شهدت بلدية مولمبيك بالعاصمة البلجيكية بروكسيل زوال يوم الثلاثاء 8 نونبر 2016،حدثا بارزا سيسجله التاريخ بمداد من الفخر و الإعتزاز،و يتمثل في تدشين نصب تذكاري للفنان الرسام التشكيلي المغربي السيد مصطفى الزوفري سليل مدينة أزغنغان بإقليم الناظور،الذي راودته فكرة إنجاز هذا العمل الفني الكبير،تكريما لضحايا الهجمات الإرهابية التي إستهدفت فرنسا و بلجيكا بصفة خاصة و بصفة عامة جميع ضحايا الإرهاب بشتى أرجاء المعمور. حفل التدشين عرف حضور الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف،السيدة فرانسواز سكيبمونس رئيسة بلدية مولمبيك، السيدة كلود فرانس أرنولد سفيرة فرنساببلجيكا، السيد عمر طوير القنصل العام للمملكة المغربية ببروكسيل، رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا الأستاذ صالح الشلاوي،الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الدكتور خالد حاجي،و مجموعة من رجالات السياسة البلجيكيين و فعاليات جمعوية تنتمي لمشارب متعددة،و حضور كبير لتلامذة بعض المؤسسات التعليمية الكائنة ببلدية مولمبيك. بداية الحفل إبتدأ بالكلمة القيمة التي ألقتها السيدة فرانسواز سكيبمونس رئيسة بلدية مولمبيك،التي رحبت في مستهل كلمتها بالضيوف الحاضرين معربة عن غبطتها بهذا العمل الفني الرائع الذي بصم عليه الفنان مصطفى الزوفري،مستعرضة بعض المراحل التي مرت منها هاته البلدية منذ حادث باريس الإرهابي إلى غاية اليوم،مجددة عزمها على العمل مع الجميع لمحاربة كل أشكال الإرهاب و التطرّف. السيد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف،قدم تشكراته للسيدة رئيسة البلدية على تجاوبها الإيجابي مع فكرة وضع هذا النصب التذكاري بساحة البلدية،تضامنا مع ضحايا العمليات الإرهابية التي إستهدفت فرنسا و بلجيكا،مشيرا إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف يأمر بالرفق و الرحمة و يدعو للتسامح و التعايش،و ينبذ كل أشكال العنف و الإرهاب،مستدلا على ذلك بالأية القرأنية:* من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا،و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا*. الدكتور عبد الله بوصوف لم يدع الفرصة تمر،دون أن يضع النقط على الحروف بخصوص بعض الأسباب التي تدفع ببعض الشباب المغرر بهم إلى دخول معترك التطرّف و الإنجراف وراء بعض التيارات الهدامة. الفنان مصطفى الزوفري،إستهل كلمته المؤثرة بتقديم الشكر الجزيل للسيد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف على دعمه الكبير لهاته المبادرة و ذلك بتبنيها من ناحية التكفل بمصاريفها،حيث لم يتوانى مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج في تقديم يد المساعدة و العون للفنان مصطفى الزوفري في العديد من المحطات. الفنان مصطفى الزوفري قدم تشكراته الحارة للسيدة فرانسواز سكيبمونس و أعضاء مجلسها البلدي على قبولهم لإحتضان هاته المعلمة على أرض بلدية مولمبيك،كما عبر عن سعادته الغامرة بهذا الحضور الكبير لتدشين هذا النصب التذكاري،معبرا عن حزنه العميق الذي يتقاسمه مع كل عائلات ضحايا الإرهاب،الذين حضر بعض منهم اليوم كالسيد محمد البشيري زوج المرحومة لبنى ضحية محطة الميترو مالبيك و السيد والتر بنجامين الذي كان ضحية للإرهاب الذي أصاب بروكسيل كذلك. الدموع التي إغرورقت من عيني الفنان مصطفى الزوفري لم تسمح له بإكمال كلمته التي كانت بحق كلمة مؤثرة تركت صدى كبيرا في نفوس الحاضرين. جدير بالذكر أن هذا النصب التذكاري الذي أطلق عليه إسم * شعلة الأمل*،تم تصميمه من الفولاذ المقاوم للصدأ بطول مترين و 70 سنتم،و عرض متر و 25 سنتم،حيث يتكون من مجموعة من الكلمات التي تجسد شكل لغة وهمية.