بقلم ذ حميد المختاري أستاذ باحث عرفت مدينة الحسيمة في الفترة الأخيرة، حراكا احتجاجيا بزخم كبير تحت عناوين التضامن ومناهضة الحكرة والمطالبة بالحساب وربط المسؤولية بالمحاسبة على إثر الحادثة المؤلمة التي وقعت وذهب ضحيتها شاب عصامي، يكابد من أجل لقمة العيش في مضمار صعب ومجال الرقي فيه ومنافسة الرواد من المهام الشاقة والمتطلبة لنفس طويل، خاصة والقطاع يعرف تطورا مطردا نحو التأهيل على جميع المستويات ويعرف سيادة الندرة وشدة المنافسة لعدة اعتبارات موضوعية. الحادث تم تضخيمه بشكل غير مسبوق، بفعل الوسائل الحديثة للتواصل خاصة في ظل تسرب الصورة الصادمة والهاشتاك المؤلب "طحن مو" ونشرهما على نطاق واسع وفي الحين مما خلف موجة كبيرة من التعاطف والانخراط الواسع للمواطنين كتعبير مسؤول وبكل حسن نية، وهو ما يحسب بكل إيجابية للفعاليات المجتمعية لوطننا ولشبابنا الفاعل والواعي. هذا المد من التعاطف والغضب تم التعبير عنه بالواقع بخروج التظاهرات بكل ربوع الوطن وكذا في صفوف مواطنينا بالخارج إلى جانب التظاهرات التي عرفتها مدينة الحسيمة. التعبير الراقي والتأطير المحكم الذي مورس وغطته العديد من المنابر الإعلامية من كل حدب وصوب بالإضافة إلى النقل المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي أعطت البرهان والدليل الذي لا يقبل تفنيد الوعي الجماعي الذي وصله مجتمعنا في هذا الباب.