قالها غوبلز وزير اعلام هتلر: "اعطني اعلاما بدون ضمير اعطيك شعبا بدون وعي" واخيرا تم ربط القناة الثامنة بقنوات الصرف الصحي من خلال "سيتكوم ثناين ذي ثناين" 2×2 في ظل غياب المنافسة والانتاجات الاخرى فإذا لم تستحيي فتواطأ كما شئت لأنها مهزلة ، فضيحة وغباء إبداعي ويظل السؤال يتردد بقوة هل التراكم الفني والثقافي يكون على حساب القيم والاخلاق والعادات والتقاليد ، والكلام الطيب ؟ إن مأساة التلفزة المغربية، يقول يحيى اليحياوي، تأتي من "كونها جزء من بنية عامة، وجزء من مؤسسة تفتقد منظومة تحتكم إليها. فالتلفزيون أصبح جسما سميكا من المتعذر أن ينفذ النقد إليه. فمسؤولوه يتعاملون مع المشاهد كآخر المفكر فيه. بالتالي فدور المثقفين في ممانعة هذه الرداءة هو تعرية هذا الواقع. وهذا عريناه منذ زمن بعيد، لكن ليس ثمة من مجيب". حيث يتم استدراج المشاهد إلى إنتاجات فارغة أصبحت أداة لإعادة إنتاج الرَّداءَة إلى ما لانهاية، والتي لا يستفيد منها لا في التربية ولا في التنشئة ولا في التنمية ، ضدا على ما يزخر به الموروث الثقافي الريفي من مظاهر حضارية راقية لم يتم استثمارها بعد بالقدر المطلوب. فالمغرب ليس بلدا عقيما، كما أن المسؤولون يتجاهلون ان الانتاجات التلفزيونية كالمرآة، التي يفترض أن تعكس لغة المشاهدين وهمومهم وأفراحهم، وترقى إلى مستوى ذوقهم . ونجد نموذجا لمقالنا هذا "سيتكوم ثناين ذي ثناين" "يظهر في تقديم الملخص العام لسيتكوم "ثناين ذي ثناين" انه ينبني على فكرة الحق في الاختلاف وكيفية التعايش بين الآراء المتباينة والعادات المتعددة في إطار عائلة واحدة (الاب و البنت في اختلاف مع الام والابن )،في إطار العلاقات مع الآخرين (الابن وأستاذ الفلسفة في اختلاف مع البنت واستاذ العلوم الحقة ) او في إطار العلاقات العاطفية (الخادمة واستاذ العلوم الحقة في اختلاف مع الجارة وأستاذ الفلسفة)، وهذه الاختلافات لا تلغي العلاقات التواصلية بين الجميع. هي أحداث مرتبطة بمواضيع راهنة ،ترتبط بالمشاكل اليومية للمواطن المغربي سيتم التطرق إليها من خلال مواقف طريفة تحمل دلالات جدية. ويشارك فيه.. هيام لمسيسي ، نادية سعيدي، ميمون زنون ، لويزة بوسطاش، نوميديا، طارق الشامي ، وآخرون .. من إخراج أكسل فوزي ومنفذ الإنتاج محمد بوزكو . بعد رصد لآراء لعينة من متتبعي السيتكوم نسرد بعضها : مارايك في "سيتكوم ثناين ذي ثناين" ذي رمضان.؟ كريم:"لم افهم شيئا ،الشينوا ،بشكليط ،استاذ الفلسفة ،ثعرافت كتا زي ثمازيغت ،شا يناي خ شا (شي يركب على شي) اوماس إتاوي ثمغاث ؤماس ،هذه التفاهات لاعلاقة لها بثقافتنا، الحاصول.. ويغيمثن يدجا ويغاينغن والو / يخافون ولا يستحيون). سفيان: طالب"نعم للانتاج الفني ،نعم لتشجيع المواهب لكن يظهر انهم باسلين بزاف في الاداء والتمثيل ما عدا عبد السلام اما الاخراج فهو شذوذ فني يلعبون في حالة شرود وامنحهم بطاقة صفراء. سناء مجازة مهتمة الادبية والفنية :"ارجو ان يحفظوا ماء الوجه وان يخلد الفنانون للراحة البيولوجية للمتخيل يمكن إخرجو بشي تحفة فنية ، احسن من هذه الفقاعة " الله يهديهم. هكذا ينخرط سيتكوم 2×2 في السلوك الانفصامي و السكيزوفرينية الاجتماعية المشحون بمكبوتات فردية ومحاولات إسقاطها وإعادة قولبتها في مهازل فنية مقابل حفنة من السنتيمات لأشباه ممثلين يتدافعون للظهور في الشاشة دون وعي ومسؤولية في إطار مسخ ثقافي بأقل الخسائر خدمة لأسيادهم على حساب الذوق العام . يحاول المخرج ، الذي لا يتوفر على رؤية ولا على سيناريو ويعتمد على بعض أشباه الممثلين شرح الحداثة والاختلاف للمشاهد حسب فهمه والتعبير عن مكبوتاته (هم) كمخرج ومؤلف وسيناريست يعبر عن أفكار تتسم بالشذوذ الاخلاقي والانفلات الامني للفني ليفقد بوصلة تحديد هوية المتلقي، ويفتقد لزاوية الرؤية في الآن نفسه يمارس السادية والنضال بالوكالة لخدمة امازيغية القناة الثامنة دون رقابة واعية ،والتعسف على اللغة اليومية للمواطن البسيط . إنه واهم فهو كمثل من علق في المرحاض واختنقت الكاميرا في لاشعوره ، ويظهر جليا في المواضيع التي يراها طابو : العقد ، حشومة ، زنا المحارم الفاظ بذيئة ظنا منه انه يتواصل لتحسيس المشاهد بان الحياء ،والامتناع عن التعبير عن مواقف مخلة بالآداب تدخل في خانة التخلف ،ويمنح صورة اخرى يرى بانها تتسم بالتحرر في حين انه يعاني إخصاء معرفيا . نجد في إحدى الحلقات المرأة الريفية وهي تلعب القمار ، الابن الذي يرغم امه ان تعبر عن حبها علانية للزوج بطريقة أمريكية "الحضارة" ،زنا المحارم، المرأة تشتغل سيكلسيت …كأنهم مكلف بحملة تحسسيسية لمحاربة الأخلاق والعادات الضاربة في أعماق ووجدان المتلقي وحلقة talon XX في إيحاء لأفلام البورنو ، إن الانسان الريفي والريف يعيش انتقالا ديموغرافيا ومجاليا وتغييرا في العقليات لذا فالتغيير يأتي بدرجات وليس برغبات ونزوات خصوصا عن طريق الصورة والإفلام. إذا كان الريف الذي يعتبر احسن نموذج للاندماج الاجتماعي كقيمة حضارية والاسر المحافظة المتشبثة بالقيم والحق في الاختلاف والتواصل بين الاجيال داخل نفس العائلة ، فإننا نتواجد امام تواطؤ صريح وبخيس في تكملة لمسلسل المسخ الهوياتي على يد من يعتقد انه نخبة تتمرن على تزوير القيم بمؤخرة كاميرا مشحونة بالسطحية والاستبلاد حسب اتفاقية الرداءة مقابل العادة السرية الفنية والاعتماد على محاولة الإضحاك بأساليب ساذجة تصل حد استغباء المتلقي،/ لعلهم يمارسون التعذيب اليومي والسادية . الله يلطف بنا وباعلامنا، فالاعلام يخرب ما يبنيه الاباء، يضرب جهودهم في مجال تربية الابناء في الصفر، مع العلم ان عددا من الاباء قد استسلم اما برغبة منه لما يمليه هذا الاعلام المنحط اخلاقيا خصوصا إذا كان ذلك بسلاح لغوي محلي ريفي . لذا نجد اصوات تتصدى وبقوة لتقترح إنشاء تنظيم لحماية المشاهد ورفع دعوى قضائية على كل من سولت له نفسه تخريب عقول وتمييع الصورة والإعلام. في الوقت الذي كنا نتوق فيه إلى الافراج عن الريف إعلاميا وتلفزيونيا ،ها نحن نعيش وأدا للثقافة على يد ابنائها ( مناضلي الوقت الضائع) بالرغم من كون الانسان مخلوق مؤهل وبمقدوره ان يبتكر او يبدع في كل مجالات الحياة ولا يزال أداة التغيير والتحسين والتنوير فوق الارض.ان هذا الكائن الفريد قد يعلو في سماء الرخاء والرفاهية ان مزج علمه او أدبه او فنه بالأخلاق.نصف الانسان أخلاق.لقد وصلت الامم الى ما وصلت اليه من تطور و ازدهار بأخلاقها و علومها وآدابها. أعود وأقول ان التغيير والسمو بالعلوم والفنون والاداب لا تنشا ولا تنمو في دهاليز الإخلال بالأدب والأخلاق ثم ان الفضيلة لهي أوسع و ارحب أبواب الرقي والازدهار. قد يقول قائل انه انتقاد شعبوي ربما لان "سيتكوم ثناين ذي ثناين"يعتدي على المشاهدين وحديث سخط بيوت و مقاهي الناظور/ سنتفضل بطرح تصور اوبديل من شأنه أن يخفف من حدة هذه الرداءة ، صحيح ما يعرض جد رديء من منتوجات شرقية التي تنخر الجسم الاجتماعي للأسرة المغربية. لكن البديل المحلي ضعيف جداً قياساً مع متطلبات المشاهد الذي يقيس الانتاج المغربي بانتاجات خارجية متميزة وهنا يكمن المشكل . ولهذا أقترح وفي ظل الواقع الهزيل إعلامياً الرجوع إلى: * . تحديد وحصر ساعات البث مع تقديم برامج متميزة دونما أي إحراج للمنتجين. * . تغيير العقلية لدى كاتب السيناريو * . تفحص التركيبة النفسية للمخرج المستلب * . الاستخدام الامثل للتراث الثقافي وإعادة نشره في قوالب فنية تعيد للثقافة بريقها تعكس الزخم الإبداعي والثقافي والتراثي الذي يتوفر عليه الريف ونشره إعلاميا . * . اختيار ممثلين جديرين بحمل مشعل الثقافة وليس التهافت على الكاميرا خوفا من النسيان ها أقايي والتحرر من الطابع المسرحي لأدائهم . * . تحديد هوية المتلقي وزاوية الرؤية ( كما في تليفيلم "الصمت القاتل" الذي يجمع السياحة والرعب واغتصاب الاب لإبنته دون تحديد زاوية رؤية المخرج ) * . محاسبة كل من سولت له نفسه تبذير للمال العام حتى أصبح الإنتاج التلفزيوني في شهر رمضان غنيمة يسعى الجميع لأخذ حصته منها. فلم يعد المحك الأساس هو السيناريو ودرجة إقبال المشاهد على هذا البرنامج أو ذاك. بل تتحدد في البداية بالرداءة والتفاهة والاستفزاز والاستهتار وتغييب الذوق العام . نحن لسن ضد الفن و الجمال ؛ ليس من المعقول تخصيص هذا الحيز الزمني لمبتدئين في الفن على حساب قيم ثقافية راسخة وراقية عندما تروج المؤسسة الاعلامية لمثل هذه الرداءة وتسايرها المؤسسة التعليمية وتتواطأ معها المؤسسة الدينية بالسكوت فانتظر مجتمعا غارقا في القدارة وينام على وسادة الفساد ويستيقط على فطور الانحطاط والتخلف. بينما الابداع سيكون قد انتحر من شدة الضغط. فقنوات الصرف الصحي المغربية عقدت الأمور و شردت بعيدا بفكر أطفالنا و شبابنا لتبني أحلام لم و لن تكن توازي طموحاتنا كمجتمع ذو جذور راسخة في التاريخ وسط عولمة لاترحم. div class="nr_related_placeholder" data-permalink="http://www.ariffino.net/?p=154348" data-title=""سيتكوم ثناين ذي ثناين" 2×2 مسخ هوياتي للمتلقي بالريف واجترار لكوميديا تافهة."