أجمع كل المتدخلين في الندوة الوطنية التي نظمتها جهة الشرق يوم السبت 6 غشت 2016 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة تحت شعار " عيد العرش افتخار واعتزاز وتلاحم بين الملك والشعب " على أهمية الموضوع الذي اختير لهذه الندوة التي حاولت مقاربة ثلاثة محاور رئيسية وهي عقد البيعة، وقضية الصحراء المغربية في علاقتها بالحكم الذاتي ، ثم موضوع الجهوية الموسعة كمدخل لتنزيل مضامين الحكم الذاتي. الندوة التي عرفت نجاحا كبيرا سواء من حيث التنظيم أو نوعية الحضور أو أهمية المواضيع التي لامستها والظرفية السياسية المحيطة بها، كانت من تقديم السيد سعيد بعزيز النائب الثاني لرئيس جهة الشرق الذي ساهم في إنجاح وإبداع مضامينها، وتفوق في ربط عناصر الندوة وتقديم ملخصات مركزة لتدخل كل مشارك. في بداية الندوة التي انطلقت أشغالها على الساعة العاشرة من صباح يوم السبت، تناول الكلمة السيد عبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق، ليرحب بالضيوف والمشاركين، وليضع الندوة في إطارها العام حيث أكد على أهمية الاحتفال بعيد العرش الذي " يكتسي دلالات كبرى ومعاني كثيرة وأهداف ومقاصد عميقة،" واعتبر في كلمته أن إقامة طقوس البيعة المرافقة للاحتفال بهذه الذكرى الميمونة ، وتقديم آيات الولاء والإخلاص من خلال حفل الولاء لصاحب الجلالة، " يصور بصدق مدى التشبث المتين وتعلق الشعب بأهداب العرش العلوي المجيد" وأثناء حديثة عن المنجزات التي تحققت على عهد صاحب الجلالة محمد السادس من حماية لسيادة البلاد، وتحصين لثغورها، والالتزام بالمساواة بين الرعية في الحقوق والواجبات، وإشاعة روح المواطنة الصادقة، ونشر ثقافة التسامح، توقف بشكل واضح عند نعمة الأمن التي يزخر بها المغرب في ظل الاستثناء المغربي الذي بات ملمحا مميزا للمغرب، حيث قال في هذا الصدد: "و في وقت تسارعت فيه الأحداث وتشابكت فيه القضايا الإقليمية والجهوية ، شكل المغرب في ظل تلك الظروف الاستثناء الذي قل نظيره ان على مستوى الأمن والاستقرار أو على صعيد التطور والإصلاحات في مختلف المجالات، وذلك بفضل الحكمة والرؤية الثاقبة التي يتميز بها جلالة الملك. " ووصف السيد عبد النبي بعيوي الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لرعاياه الأوفياء بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش المجيد ب " خارطة طريق واضحة لمواصلة الإصلاحات والأوراش التنموية الكبيرة التي يعرفها المغرب من أجل تحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم للمواطنين. " وخص بالذكر "الإشارات والدلالات القيمة التي تضمنها خطاب العرش لهذه السنة، وما رسمه من معالم وخطوط توجيهية للسياسات العامة التي وجب الانخراط فيها خدمة للوطن والمواطنين بكل أمانة وصدق " وفي سياق حديثه عن مسيرة التشييد والنماء التي طبعت مسيرة المغرب خلال السنوات السبعة عشرة الماضية، استحضر ما حظيت به جهة الشرق من عناية مولوية سامية على غرار باقي جهات المملكة الشريفة، " بحيث تحولت جهتنا إلى قطب اقتصادي ووجهة استثمارية واعدة بفضل التوجيهات الملكية السامية والزيارات الميمونة لهذه الربوع المرابطة التي توهج تاريخها بأمجاد المقاومة التي ضرب أبطالها الأمثال الخالدة في النضال والكفاح وتحرير الوطن " وفي ختام كلمته شدد السيد الرئيس على ضرورة الانخراط الايجابي في بناء مغرب الجهات واستلهام الافاق الواعدة التي تتيحها الجهوية المتقدمة " فإذا كان عيد العرش مناسبة متجددة تجسد عمق ما يربط العرش بالشعب من أواصر الولاء الدائم والبيعة الوثقى، والاحتفاء بالمفاخر والأمجاد، ومحطة لحشد الهمم وتجديد العزائم، فإننا نعتبرها كذلك مناسبة لتأكيد الخيارات الأساسية للبلاد وفرصة لاستلهام روح الوفاء والعطاء لمواصلة العمل على تعزيز الحكامة الترابية والمؤسساتية، عبر الاستثمار الأمثل، للآفاق التي تتيحها الجهوية المتقدمة من اجل بناء مغرب الجهات والتقدم والتنمية الشاملة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. " شارك في هذه الندوة الوطنية السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بموضوع "آفاق الانتصار للحكم الذاتي الموسع في ظل الجهوية الموسعة لتحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي وتثبيت الوحدة الترابية "، والسيد مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة بموضوع " عقد البيعة الشرعية "، والسيد الهيبة عدي رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية للشؤون الصحراوية في موضوع " الاختيارات الجديدة للسياسة الخارجية المغربية وانعكاساتها على مسار تسوية ملف الصحراء " و السيدة رقية الدرهم، النائبة الأولى لرئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة القاطنين بالخارج بمجلس النواب قاربت موضوع " رهانات الوحدة الترابية في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية"و أخيرا السيد محمد أزواغ، أستاذ جامعي بجامعة محمد الأول بوجدة. تناول موضوع " الجهوية المتقدمة والقضية الوطنية" وفي ختام هذه الندوة الوطنية تم تكريم ثلة من رجال المقاومة بجهة الشرق ويتعلق الامر بكل من السادة: المقاوم إدريس هابي رقم 518883 عن عمالة وجدة أنجاد. المقاوم امحمد اعراب رقم 517236 عن إقليمالناظور. المقاوم اليماني الرحماني رقم 521496 عن إقليمبركان. المقاوم علي فرحي رقم 526726 عن إقليم تاوريرت. المقاوم محمد بهير رقم 516759 عن إقليمجرسيف. المقاوم المختار بوزلماط رقم 522327 عن إقليم الدريوش. المقاوم إدريس ماموني رقم 506080 عن إقليمجرادة. المقاوم البشير عبد المولى رقم 506048 عن إقليم فجيج.