خلقت وفاة طفلة كانت تعاني قيد حياتها من اضطرابات نفسية جدلا بمدينة الناظور، بعدما تم العثور على جثتها هامدة أمام مقبرة "مولاي بغداد"، وقد قضت نحبها في ظروف مازالت إلى حدود كتابة هذه الأسطر غامضة. وكانت الفتاة القاصر، التي لم تتجاوز 13 سنة من عمرها، قد تعرضت للاغتصاب شهر رمضان المنصرم على يد شاب ألقي عليه القبض وحوكم بخمس سنوات سجنا، دون حصول عائلتها على أي تعويض مادي عن الحادثة. واختفت الفتاة مؤخرا عن أنظار عائلتها لمدة أربعة أيام، قبل أن يتم العثور عليها، يوم الثلاثاء، جثة هامدة أمام باب المقبرة المذكورة من قبل حارسها، الذي أعلم السلطات الأمنية لتحل مباشرة بعين المكان وتقوم بمعاينة الجثة وفتح تحقيق في الحادثة. وفي تصريح أكد والد الضحية، محمد بوثيارزيزت، أن طفلته "كانت تعاني من اضطرابات نفسية منذ سنة تقريبا، ما يدفعها إلى مغادرة منزل أهلها لتهيم على وجهها إلى أن يعيدها الأمن أو بعض المتطوعين". وأضاف المتحدث أنه تفاجأ بإخباره من قبل السلطات بالعثور على فلذة كبده جثة هامدة بمقبرة مولاي بغداد، حيث قام بزيارتها في المستشفى فوقف على تعرضها لضربة على مستوى وجهها، مع آثار تعنيف في عنقها، وطالب بموجب ذلك بنتائج التشريح الطبي التي لم يتوصل بها إلى حدود الآن، مطالبا بفتح تحقيق عاجل من قبل السلطات المعنية قصد الوقوف على حقيقة الحادثة التي تعرضت لها الطفلة، لمعرفة ما إذا كانت قد ذهبت ضحية جريمة نكراء يقف وراءها فاعل. واستغرب الفاعل الجمعوي محمد حمزة كيف لم يتوصل أهل الضحية التي تم دفنها أمس الأربعاء بنتائج التشريح الطبي من قبل المستشفى الحسني بالناظور رغم مطالبتهم بذلك، لتقبر الحقيقة. وعبر حمزة عن استيائه للوضع الأمني الذي تعيشه مدينة الناظور، وأشار إلى أنه "تسيب وانفلات أمني يندى له الجبين، ناتج عن تقصير في المسؤوليات"، مستغربا كذلك عدم تواجد مراكز لإيواء المتشردين والمختلين عقليا واليتامى بمدينة الناظور، ما يجعلهم دائما عرضة للاعتداءات. وقال محمد حمزة إنه اتصل بباشا مدينة ازغنغان التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الناظور، مطالبا إياه بالحصول على إفادة لنقل الطفلة سلمى إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة وجدة، غير أن ذلك لم يحصل، لتنتهي حياة الفتاة بشكل مأساوي. وجرت ظهر يومه الأربعاء الجاري مراسيم دفن الطفلة سلمى في مقبرة أزغنغان، ضواحي الناظور، ومازالت تفاصيل وفاتها غامضة وسط استنكار من قبل نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذين شاركوا صورة الضحية وطالبوا بفتح تحقيق في ظروف مصرعها.