الأحد 30 يوليوز 2017 - 08:00 بالرغم من أن تحقيق النجومية مهمة صعبة يسعى إليها كثيرون، ولا يدركونها إلا بعد مشوار طويل وأعمال فنية كثيرة وتعب مستمر؛ فإن هناك من حصدوا لقب "النجومية" قبل أن يصدروا أيّ عمل خاص بهم، وكسبوا محبة "جيوش" من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. "ولوج المجال الفني كان حلما يراودني منذ طفولتي" بهذه الكلمات كشفت فاطمة الزهراء زرياط، الملقبة فنيا بزهراء الساهر، السبب الذي دفعها إلى نشر مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تؤدي أغان لفنانين كبار وقصائد خالدة لفن الملحون التراثي المغربي. بالصدفة وبعد محاولات لولوج الميدان الفني والتي كانت ستتطلب منها سنوات طوال، قامت الموهبة الصغيرة البالغة 19 سنة من عمرها بتصوير مقطع فيديو على تطبيق "سناب شات" ونشره على حساباتها الخاصة التي لم تكن تضم إلا العشرات من صديقاتها وجاراتها وزميلاتها بالجامعة، لتتفاجأ بعد ساعات قليلة بانتشار ذات المقطع على صفحات تضم ملايين المتابعين. تحكي زهراء الساهر، التي رأت النور بالعاصمة العلمية فاس فجر 30 شتنبر سنة 1997، عن طفولتها الهادئة في لقاء مع هسبريس قائلة: "عشت طفولة هادئة عادية رفقة أسرتي الصغيرة المتكونة من خمس أفراد، ولم أكن أتميز عن باقي أطفال الحي بشيء". وتضيف زهراء، التي تمكنت من كسب صداقات في الوسط الفني بعد أدائها لقصائد ومقاطع خالدة من الزمن الجميل وأخرى لفنانين شباب كانت تحلم بقائهم ذات يوم قبل أن تصبح محط أنظار الجميع: "بإصرار كبير أقنعت والدي بتسجيلي في معهد موسيقي بمدينة فاس، فلم يعارض الفكرة واستجاب لطلبي". "مرت الأيام والشهور والسنوات تعلمت خلالها قواعد الموسيقى، وأديت أكبر وأشهر قصائد الملحون، ووقفت على مسارح وطنية كبيرة، وحصدت جوائز وطنية من لدن أهرام الأغنية المغربية، ونلت إعجاب شخصيات عمومية بالمدينة وتلقيت عروضا لإحياء حفلات خاصة وعامة؛ لكن ظلت موهبتي حبيسة أصوار المدينة العتيقة"، تقول زهراء الساهر. تسترسل الموهبة، التي درست السلك الابتدائي بمدرسة بنكيران وأكملت تعليمها بإعدادية الأمل العمومية وحصلت على البكالوريا شعبة الآداب بثانوية مولاي رشيد بعاصمة المولى إدريس: "ذات يوم وعندما كان الملل يخنق نفسي فتحت هاتفي وبدأت بتسجيل مقطع قلدت فيه طريقة كلام المرأة الفاسية وكيف تتباهى أمام صديقاتها بحبها لزوجها؛ وهو الأمر الذي لقي نجاحا وانتشارا واسعين".