد النزاع حول الصحراء. وأكد المتدخلون أن أي مساس بالمصالح العليا للمغرب أو التعدي على سيادته، يعد بالنسبة إلى المجتمع الدولي خطا أحمر، سيما أن "الوصول إلى تسوية نهائية لهذا النزاع، يعتبر أمرا أساسيا لتحقيق الاستقرار واستتباب الأمن في منطقة الساحل التي تتهددها المخاطر الأمنية من مختلف الجهات". و في مداخلة بالأدلة والتفاصيل الدقيقة، قال هلال إن المادة 12 من ميثاق الأممالمتحدة تنص بوضوح، في فقرتها الأولى، على أنه عندما يباشر مجلس الأمن، بصدد نزاع أو موقف ما، وظائفه فليس للجمعية العامة أن تقدم أي توصية في شأن هذا النزاع أو الموقف إلا إذا طلب منها مجلس الأمن ذلك". وخلصت أشغال اللجنة الرابعة إلى التحذير من المخاطر المترتبة عن النزعات الانفصالية وعواقبها الوخيمة على أمن وسلامة الدول وازدهارها، إذ شدد جل المتدخلين على أن أغلب النزعات ما هي إلا أداة لخدمة مخططات كارثية للجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية عبر الوطنية. ولم تجد الجزائر ومعها "بوليساريو" أمام دعم المجتمع الدولي لمخطط الحكم الذاتي ولمغربية الصحراء، بدا من استعادة أسطوانات الحرب الباردة والتخندق خلف رؤيات تعكس إفلاسا إيديولوجيا للنظام الجزائري.