ستغرق اليوم أكثر دول العالم اكتظاظاً في العالم في الظلمة حيث ستشهد الصين والهند أطول كسوف للشمس في القرن ال21، والذي سيتمكن ملياران من سكان الأرض من متابعته، وهو رقم قياسي في تاريخ البشرية. يتدفق السياح على شرق الصين التي تعتبر أفضل مكان لمشاهدة أطول كسوف كامل للشمس في القرن الحادي والعشرين. وسيحجب الكسوف الذي يستمر ست دقائق الأراضي الصينية وفق مسار ينطلق من مدن تشنغدو وتشونغنغ، جنوب غرب البلاد، وحتى شنغهاي وهانغجو في اقليم شيجيانغ في الشرق، وهي مدة قياسية لن تحطم قبل العام 2132. وسجلت وكالات السفر والفنادق ارتفاعا كبيرا في الطلب من السياح الراغبين في مشاهدة الحدث، بعد أن عانى القطاع بسبب الأزمة المالية العالمية. وينتظر وصول 1,5 مليون هندوسي إلى مدينة كوركشيترا في شمال الهند للاستحمام خلال كسوف الشمس في مياه طاهرة من شأنها المساعدة على تحرير النفس والروح، وتتحدث الأساطير والروايات في الهند الصينية عن هذه الظاهرة الفلكية على أنها تأتي بالخير، كما أنها تنبئ بالأسوأ. وذكرت سلسلة فنادق جي دبليو ماريوت أن القرن الحالي سيشهد أطول كسوف للشمس حيث يتحول النهار ليلا كاملا وتقدّم وجبة الفطور في الظلام. وتتعزز رؤية هذا الحدث الفريد، حيث يرتفع هذا الفندق في مبنى تومورو سكوير الشهير الذي يكاد يلامس الشمس في مشهد واحد. وصرح فيديريكو بروغماير، مدير وكالة سفريات ألمانية متخصصة «اكليبس سيتي» الذي توجه إلى شنغهاي، شرق الصين، لهذه المناسبة أن «هذا أطول كسوف للشمس في هذا القرن، ولن يعيش أي منا فترة كافية ليرى كسوفا مثله»، فيما يعتبر عالم فيزياء الفلك الأمريكي فريد أسبيناك أن « كسوف الشمس هذا العام سيكون هائلا وسيتمكن ملياران من سكان الأرض من متابعته، وهو رقم قياسي في تاريخ البشرية «. وسوف يتمكن الهواة في أرجاء العالم من مشاهدة الكسوف الأطول مجاناً عن طريق التليفزيون والأنترنت والهواتف المحمولة. ويحدث الكسوف الكلي للشمس عندما يغطي القمر الشمس أو يحجبها، فمن الأرض، يبدو القمر والشمس تقريبا بنفس الحجم، بحيث يحجب القمر كل الشمس رغم أنها أكبر منه في الواقع ب400 ضعف. وخلال الكسوف يكون القمر في موقع بين الأرض والشمس، ويقع ظله على أجزاء من الأرض، ويجب أن تكون الأرض والقمر والشمس على خط واحد لكي يتم الكسوف، وهو يحدث فقط عند ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق.