كثيرا ما تستوقفنا ظواهر وأخبار وصور غريبة كانت أو عادية جدا، ونجد وقفتنا كلها اهتمام وسؤال وتأمل.. نقف عند كل كبيرة وصغيرة، عند زواج الأمير كأنه أمر غريب، عند غلاء الاسعارو قدوم رمضان ، عند "التشرميل" وصار عاديا ، ضرب، جرح.. حتى القتل صار الوقوف عنده يأخذ احتمالات من يكون القاتل ومن المقتول.. وكأنه لا وجود لدين ولا انسانية ولا قانون يحكمنا. حتى الاشارات التي دُوِّنَتْ وغُرِّمَتْ وتلوَّنتْ ونُصِبَتْ على الطرقات، لم تعد تحكمنا و لا تستوقفنا.. حتى صار أغلبيتنا يخشى إشارة يد الشرطي للوقوف ولا يخشى وقوف حياة إنسان عند لحظة طيش خلف المقود.. "سطوپ"، حان الوقت أو ربما تأخر الوقت على قولها.. وإن عمت الأبصار على رؤيتها على اللافتات المرورية في كل تقاطع ومدخل للشوارع والأزقة، لكن أمل الفن المغربي عامة والأمازيغي الريفي خاصة لا تضعفه كل التحديات، ونحو تغيير ما يرقى بمجتمعنا نجده لا يكل ولا يمل من تجسيد ما نعاني منه من ظواهر اجتماعية واقتصادية وسياسية.. "سطوپ"، احدى العلامات الطرقية الاجبارية التي استوقفت الفن الريفي، فوقف أمامها المخرجين المغربي محمد بوزكو و والفرنسي-المغربي خالد معذور متحدين يدا في يد وبتقنيات عالية جدا سُلِّطت الأضواء على الحرب التي يعاني منها المغرب يوميا.. حرب الطرقات، انسانية تَستعجل فناءها العجلات، بين احترام للقانون وطيش وإشارات يكاد يصبح عبور الطريق عندنا كعبور الصراط، قد ينجو المرء من الموت وقد يلقى حتفه في غموض وتساؤلات.. ليبدأ الفعل الحركي بين التحقيق البوليسي والصحفي والعائلي عن الجاني ومفرّه، والسر في لغز الموت وحله.. وبعد بحث وشكوك واتهامات تُستجمع الدلائل ويُستوقف الجاني الذي ما استوقفته الاشارات. هذه قصتنا اليومية التي جسّدها كل من طارق الشامي، نادية السعيدي، هيام مسيسي، محمد سلطانة .. وغيرهم من الفنانين المميزين في الساحة الفنية الريفية، بمساهمة ساكنة مدينة الحسيمة قامت شركة ثازيري للانتاج السمعي البصري بانتاج هذه الالتفاتة الانسانية علنا نقف جميعا عند كل علامة قف. وفي انتظار رمضان، وموعد عرض الفيلم دعونا نحترم علامات الطريق ونحترم أضعف حقوقنا في الحياة.