بعد أيام ستحل الذكرى ال 80 لصدور ظهير 16 ماي 1930، الشهير ب "الظهير البربري" حسب أدبيات ورثة ما يسمى بالحركة "الوطنية".. وعلى الرغم من مرور كل هذه المدة الزمنية الطويلة نسبيا، فما زال هذا الظهير الأسطورة يحتفظ لنفسه بقوة الحضور والأهمية، وإن كان من المستهلكات الموضوعاتية المفضلة لدى مناضلي "حزب الميزان"، الذين لم يقصروا في الاجتهاد ومعاودة الاجتهاد في تأويل النص وترسيخ التأويل، بما يخدم سياسات أصحاب "مغربنا وطننا".. ومبدعي «اللطيف".. وبهذه المناسبة، أود التوقف هنا عند بعض المعطيات ذات الصلة بهذا الظهير الأسطورة الذي تم استثماره أيما استثمار من طرف "الأمازيغفوبيون" وضحاياهم من عبدة صنم "العروبة والإسلام"، أولى هذه المعطيات يتعلق بالاسم الذي ابتدعته مخيلة مناضلي وناظمي شعر "الاستقلال"، فقد كان مدروسا بخبث ودهاء ومكر قل نظيره، وتم استثماره وتسويقه وترسيخه بأسلوب عز نده، وفرض علينا تداوله وحفظه وترديده، بشكل حال دون أدنى محاولة للتشكيك في قدسيته ووجوده، إنه :"الظهير البربري"، الذي مازال قساوسة الحزب إياه يستحضرون روحه "المقدسة"، رغم مرور كل هذه المدة على تحلل جثته، برغبة وإرادة كبيرتين، للحيلولة دون تناسيه، كيف لا وهو الذي منحها شهادة الميلاد، ووقع لها شرعية "النضال والتحرير"، فما حقيقة هذا الظهير؟.. لنبدأ من البداية.. ملك "عربي" يوقع على ظهير"بربري".. بتاريخ 30 مارس 1912، وقع رئيس الدولة المغربية السلطان العربي"عبد الحفيظ العلوي" بعاصمة ملكه فاس "الفيحاء"، على نص وثيقة تنازل المغرب عن استقلاله بمباركة من "علماء" القرويين، وثيقة فرض الحماية الفرنسية على المغرب التي تضمنت من بين ما تضمنته بنودها، على كون الحماية بسلطاتها، وبتعاون مع المخزن الشريف، ستسعى لإدخال مجموعة من الإصلاحات العصرية الضرورية لتطوير المغرب وتحديثه، في مختلف المجالات، وعلى جميع الأصعدة، ومن بين هذه المجالات، هناك النظام القضائي، فكان أن التزمت سلطات الحماية بإعداد تصور قانوني عملي لتنزيل هذه الإصلاحات على أرض الواقع، فأصدرت سلسلة من القوانين التنظيمية والظهائر "الشريفة"، التي تم تتويجها بالظهير الشريف بمثابة قانون الصادر بتاريخ 16 ماي 1930، وهو نص قانوني خاص بالتنظيم القضائي "للإيالة الشريفة"، وتصادف صدور الظهير بداية انتعاش حرارة فصل الربيع المنذر بدخول حرارة الأجواء، فقامت قائمة مجموعة من الأطفال الفاسين، وأبناء عمومة لهم في دروب سلاوالرباط بمحاولة للتخلص من الملل الذي انتابهم ذات صيف قائظ بين جدران "المسيد القرآني"، فكانت "خبيرة" صدور الظهير الشهير بمثابة المتنفس الذي اعتمدوه للتخلص من سجن المسيد (الكتاب) الممل.. بحصيره ومدرسه ومدروسه.. فكانت حجة الدفاع عن"الدين والوطن" كافية لتبرير مقاطعة "الدراسة" وهجران الحصير، والركض في الشوارع لتهييج مشاعر بسطاء الشعب، والتمكين لخطاب أصحاب "بلاد العرب أوطاني.. من الشام إلى نجد ويمن فمصر و.. تطوان".. وقاموا باستغلال مشين وفاضح للدين، لتحقيق غاية سياسوية والتمكين لإديولوجية أجنبية مستوردة، اسمها القومية العربية، ولو اقتضى الأمر القفز على حقائق التاريخ، وتضاريس الجغرافيا، ونكران وجود الأمازيغ الذين استضافوا أجداد هؤلاء الموريسكيين الأجانب المطرودين من الأندلس، بعد تحريرها من المحتل العربي من طرف أبنائها الأصليين، في حرب الاسترداد العظيمة التي قادها الملكين القديسين إيزابيلا وفرنانود، وهنا أجدني أجدد طرح مجموعة من الأسئلة التي ربما سبق وان طرحت من قبل غيري، في محاولة لفهم مدى سوء النية التي كانت دافع إخواننا "عرب المغرب"(كما يزعمون) لتسمية هذا النص القانوني، ب "الظهير البربري" عندما عمدوا لقراءة "اللطيف" حتى لا يفرق الله بينهم (هم العرب) وبيننا، نحن إخوانهم "البرابر"؟ وأسئلتي بكل بساطة هي: * لماذا لم تتم تسمية نص الظهير ب"الظهير الشريف" كما جرت العادة في المغرب، مادام الظهير كان من توقيع الملك؟. * لماذا لم تتم تسميته بالظهير الاستعماري، نسبة للجهة التي أصدرته، أو أوعزت للملك بتوقيعه؟ أو تأكيدا على الخلفية الاستعمارية التي كانت الدافع لاستصداره؟ أو لكون فترة صدوره هي فترة استعمار.؟ .. * لماذا لم تتم تسميته ب"الظهير العربي"، مادام الملك الذي وقعه "عربي"، أو لكون الطرف الآخر في الظهير هم العرب المرغوب فصل البربر عنهم؟ * لماذا لم تتم تسميته ب "ظهير 16 ماي 1930" كتسمية محايدة، وأكثر منطقية، وذلك بنسبة الظهير لتاريخ صدوره؟ لكان الأمر أكثر منطقية وأكثر دقة وعلمية وأمانة.. إنها مجرد أسئلة من خريج مدرسة مغربية تضمنت الكثير من قصائد علال الفاسي، والقليل من حقائق التاريخ ..ليس إلا.. وعلى ذكر هذا التاريخ، أقف عند معطى ثاني من مقالتي هذه، إذ أنه في كتاب مادة التاريخ المقرر في المدرسة العمومية المغربية، وأثناء تناول هذا المعطى التاريخي، تم حشو ذهن وذاكرة التلميذ/ المواطن المغربي بفتاوى وتأويلات الحركة "الوطنية" للظهير، مع تغييب كلي لنص الوثيقة التاريخية، محل الدرس، وفي هذا استهتار بأحد أهم المبادئ البيداغوجية الأساسية، فيما يخص تدريس مادة التاريخ، إذ لا يمكن تناول أي تيمة من تيمات التاريخ وعناصره في غياب نص الوثيقة التاريخية المتناولة، وفي هذا أيضا استهتار بدور التلميذ/ المواطن/ المتلقي في المشاركة في بلورة فكرة محايدة والقيام بقراءة ذاتية مستقلة، كما تنم عن سياسة مقصودة لتوجيه الناشئة وتعليب فكرها بما يجعل كل خريجي المدرسة العمومية رهائن لتاريخ لايوجد إلا ضمن أدبيات زعماء "الحركة الوطنية".. وقصائد مؤسسي حزب الميزان والبيانات "الثورية" لابنه الشرعي حزب الوردة.. أكاد اجزم قطعا بان معظم الذين كانوا ضحية أساطير الحركة "الوطنية" لم يطلعوا على نص الظهير أبدا، لهذا وتعميما للفائدة أرفق نص هذه الكلمة بنص الظهير كاملا لأفسح المجال للقارئ الكريم ليدلي بدلوه في قراءة النص/ الحدث / الأسطورة الظهير/ الظاهرة.. دون توجيه أو وصاية كما فعل مقرر "مدرستي الحلوة".. ثم هناك مجموعة من المفارقة التي يتوجب الإشارة إليها، وهي أن "أشقائنا" عرب المغرب(كما يزعمونون طبعا)، خاصة ضحايا خطاب حزب الاستقلال و بقية نسله (كحزب عريس المجرمين و وكتاكيته المتفرخة عنه)، ابتدعوا ما سموه باللطيف ونصه: (اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير، لا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر)، بالرجوع لنص صيغة بدعة اللطيف وفي تحليل بسيط لتركيبة مفرداته، نتوقف عند ما يلي: نجده يتحدث عن طرفين في المعادلة.. "اللهم لا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر".. هنا نجد ضميرين، ضمير الجمع المتكلم "نحن" في "بيننا" و ضمير الجمع المخاطب او المتحدث عنه في "إخواننا البرابر"، نجد الطرف الساخط على الظهير، القارئ للطيف وهم "نحن"، أي هؤلاء الصبية الفاسيين وأبناء عمومتهم من حفدة موريسكي الرباطوسلا، والطرف الثاني هو اؤلائك "البرابر" إخوانهم الذين يدعون الله ألا يفرقهم عنهم، هنا مادام أصحاب اللطيف يتحدثون عن "إخوانهم البرابر" نفهم أنهم صنفوا أنفسهم بكونهم ليسوا برابر، أي أنهم عرب، يعني هذا اقرار بوجود جماعتين من المغاربة هم البربر "المراد فصلهم وتمسيحهم" و"نحن" العرب مبدعي اللطيف، ولكن عندما مرت سحابة صيف 1930 المعروفة بالظهير البربري لم يجد "البرابر" من "إخوانهم العرب" ما يدل على ادنى اقرار بوجودهم، الإخوة "العرب المغاربة" هندسوا دولتهم بما يكفل لها أن تكون دولة عربية لغتها عربية بعضوية كاملة في جامعة الدول العربية، لا مجال فيه لإخوانهم "البرابر" ولا لغتهم ولا أعرافهم ولا حتى آدميتهم وإنسانيتهم.. لقد عمد أصحاب اللطيف من غلمان دروب فاسوالرباطوسلا إلى استغلال الدين بشكل بشع للتأثير على مشاعر بسطاء الشعب، بحيث يعترف المدعو أبو بكر القادري، وهو من كهنة حزب الاستقلال ومن "حياحة" ومروجي فتنة الظهير البربري المزعوم، قال(1) بأنه لما فشل ومن معه في إقناع تلاميذ المدارس ورواد الأسواق الشعبية من المغاربة بخطورة ما ادعوه فكروا في العزف على الوتر الحساس لدى العوام من الشعب، الدين، وذلك بابتكار أكذوبة كون الظهير جاء لتنصير وتمسيح "البربر"، والعمل على تقسيم المغرب إلى قسمين شطر "للبربر" وشطر ل "العرب"، عندئذ وجد هؤلاء الصبية الفاسيين بعض التجاوب مع أراجيفهم من طرف صغار التلاميذ وضعاف الوطنية والإيمان وقليلي العلم والمعرفة، فشحنوهم بخطاب الكراهية والإقصاء وألا وطنية، وابتدعوا بدعة اللطيف، فأقحموا بيوت العبادة في لعبتهم الاديولوجية القذرة، ومن هنا تولد ذلك الحذر من كل ما له صلة بالأمازيغية بعدما نجحت محاولة الفاسيين غلمان العميل اللبناني الماسوني شكيب ارسلان في شيطنة الأمازيغية ابتداء من المساجد، التي يفترض أن تكون دور عبادة لا منابر دعاية. أما بخصوص ما روج له كهنة حزب الاستقلال، ومن انشق عنه فيما بعد، بكون الظهير قد جاء لتنصير "البربر" وتقسيم المغرب بينهم وبين "العرب".. فعند اطلاعنا على نص الظهير نستشف أنها كانت مجرد أراجيف يعضد بعضها بعضا.. إن الحركة التبشيرية لا تستهدف عرقا ولا لغة ولا بلدا دون غيرهم.. إن الهدف من التبشير هو استمالة اكبر عدد ممكن من غير المسيحيين إلى المسيحية بغض النظر عمن يكون المستهدف، سواء كان "بربريا" او عربيا"، حضريا او قرويا، غنيا او فقيرا، صغيرا اة كبيرا.. المهم هو تنصيره، تماما كما يفعل الاسلامويين في ما يسمونه "الدعوة إلى الله"، بالإضافة لكون نص الظهير "الشريف" ليوم 16 ماي 1930، الذي استعمل لتبليس وشيطنة الأمازيغية والتخويف من مطالب مناضليها العادلة، الظهير الموسوم بهتانا ب "الظهير البربري" ليس في نصه، او بين سطوره او ما ورائها، ما يدل او يوحي إلى أي غرض تبشيري، لا تصريحا ولا تلميحا، وإنما الأمر هو افتراء وكذب براح من قساوسة حزب الاستقلال، وكذب على الناس، للتمكين لعبدة صنم "العروبة والإسلام"، وإقصاء المغاربة الأصليين والدائمين ..الأمازيغ.. أما فيما يخص زعم ضحايا خطاب علال الفاسي والمكي الناصري وأبو بكر القادري عبد الخالق الطريس واحمد بلافريج والمهدي بن بركة وباقي كهنة الحزب العتيد بخصوص استهداف نص الظهير لوحدة المغرب الترابية بالسعي لتقسيمه، فالأمر مردود عليه ببساطة كما يلي: لا يمكن الحديث في المغرب عن رغبة الأمازيغ في الانفصال، بكل بساطة لأن المغرب كله ارض أمازيغية، والمغاربة كلهم أمازيغ، من سينفصل عن الآخر؟ وعن من سينفصل بالضبط؟ وماذا سيفصل بالضبط؟ في المغرب لا يوجد غير الأمازيغ، أما العرب فلا وجود لهم بالمغرب ( اللهم إذا كان المقصود هنا بعض السياح القادمين من شبه جزيرة العرب، الواقعة بين الخليج الفارسي والبحر الحمر، او من تصفه هذه الأيام وكالة الأنباء الرسمية ب "مستثمرين عرب")، لا يوجد في المغرب مع الأمازيغ سوى المغاربة العربفونيين، أي المغاربة الذين تم تعريبهم بالقوة، بالإضافة لبعض الأمازيغ المرضى نفسيا بسبب تماهيهم مع الجلاد الذي انتزعهم من جلدهم الطبيعي وأسدل عليهم رداء النزوع القومي العروبي فأصبحوا عربا أكثر من العرب، بالإضافة إلى أن هذه "الوحدة الترابية" التي يتباكى عليها تماسيح حزب الاستقلال لم يمسسها الأمازيغ بل سياسات حزبهم وسياسات القصر المخزني عندما جعلوا لغة قريش لغة رسمية في المغرب، دون اللغة الأمازيغية، وعندما جعلوا الإسلام دين الدولة، دون ادني اعتبار لمعتقدات باقي المواطنين المغاربة، من اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين أيضا، عندما احتكروا نص الوثيقة الدستورية لعرق واحد وملة واحدة وفكر واحد، هذا هو التهديد الحقيقي للوحدة الوطنية والترابية.. أصحاب اللطيف والمخزن هم من يهدد وحدة المغرب بإقصاء تاريخ وحضارة ولغة وثقافة وهوية الأمازيغ ويتنصل من مكونه اليهودي إرضاء لحفنة من المصابين بفيروس القومية العروبية الخبيث.. أما الأمازيغ فلا يطالبون بالانفصال، فقط يطالبون برد الاعتبار لآدميتهم.. كمواطنين لا كأهل ذمة وعبيد للعرب.. يناضلون من اجل دولة مغربية مستقلة عن أي تبعية لجامعة عمرو موسى وقمم ديكتاتوري الشرق الأوسط ...الأمازيغ يناضلون من اجل أن يكونوا مواطنين في دولة المؤسسات الديمقراطية.. لا رعايا في كوري المخزن ..يناضلون من أجل.. العدل الذي هو أساس الملك.. والمساواة في الحقوق والواجبات التي هي عماد المواطنة.. و هما الركيزتين الوحيدتين للحفاظ على الوحدتين الوطنية والترابية.. بدمقرطة الدولة المغربية وعلمنة الحياة العامة وفدرلة التراب الوطني تحمى الوحدة الترابية لا بلطيف حزب الاستقلال وأشعار علال الفاسي .. محمد أزناكي [email protected] ملحق تحليلي.. * تجب الإشارة هنا لكون المدعو الصبيحي كان مترجما رسميا للمقيم العام الفرنسي الجنرال ليوطي، بعد تخرجه من المدارس الفاسية الخاصة بالأعيان الموريسكيين، والتحاقه بفرنسا ليتابع دراسته بها سنة 1913، أي في نفس السنة التي أسس فيها مسيحيو الشرق الأوسط ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي، الذي كان يترأسه قبل سنة من اليوم المدعو خالد السفياني.. وتشير بعض التلميحات إلى كون المدعو الصبيحي هو نفس الشخص الذي أوعز ل "علمان فاس" في جامع القرويين ومرتادي الضريح الإدريسي، بالدعاء إلى "الله العلي القدير" بان يشفي الجنرال ليوطي عندما مرض في بداية عمله بالمغرب مقيما عاما به، وقد قرؤوا كذلك اللطيف استمطارا لشفاء "الله" على ليوطي.. * لقد استنكر القوميين المغاربة واسلاموييه على الحركة الأمازيغية العالمية أن تتخذ من فرنسا مكانا لانعقاد احد مؤتمرات الكونكريس العالمي الأمازيغي، واتخاذ عاصمتها باريس مقرا له، وقد تناسى الجميع او جهلوا أن المؤتمر القومي العربي نفسه قد تأسس في باريس شتنبر 1913م، وللإشارة فهذا الصبيحي انتقل لفرنسا في بحر نفس هذه السنة قصد "الدراسة" و"الله اعلم"، وهنا أتساءل إن كان تزامن التحاقه بفرنسا في هذه السنة بالضبط كان مجرد صدفة، أم أن الأمر كان مدبرا ومرتبا له بين القوميين العرب وتلامذتهم بالمغرب، الذين وقع اختيارهم على "المواطن" الصبيحي كسفير منتدب لهم للمؤتمر، الذي "شرفه" بنقل أولى بذور اديولوجية القومية العربية وخلية فيروسها الأولى للمغرب؟ مجرد تخمين وتساؤل، ليس إلا.. و"الله أعلم".. * انطلقت مسرحية اللطيف من 11 مسجدا رئيسا بمدينة مراكش، بخطة خبيثة من الصبيحي وضحيته عميد الأمن الإقليمي بها آنذاك، حيث اتفقا على زرع مجموعة من الأشخاص على رأس كل مجموعة "حياح" في كل مسجد من المساجد ال 11، المحددة سلفا، جلسوا في الصفوف الأمامية، أثناء صلاة الظهر ليوم الجمعة، ومباشرة بعد تلاوة الإمام للآيات الطقوسية المعتادة، سيقوم كل حياح بترديد "ترنيمة" اللطيف التي اعتاد الموريسكيين اتخاذها كشفرة سرية لإنذار بعضهم البعض بما يهدد مصالحم، وهكذا اختطفت هذه العصابة (المدججة بسلاح اديولوجية العروبة والسلفية الرجعية) منبر الجمعة "المقدسة" لبث سموم صبيان فاسوالرباطوسلا بعدما أرضعهم إياها الصبيحي ، فجيش هؤلاء صدور المغاربة البسطاء ضد إخوان لهم في الوطن والدين، فتسارعت قراءات اللطيف حتى كادت تتحول إلى طقس يومي في مساجد بعض المدن التي تواجد فيها هؤلاء المستوطنين الموريسكيين، وقد عسكر قراء اللطيف بقلعة حزب أهل فاس، القرويين، حيث "رتلت آية اللطيف" بجانب آيات قرآنية، حتى بالليل إذ كانت هناك ما اسميه ب "قصاير اللطيف"(..بغيت نقول زعما من القصارة والسهير) ودامت في القرويين من 4 يوليوز 1930 إلى 14 منه، وقد حضرت فيه كل أنواع المملحات والحلويات والأطباق الفاسية الشهية، او ما يسميه باعة شباكية رمضان في يومنا هذا ب " الذخائر الفاسية" ..هذا.. وقد كانت عادة ساكنة فاس أن يحجوا إلى ضريح إدريس لنحر خروف تسمية مواليدهم الجدد .. فحافظ مؤسسي الحركة "الوطنية" على "تقاليد فاس المرعية" و توجوا مراسيم احتفالهم بحفل عقيقة (السابع) حركتهم الوطنية يوم 18 يوليوز 1930 بزيارة ضريح مولاي إدريس حيث بارك لهم الميلاد السعيد محمد فاتح الصويري إمام الضريح الإدريسي حيث خطب فيهم معلنا ميلاد الحركة الوطنية التي أنهت احتفالاتها في شوارع فاس في ساعات متأخرة من الليل.. وهكذا حصلت ما يسمى بالحركة الوطنية على شهادة عقد الازدياد يوم 16 يناير 1930م. هذا، وفي ختام هذه المقالة المتواضعة، وتعميما للفائدة، أضع هنا نص الظهير كاملا لأفسح المجال للقارئ الكريم ليدلي بدلوه في قراءة النص/ الحدث / الأسطورة الظهير الظاهرة.. دون توجيه أو وصاية..