رغم الصفاء والهدوء الذي أنعم به الجو يومه الإثنين 26 أبريل الجاري، إلا أن كسوف كلي ودامس حل ليغطي كامل أفق عائلة المدعو " لعزيز أزغبيب " ذو الأربعة والثلاثين عاما، بعد أن تلقت خبرا مفجعا عن إبنها الذي كان عاملا بالمصنع الإسباني المتخصص في تصفية مادة الفخار " barro cocido " وإرسالها إلى إسبانيا لصناعة الصحون والأثاث الفخارية الثمينة، كل المصادر كانت تتحدث عن قطع الساق اليسرى للعامل ما فوق المرفق وقد ثبت ذلك بعد أن تمكنا من زيارته بلكلينيك الوحدة بالناظور صباح اليوم الخميس. المصنع تم بناؤه أواخر التسعينات بدوار أخندوق جماعة بني شيكر، وقد استمر عمله بشكل طبيعي إلى غاية 2001 لتهتز المنطقة على إيقاع خبر مفجع تجلى آنذاك في فقدان عامل بنفس المصنع لساقيه ما فوق المرفق دائما وبنفس الآلة " اللاكس " التي تشكلها مجموعة من أسنان حادة خاصة للقطع والتمزيق، وقد علم مؤخرا وبعد مسيرة طويلة من الصراع مع إدارة المصنع، أن المدعو " يوسف. ب " حصل على تعويض هزيل لا يوافق أبدا حجم الكارثة والفاجعة التي تستوجب له وجود شخص بجانبه دائما وهو في عقده الثالث، فبعد عشر سنوات من الهدوء، تهتز المنطقة وللمرة الثانية على نفس الإيقاع والفاجعة الأليمة التي جاءت على الساق اليسرى للعامل الذي قضى مدة عشر سنوات من الخدمة في المصنع، والذي نقل على وجه السرعة إلى مصحة الوحدة لتلقي العلاج الضروري الذي قد يرغم الأطباء على نقله للخارج نظرا لخطورة الإصابة، ومن خلال وقوفنا أمام العامل الضحية بالمصحة نكتشف ونطلعكم على التالي: في المقام الأول اكتشفنا بأن الخطأ كان خطأ بشريا، وقد دعمتنا في ذلك عدة مصادر من داخل المصنع حيث كانت الآلة في حالة ميكانيكية جيدة وبتأكيد من أعضاء اللجنة التي زارت المصنع مباشرة بعد الحادث، وفي المقام الثاني نرجح أن إدارة المصنع عملت على عدم نقل العامل إلى المستشفى العمومي تفاديا لإطلاع السلطة على الحادث ويتبين ذلك من خلال تكفلها بجميع مصاريف العلاج، أما ومن خلال المقام الثالث نطلعكم على طريقة عمل العمال في المصنع بحيث يعمل العمال مع المصنع وفق اتفاق قانوني " contrata " يخضع لقانون تأمين لنصف يوم ، مدة الإتفاق تسعة أشهر تتجدد بعد ثلاثة أشهر من الراحة الغير المرغوبة، ثمن أجرة اليوم الواحد 80 درهم ، ساعات العمل تأخذ شكل الدوام يتقاسمه العمال بالتوافق . نعتذر عن عدم التقاط الصور للعامل المصاب احتراما لمجتمعه المصغر المحافظ !!! [email protected] عاشور العمراوي