يبدو ان المشاريع و الاوراش الكبرى التي فتحها المغرب و لازال يفتحها في عدد من الدول الافريقية استفزت نوعا ما اعداء المملكة و حسادها ، و لم يستسيغوا و يتواضعوا لقبولهم بالأمر الواقع و بدأوا في نسج مؤامرات شيطانية رخيصة لنيل من سمعته و مكانته المتقدمة افريقيا بشكل خاص و دوليا بشكل عام، و لعلى تصريح الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية "فديريكا موغيريني"، التي أكدت اثناء زيارتها للمغرب،" أن المغرب شريك مفضل للاتحاد الاوروبي خصوصا في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والوقاية منه، وكذا في مجال تدبير ظاهرة الهجرة" ، لم يمضي عليه سوى سويعات حتى تسارع -حساد المغرب- الى حشد خدامهم في العاصمة الفرنسية للتسلل داخل سفارة المغرب و اقتحام مقرها بالقوة وبشكل منظم، وتوجهوا إلى مكتب السفير، ورددوا شعارات معادية للملكة، خاصة في ما يتعلق بسياسة المغرب في مجال الهجرة، مع العلم ان هذه السياسة مكنّت من تسوية وضعية نحو 20 ألف مهاجر ينحدرون، أساساً، من أفريقيا جنوب الصحراء، كما تم اتخاذ وتنفيذ إجراءات للاندماج الاقتصادي والاجتماعي تضمن معاملة مماثلة لتلك المخصصة للمواطنين المغاربة". بلاغ سفارة المغرب بباريس كان واضحا و يطعم ما سبق ذكره – بحيث- يقول البلاغ "أن هذا العمل الاستفزازي لن يؤدي سوى إلى تعزيز التزام المغرب لفائدة السلم والتنمية في القارة التي ينتمي إليها، في إطار السياسة الإفريقية التضامنية التي يقودها الملك محمد السادس، والتي ترتكز على الروابط العريقة بين الشعب المغربي والشعوب الإفريقية الشقيقة و التزام المغرب لفائدة السلم والتنمية في القارة التي ينتمي إليها ، مبرزا أن سفارة المغرب قدمت شكاية لدى السلطات الفرنسية المختصة، مرفوقة بشريط فيديو حول الحادث" . الغريب في الامر ان المقتحمين لمقر السفارة المغربية ، اتخذوا ترتيبات لتصوير هذا المشهد ، مما لا يدع للشك ان هذا العمل لم يكن بنية سليمة ، وبشكلٍ خاص الشعارات التي تم ترديدها، مع العلم أنّ "المغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي يعتمد سياسة شمولية في مجال الهجرة، تتميز بالانفتاح والسخاء، والتي حظيت بإشادة قارية و دولية" ، يقول بلاغ السفارة المغربية . السفارة المغربية في بلاغها المذكور سلفا ،وجهت أصابع الاتهام إلى "جهات معروفة بعدائها الدائم لمصالح المغرب، والتي تهدف إلى الإساءة إلى صورة المملكة"، لكن دون أن تسميها؛ واصفةً ما حدث بأنّه "عمل مدبر واستفزازي لن يؤدي سوى إلى تعزيز مكانة المغرب ". و يرى متتبعون للشأن الافريقي ان دوافع و اسباب اقدام هؤلاء على هذا العمل الاستفزازي المدبر هي السياسة الجديدة للملكة المغربية بأفريقيا و التي عمدت الى فتح أوراش كبرى و مشاريع مهمة ستساهم بشكل مهم في تنمية عدد من دول افريقيا، بالمقابل لا ننسى أثر قرار مجلس الأمن الاخير، الصادر في 28 أبريل، حيث خلق نوعا من اليأس في مخيمات تندوف التي لم تتوقف فيها حدة الاحتجاجات على قيادة عبد العزيز البوهالي طيلة الشهور الماضية، و الامر الذي أكده في مقال سابق نشرناه على موقعنا المحلل الاستراتيجي طارق أتلاتي أن "المغرب يدخل في العمق الاستراتيجي للجزائر، وبالتالي فإن تصريف هذه الأزمة يخدم الجزائر من زاويتين، أولها احتواء الوضع الداخلي، وثانيها أخد فسحة من الوقت من الشعب الجزائري لإعادة ترتيب أوراق الخلافة"، خاصة في ظل الوضع الصحي المتدهور للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة و خروج الشرطة الجزائرية إلى الشارع للاحتجاج في وضع غير مسبوق- وكان من المفروض أن تكون هناك حاجة إلى تصريف الأزمة خارج البلد من أجل احتوائها داخليا. الى جانب طبعا الحدث الابرز خلال شهر رمضان المبارك ، مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلالها مراسم الإعلان عن تأسيسها ، وهي مبادرة تروم توحيد جهود علماء المغرب والدول الإفريقية الشقيقة بهدف التعرف على قيم الاسلام المتسامح، ونشرها وتفعليها و التي تتوخى أيضا تشجيع البحوث والدراسات في ما يخص الفكر والثقافة الاسلامية، رغبة من أمير المؤمنين في المحافظة على وحدة الدين الإسلامي وصد التيارات الفكرية والعقدية المتطرفة ، وفتح فرص لتبادل الآراء بين علماء القارة الإفريقية وتنمية مدارك الناس العلمية والمعرفية.