رفع قضاة المجلس الاعلى للحسابات ، في التقرير السنوي للمجلس ، الكثير من التوصيات لوزارة الصحة ، من أجل تأهيل المستشفى بالناظور ، الذي إتضح خلال الزيارات الميدانية أنه يعاني الكثير من المشاكل بسبب ضعف تجهيزاته ، خاصة في مكونات العلاجات ، و أنواع البنيات التحتية والمنشآت الطبية . وأورد التقرير السنوي للمجلس الاعلى للحسابات ،أن الوزارة لم تعد أي حصيلة للمنجزات المادية والمالية للمخططات التي اعتمدتها في المستشفى الحسني بالناظور ، ومراكز إستشفائية أخرى ، وذلك من أجل معرفة وتقييم النتائج التي تحققت، بالمقارنة مع الأهداف المسطرة، علما أن بعض المشاريع تم تمويلها بقروض كبيرة . ولاحظ المجلس غياب فحص دقيق وقصور في تتبع المشاريع ومراقبتها. الزيارات الميدانية لقضاة المجلس ، بينت أن المستشفى الحسني لا يتوفر على معدات الفحص بالأشعة الكافية من حيث الكم والكيف من أجل الاستجابة للطلب المتزايد على الفحوصات بالأشعة، خاصة مع دخول نظام المساعدة الطبية حيز التنفيذ. وشدد التقرير على ضرورة تأهيل حقيقي لحظيرة معدات الفحص بالأشعة بالمركز الإستشفائي الإقليمي بالناظور ولاحظ المجلس بأن مختبر المستشفى الحسني لم يستفد من تأهيل حقيقي لمعداتها ، مع العلم أن هذا المختبر معني أكثر بعدم مطابقة نتائج التحليلات المنجزة في إطار التقييم الخارجي للجودة الذي يشرف عليه المعهد الوطني للصحة ، بينما عرفت أنشطته نموا مستمرا بين 2007 و 2013 بنسبة + 139 % . ورصدت الزيارات الميدانية لقضاة المجلس ، عدم توصل إدارة المستشفى والطب البيولوجي بنتائج المراقبة الخارجية للجودة رغم أنهما معنيان أكثر بهذه النتائج ، فضلا عن عدم توفر المختبر على أنظمة ضمان الجودة ، حيث لوحظ غياب سجلات تتبع انشطة المراقبة الداخلية التي تمكن من التأكد من معايرة أجهزة المختبر . لذلك أوصى المجلس الاعلى للحسابات وزارة الصحة بتأهيل مختبر المستشفى الحسني بتطبيق التنظيم الهرمي ، و أوصى كذلك بتبليغ المستشفى تلقائيا بنتائج التقييم الخارجي للجودة . وسجل التقرير السنوي ، غياب برنامج العمليات الجراحية في قاعات الجراحة التابعة لمصحة الولادة بالمستشفى الحسني بالناظور ، مع رصد نقص حاج في المعدات في قاعات قاعات الإستيقاظ و نقص عام في مباضع الجراحة الكهربائية ومضادات الجراثيم . وبالنسبة لقاعة الإنعاش، لاحظ المجلس أنها غير مجهزة بشكل لائق لحسن علاج المرضى، حيث إن هذه القاعة بالمستشفى الحسني ، التي يتوقف عليها اشتغال المستعجلات وقاعات الجراحة، تعاني من نقص أسرة الإنعاش والعربات النقالة وأجهزة المراقبة متعددة المؤشرات، وأجهزة تنفس للإنعاش ، والوحدات المركزية للمراقبة ، وأجهزة قياس الأوكسجين و جهاز تصفية الدم . ومن جهة أخرى ، أوضح المجلس ، أنه لاحظ أن بعض الوحدات الصحية تتلقى تبرعات مهمة من المعدات البيوطبية سواء من طرف الجمعيات أو المؤسسات أو الأشخاص الذاتيين ، كما سجل أهمية هذه التبرعات ومساهمتها بشكل ملموس في دعم مجهو التجهيز ببعض الوحدات الصحية كالمستشفى الإقليمي بالناظور ، بيد أن تدبير هذه التبرعات أثار حولها قضاة المجلس ملاحظات من ضمنها عدم التحديد المسبق للتبرعات التي من شأنها الإسهام في تحسين عرض العلاجات بالوحدة الصحية المستفيدة، فضلا عن أن جل التبرعات يتم قبولها دون إبرام إتفاقيات مع وزارة الصحة بهدف نقل الملكية .