حصل المغرب، اليوم الخميس، على شهادة المطابقة مع معايير الأممالمتحدة في مجال تدبير الكوارث، التي تقدمها المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة، وهو ما يعد إنجازا غير مسبوق بإفريقيا. وجرى تسليم هذه الشهادة القيمة للتصنيف خلال حفل رسمي نظم بجنيف بعد ثلاثة أيام من التدخلات (الطارئة) عالية المستوى في حالات وقوع زلازل، بحضور ملاحظين دوليين. وشاركت وحدة متخصصة من الوقاية المدنية، يقودها الجنرال دوديفزيون، مفتش الوقاية المدنية، عبد الكريم اليعقوبي، في عملية التصنيف هذه، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية. ويعتبر الفريق المغربي (فئة التدخلات الخطيرة) أول فريق ضمن الفرق المصنفة من قبل المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، يتنقل خارج التراب الوطني بكل وسائله البشرية والمادية للمشاركة في هذا التمرين، المنظم تحت إشراف مكتب العمليات الإنسانية للأمم المتحدة. وبهذه المناسبة، أكد الوفد المغربي عزم صاحب الجلالة الملك محمد السادس على مد جهاز الوقاية المدنية بكافة الوسائل التي من شأنها تمكينه من مواجهة الطوارئ، مؤكدا أنه من المرتقب تعميم هذا النموذج على كافة مصالح الوقاية المدنية في كل جهات المملكة. وأبرز الوفد أن "الحصول على شهادة المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ ليس هدفا في حد ذاته وإنما محفز قوي على المضي قدما في درب المهنية والاحترافية". وحظيت الوحدة المتخصصة التابعة للوقاية المدنية المغربية بتكريم خاص لمهنيتها وحس إنكار الذات لدى عناصرها خلال عملية البحث والإنقاذ التي نظمت على مدى ثلاثة أيام بميدان للتدريب تابع للقوات المسلحة السويسرية بإحدى ضواحي جنيف. وقال الملاحظ ورئيس فريق المصنفين، أريان تيام، "أبان الفريق المغربي عن حماس كبير لهذا التمرين، ولديه حس عال من الصرامة والالتزام وتشتغل عناصره بحزم". وتتكون الوحدة المتخصصة التي شاركت في هذه العملية، والمجهزة بمعدات متطورة تستجيب للمعايير الدولية، من 120 عنصرا. وتم إيداع طلب التسجيل في هذا التصنيف في شهر أكتوبر من سنة 2012 لدى المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، وذلك بهدف امتلاك وحدة عملية قادرة على المشاركة بشكل سريع وباحترافية إلى جانب فرق دولية أخرى، في عمليات للإنقاذ خلال كوارث من حجم كبير. وأوضح الكولونيل زين الدين عمومو، مدير التمرين بالوقاية المدنية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعيار الدولي للتصنيف ينقسم إلى ثلاثة مستويات : بسيط ومتوسط وخطير، مشيرا إلى أن كل مستوى يعتمد على وسائل وقدرات فرق الإنقاذ على الانتشار سواء داخل التراب الوطني أو خارجه. وأضاف أنه "بالنسبة للتدخلات بالغة الخطورة، يتوجب على الفريق أن يكون قادرا على المشاركة في عمليات إنقاذ في الخارج في مناطق مدمرة بسبب زلزال قوي وأن يعتمد على وسائله الذاتية لمدة لا تقل عن عشرة أيام". وتتكون الوحدة المغربية، التي يقودها الجنرال دو ديفيزيون، مفتش الوقاية المدنية، بالخصوص، من فريق لقيادة عمليات البحث والإنقاذ، وأربعة فرق للإنقاذ تحت الأنقاض، وأربعة فرق للبحث التقني، وأربعة فرق تستعمل الكلاب المدربة، وأربعة فرق طبية، وفريق تقني للوجيستيك الخاص بالعمليات. وفي أفق التمرين الدولي للتصنيف، استفاد الفريق المغربي لوحدة البحث والإنقاذ بالوسط الحضري من 206 دورات تكوينية في مختلف مجالات تدبير الكوارث (16 دورة منها بالخارج) بمواكبة من خبراء سويسريين. وجرى حفل تسليم الشهادة للفريق المغربي بحضور ممثلين عن الحكومة السويسرية، وحكومة كانتون جنيف، وعن الأممالمتحدة إضافة إلى وفود وملاحظين دوليين. وعن الجانب المغربي، حضر العامل لخضر بلعسري، ممثلا لوزارة الداخلية، والقائم بأعمال المغرب بسويسرا.