بلقايد أحمد: ي أجواء مفعمة بمشاعر الوطنية الصادقة وطافحة بالاشراقات النورانية لشهر رمضان لأبرك خلدت ساكنة وجدة في طليعتها أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم الثلاثاء 16 غشت 2011 الذكرى لانتفاضة 16 غشت 1953 بوجدة. وقد ترأس السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير رفقة السيد الوالي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أجاد فمراسيم تخليدا هذه الذكرى المجيدة حيث تم التجمع بساحة 16 غشت بوجدة على الساعة التاسعة والنصف صباحا ووقفت جموع المقاومين وجمهور غفير من المواطنين وقفة إكبار و إجلال ترحما على أرواح جموع الاستقلال و الوحدة وفي طليعتهم بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحيهما. وانتقل جمهور الحاضرين إلى شارع الشهيد بومدين المنكوشي حيث أشرف السيد المندوب السامي و السيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد على إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل نبذة عن حياة الشهيد بومدين المنكوشي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. بعد ذلك مباشرة انتقل الوفد الرسمي إلى مقر مركز الدراسات و البحوث الإنسانية و الاجتماعية بوجده الذي شهد حفلا ومهرجانا خطابيا افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة السيد عمر حجيرة رئيس المجلس الحضري لمدينة وجدة الذي أشار من خلالها أن الاحتفاء بذكرى انتفاضة 16 غشت 1953 مفخرة لساكنة مدينة وجدة تذكرهم بالتضحيات الجسام و الأعمال البطولية التي قام بها الآباء و الأجداد دفاعا عن مقدسات البلاد و الذود عن مقوماتها الدينية وثوابتها الوطنية وتكريما لهؤلاء الأبطال فإن المجلس الحضري لوجدة يواصل إطلاق أسماء رموز و أقطاب الحركة الوطنية على الشوارع و الساحات العمومية والمرافق الاجتماعية و المؤسسات التعليمية لمدينة وجدة بعدها تناول الكلمة السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء الجيش التحرير الذي أشار في بدايتها إلى أن الاحتفال بانتفاضة 16 غشت 1953 يلتئم مع الاحتفال بالذكرى 58 لثورة الملك و الشعب و الذكرى 48 لعيد الشباب المجيدتين مشيرا سيادته إلى أن ساكنة مدينة وجدة كانت السباقة لإشعال فتيل ثورة الملك و الشعب بالنظر لما قام به أبناؤها من أعمال جليلة وتضحيات جسام دفاعا عن حوزة الوطن وصدهم لكل عدوان أجنبي معبرين بذلك عن الروابط المتينة التي نربط الحاضرة الشرقية بملكها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، وقد ذكر المندوب السامي أن هذه الانتفاضة شاركت فيها جميع جميع فئات وشرائح المجتمع من عمال وفلاحين وصناع ومقاومين ووطنيين سقط في صفوفهم العديد من الشهداء سقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية ومات اختناقا بإحدى زنازن الشرطة 14 شهيدا، وتكبد فيها المستعمر خسارة فادحة في الأرواح والعتاد، وقد عمت أحداث هذه الانتفاضة جميع نواحي مدينة وجدة. وقد احتضن هذه الانتفاضة – يقول السيد المندوب السامي – ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن مما أدى بالصحافة الفرنسية تعتبره المحرك الرئيسي والعقل المدبر و الدينامو لانتفاضة 16 غشت 1953 وقد كتبت إحدى الصحف الفرنسية ومنها جريدة لورورو بان الابن الكبر للسلطان هو الذي أمر بالقيام بهذه الثورة. كما أشار السيد المندوب السامي في معرض كلمته أن انتفاضة 16 غشت لم تكن عفوية بل كانت منظمة ومؤطرة بشكل محكم من طرف الحركة الوطنية وقادتها بالجهة الشرقية وبتنسيق بين فاس والرباط. وقد استشهد السيد المندوب السامي بمقولات لجلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه في حق الناحية الشرقية. إن ثورة 16 غشت 1953 كانت بحق ثورة عارمة لقنت المستعمر دروسا في الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية، لذا علينا جميعا أن نعتز ونفتخر بها ونواصل الاحتفاء بها ونبلغها إلى الناشئة لتعترف بين باقي الشعوب و الأمم. كما أكد سيادته أن إحياء هذه الذكرى هي مناسبة سانحة تنتهزها أسرة المقاومة وجيش التحرير لتجديد الولاء و الإخلاص للسدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله و التجند الدائم و المستمر من اجل الدفاع عن الوحدة الترابية كما تثمن عاليا الحكم الذاتي الذي حظي بدعم أممي ومساندة من مجموعة من الدول الصديقة و الشقيقة،وتعتز بالدستور الجديد الذي يجسد عهدا جديدا للتعاقد التاريخي بين العرش و الشعب وهي مستعدة ومجندة من اجل تفعيل مضامينه. كما أشار السيد المندوب السامي أن إحياء ذكرى انتفاضة 16غشت 1953 المباركة كانت مناسبة لإزاحة الستار على اللوحة التذكارية الذي تحمل اسم الشهيد بومدين المنكوشي. وفي السياق كلمته أيضا اعتز السيد المندوب السامي بإطلاق أسماء رموز و أقطاب حك لطنة و المقاومة وجيش التحرير على الشوارع و الساحات و المرافق العمومية وعن الإنجاز الغير المسبوق الخاص بفضاء المتحف الجهوي للحركة الوطنية و المقاومة وجيش التحرير و الذي سوف يكون قبلة للمتهمين بتاريخ الحركة الوطنية و المقاومة وجيش التحرير مجددا الشكر بالمناسبة للسيد وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والسيد مدير وكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة الشرقية و السيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد وكل من ساهم من بعيد أو قريب في بناء هذه المعلمة التاريخية التي تليق بمكانة مدينة وجدة المحافظة هذا وبعد أن أتى السيد المندوب السامي إلى نهاية كلمته تناول بعده الكلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير لعمالة وجدة أنجاد ولإقليمي جرادة وتاوريرت والتي أشار من خلالها أن انتفاضة 16 غشت 1953 كانت البداية الحقيقية و الفعلية لثورة الملك والشعب وستبقى محطة بارزة و أساسية في ملحمة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي قمة وقاعدة من أجل الحفاظ على سيادته الوطنية وحريته وكرامته. وأكد السيد رئيس المجلس الإقليمي على ضرورة تعريف الناشئة والأجيال الصاعدة بحجم التضحيات والأعمال البطولية التي قدمها الآباء والأجداد لتنهل من ينابيعها دروس التحدي والبناء لمجتمع قوي مزدهر اقتصاديا واجتماعيا بعد هذه الكلمة مباشرة ألقى السيد محمد صالح باسم المجلس المحلي لوجدة كلمة شكر في بدايتها النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على دعوته الدائمة للمجلس العلمي للمشاركة في الحفل المنظم بمناسبة انتفاضة 16 غشت وقد أشار في كلمته أن الاحتفال بهذه المناسبة يذكرنا بمرحلة المقاومة ضد المحتل الذي عبر فيها المغاربة قاطبة قيادة و شعبا عن إيمانهم العميق بثوابتهم الدينية و الوطنية وإرادتهم القوية لنيل الحرية و الاستقلال ويقول السيد ممثل المجلس العلمي أن العلماء ورجال التربية الصادقين كان لهم دور بارز في ترسيخ معنى الجهاد ومعنى الهوية ومعنى الانتماء للأمة ومعنى الوطنية الصادقة في النفوس وأن المقاومة بمختلف أشكالها تعتبر جهادا للمستعمر وأذنابه وقد رفض العلماء بشدة بيعة ابن عرفة التي كان يريد بها المستعمر كسر ذلك التلاحم المتين الذي يجمع بين العرش والشعب بمقتضى عقد البيعة الشرعية مهيبا بتذكير الناشئة بالقيم و الثوابث الدينية و الوطنية التي تحلى بها الأبطال وإبرازهم مضامينها وأبعاد حتى يظل الخلف سائرا على خطى السلف بعده مباشرة ارتجل السيد نائب مجلس عمالة وجدة أنجاد كلمة استحضر من خلالها بعض المحطات التاريخية لكفاح المغرب وتلاحم العرش العلوي مع الشعب المغربي دفاعا عن عزة الوطن ومقدساته وثوابته . بعد ذلك ألقى السيد عبد العالي يسف رئيس مكتب المتحف الوطني للمقاومة وجيش التحرير كلمة في حق عشرة منتمين مكرمين تطرق خلالها إلى مناقبهم وجليل أعمالهم وتسليمهم وذوي حقوقهم اللوحات التقديرية ويتعلق الأمر بكل من : 1- مولاي أمبارك قدومي 510429 2- بلقاسم المحرشي 520925 3- عادل أحمد 518666 4- عبد القادر بن حدو 522617 5- أحمد عبد الدايمي 522022 6- محمد بوشنتوف 506478 7- محمد بوقطيب 521545 8- بنعمارة مزوار 515770 9- بوبكر الوزاني 519162 10- ادريس الماموني 506080 إثر ذلك تم توزيع 34 إعانة مالية على بعض أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير تتعلق بالإعانة المالية على السكن وعلى إحداث مشاريع اقتصادية و إعانات مالية على مصاريف الدفن، وقد بلغ المجموع المالي الإجمالي لهذه الإعانات 258.800.00 درهم. كما تم تمكين أرملة مقاوم من كرسي متحرك . مباشرة بعد هذا تلا النائب الجهوي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير نص برقية الولاء و الإخلاص المرفوعة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بهذه المناسبة التاريخية المجيدة. وفي الأخير وقف المشاركون في هذا الحفل لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الحرية و الاستقلال والوحدة الترابية وفي طليعتهم روحي فقيدي العروبة و الإسلام المغفور له محمد الخامس والمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما والدعاء الصالح بالنصر والتمكين لوارث سرهما جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بصنوه الجليل مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة وتوج هذا الحفل بزيارة السيد المندوب السامي والوفد المرافق له للمتحف الجهوي للحركة الوطنية و المقاومة وجيش التحرير بوجدة وقبل اختتام الجلسة فاجأ السيد الوالي الجميع وتوعد بمنح 30 منزل لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.