خطوة غريبة ومثيرة تلك التي قام بها سعيد زارو، المدير العام الجديد لوكالة أبي رقراق للتهيئة بالرباط، الذي عين على رأس هذه الوكالة المكلفة بمجموعة من المشاريع بعاصمة المملكة؛ فقد سارع زارو إلى تنظيم أمسية دينية، تخللها ذبح للأضاحي وجلب "الطلبة" لقراءة القرآن الكريم. المدير الجديد لوكالة أبي رقراق للتهيئة بالرباط أبى إلا أن ينظم هذا الاحتفال الديني جلبا للحظ في هذه المهمة الكبرى، التي يجد فيها سعيد زارو نفسه ملزما باستكمال مجموعة من الأوراش على رأسها المسرح الكبير بالرباط؛ غير أن المثير في هذا الاحتفال هو أن المدير حرص، خلال هذه المناسبة، أن تتم إسالة دماء الأضاحي من أجل طرد الأرواح الشريرة. وأقام المدير الجديد سعيد زارو، بورش المسرح الكبير بالرباط، أمسية حضرها "الطلبة"، حسب ما أورده موقع "تيل كيل" الذي أشار إلى قيامه بمجموعة من الطقوس الخاصة. وفي تعليق على هذا الحادث، اعتبر مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، أنه "إذا كان الشخص يفعل ذلك صدقة لله؛ فهذا جائز"، مضيفا أنه" قد يكون نذر ذلك في وقت سابق، ويجب عليه الوفاء بالنذر". واسترسل رئيس المجلس العلمي بوجدة، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس، أن "الإنسان قد يكون وعد إذا أصابته نعمة من وظيفة أو غيرها وسُرّ بذلك، وشكر الله، فهذا أمر عادي"؛ غير أن المتحدث ذاته أكد أنه "إن كان ذلك تقربا به من الجن، فهذا أمر لا يجوز". ومن جهته، أكد حسن قرنفل، الباحث في علم الاجتماع، أن هناك أشخاصا يقومون بمثل هذه التقاليد من الذبح وغيره في "العتبة الجديدة" وليس بالضرورة تعاملا مع الجن و"رجال المكان"، لافتا إلى أن "الذبيحة الخاصة بالسحر تكون لها طقوس وشروط منها ذبح العتروس". وأكد قرنفل، في تصريح لهسبريس، أن "المغاربة لا يمكن أن ينفصلوا عن إرثهم الثقافي وسلوكاتهم بالدرجة نفسها والقوة ذاتها؛ فهناك مسؤولون ما زالوا محافظين على ثقافتهم وتقاليدهم، كما أن هناك آخرين حداثيون يتبنون ثقافة حديثة". وبالرغم من إشارة الباحث في علم الاجتماع إلى أنه يمكن أن يقوم بهذا الاحتفال كشخص، فإنه تابع بالقول: "لا أظن أنه سيقوم بذلك كمسؤول على هذا الورش، لأنه سيكون ملزما بتبرير مصاريفه"، يورد قرنفل؛ غير أنه أكد أن "كبار رجال الأعمال عندما ينجزون صفقات ومشاريع عمرانية كبيرة، يقومون باستدعاء الطلبة لقراءة القرآن والأذكار. ومن ثم، يتضح أن مثل هذه الأمور لا تزال سارية؛ لكنهم يقومون بها كأشخاص فقط".