للأعمال الجميلة دائما سرها و سحرها ، تفتح شهيتنا وعقولنا من خلال صورها المتدفقة فلا نكاد ننسى أقل التفاصيل فيها . تجعلنا مغروسين مشدودين بل و"متسمرين" أمامها لتسرق بعض الوقت من زمننا الضائع في "التفاهات". نادية السعيدي وهيام لمسيسي ممثلتين مغربيتين أمازيغيتين وريفيتين حتى النخاع ، أتحفتانا خلال عرض مسرحي جاب بعض مدن هولندا. بصمتا بصمات ابداع وحب وتحدي وجرأة على مشوارهما الفني رغم حداثتهما في الميدان ..نجمات رائعات ومضيئات . خلاصة الإعجاب ، فَنيَّا أعتبرهما ممثلتين رائعتين نفتخر بهما نجمات ريفنا العزيز . أثناء أمسية فنية في مدينة اوتريخت وسط هولندا لفرقة "مارتشيكا" القادمة من مدينة الناظور بشمال المغرب، لتقديم مسرحيتها 'رماس' في جولة كانت قد بدأتها من مدينة روتردام كما شملت كذلك مدينة أمستردام . كان لا بد من التوقف لحظة .. وكان لا بد من الإشارة والنظر العاجل .. وفعلا لم تمر فرصة عرض مسرحية رماس على مسرح ستاد سخاوبورخ بمدينة أوتريخت الهولندية دون ذات الإشارة وذات التوقف والنظرالعاجل .. فكانت التفاتة جميلة تحسب للقائمين على العرض .. كان التميز وكانت الفرحة عند الجميع لما تقرر تكريم النجمتين الرائعتين هيام لمسيسي و نادية السعيدي .. والذي هو تكريم مهدى لكل نساء الريف وإلى كل أمهاتنا كما هو مهدى طبعا الى كل طاقم رماس . أعلن المشرف على برنامج فرقة "مارتشيكا" في هولندا عن التكريم ..ثم ظهرت البطلتان نادية وهيام ووقفتا على الركح ورفعت كل منهما يداها تحية للحضور .. كادت الدمعة ان تخون عيون إحداهما.. تقدم سفير المغرب في لاهاي عبد الوهاب البلوقي ليهدي الفنانتين هيام لمسيسي ونادية السعيدي كل منهما على حدة شهادة تقدير وتكريم و باقة ورد تحمل معاني ودلالات كثيرة أولها "دعم الإبداع المسرحي الأمازيغي وتشجيعه"على حد قول السفير ، معتبرا في ذات الآن أن رسالة المسرحية قد وصلت باعتبار كون المسرح في حد ذاته متعة ذات أبعاد عميقة تمرر رسائل عدة وراءها ما وراءها ". لا نريد هنا ان نعطي كلام السيد السفيرأكبر من حجمه .. فقط نتمنى فعلا أن يُترجم كلامه على الواقع . ما ذكره هو كلام مؤثر وجميل وهو منطق الأشياء، أتمنى أن يترجم إلى مقررات واقعية، وأن يترجم إلى أشياء عملية ليخدم الفن فعلا ويدعم الإبداع المسرحي الأمازيغي ويشجعه . باعتبار أن أي نجاح نجاح..لا يقاس الا بمدى ما تحقق من إنجازات ملموسة على أرض الواقع و ليس بالشعارات و أدبيات التنظير المختلفة . نبذة عمن تم تكريمهن. . هيام لمسيسي إبنة أ زغنغان بإقليم الناظور في الريف شمال البلاد .على بعد سبع كيلومترات غرب مدينة الناظور. ممثلة أمازيغية مغربية ، موهبة فنية متميزة ..شاركت كممثلة في العديد من الأعمال ..لفتت الأنظار إليها سينمائيا بموهبتها المتميزة. مولعة بالفن ..لها ميولات غنائية دفعتها الى المشاركة في مسابقات محلية ودولية كما شاركت في مهرجانات موسيقية كثيرة عبر تراب تامازغا. وليس بعيدا عن مجال الغناء ، لها كذلك مشاركات في مجموعة من الاغاني المصورة على طريقة الفيديو كليب .. شاهدناها مع المخرج محمد أمين بنعمراوي في "علال طاكسيستا" ، كما مع المخرج فابيان بومغرتنر في أغنية من نوع الراب" لمغني الراب الالماني ذو الأصول المغربية " ياسر". مواهبها الكثيرة فتحت لها مجالات أخرى في عالم الفن لتتجه بعد ذلك نحو العمل المسرحي لتدشن مسيرتها باولى اعمالها المسرحية مع المخرج أحمد العلاوي والمؤلف عبد الله أنس في " ثيرجا برا ثيري (= حلم بلا ظل) .الأمر الذي فتح لها مجالات أخرى واسعة في المجال التلفزي والسينمائي فكان لها حضور ملفت مع المؤلف والمخرج محمد بوزكو في فيلمه القصير ' آية ' (= الثلاثاء) . لم تتوقف أحلام هيام عند المسرح والتلفزيون بل تخطتها الى سابع الفنون الى السينما في مشاركة مميزة مع الممثل والمخرج الكبير رشيد الوالي من خلال فيلم ( أمي) . واخرها وليس أخرها اطلالتها الخفيفة عبر الشريط التلفزي 'أسغذي انقان' ( = السكوت القاتل) لمخرجه أكسيل فوزي ، والذي تم تصويره مؤخرا بمنطقة ايث سعيد دار الكبداني من انتاج القناة الثامنة و تنفيذ انتاج شركة ثازيري للانتاج السمعي البصري ، سيناريو دافيد رودرغيس و أكسيل فوزي . وهذا طبعا دون إغفال مشاركتها في أولى السيتكومات الكوميدية الريفية " اتار الصحث ذ رهنا واها " للمخرج محمد أمين بنعمراوي .كما في آخرها ' ثناين دي ثناين ' ( = إثنان ضد إثنان) لمخرجها أكسيل فوزي. نادية السعيدي ابنة الريف الشامخ ، من مواليد مدينة الناظور، المدينة التي ترعرعت فيها وتلقت فيها تعليمها العام قبل ان تنتقل الى مدينة وجدة لتتابع دراستها الجامعية بجامعة محمد الأول شعبة القانون الخاص . كما حصلت كذلك بعد ذلك على ديبلوم آخر في السكرتارية وإدارة المكاتب. ممثلة أمازيغية تمتلك كل مقومات الممثلة الناجحة .. تحب الغناء ولها تجارب وأعمال في ذات المجال .اتجهت نحو مجال الفن، تعرفت على الوسط السينمائي فبدأت مسيرتها الفنية . وما بين طموحات الغناء والتمثيل دخلت الممثلة الشابة نادية الساحة وشاركت في فيلم 'أسغذي إنقان' ( = السكوت القاتل) للمخرج أكسيل فوزي والذي تقاسمت فيه البطولة مع الممثل الريفي المتميز عبد الواحد الزاوكي قبل ان يختارها المخرج علي شرف للمشاركة في حلقات سلسلة ( الكاميرا الخفية ) . ثم بدعت وتألقت إلى جانب وجوه فنية ريفية متميزة خلال رمضان، وأدخلت الفرحة إلى قلب المشاهد الريفي من خلال مشاركتها المتميزة في سيتكوم ( ثناين دي ثناين) . طموحها الكبير في مجال الفن ، جعلها لا تكتفي بالأعمال التلفزية ، فدخلت المسرح ، لتجمع بين مجالين كلاهما احلى من الآخر... لتبدأ بعد ذلك مسيرتها الثانية في مجال المسرح مع مسرحية رماس التي الفها الأستاد أحمد زاهد واخرجها محمد كمال المخلوفي ( بوزيان) فتميزت بروعتها وتألقها وهذا ما عودتنا عليه في السيتكوم والشريط التلفزي.