اما وقد طويت صفحة الأزمة الحكومية الأخيرة فان ثمة في الأوساط السياسية من لا ينظر اليها بعين التشاؤم، فهي رغم أنها عكست مدى "العطب" المصابة به الأكثرية الحالية، ومدى تباعد الرؤى والحسابات بين افرقائها، وهو أمر لم يشكل عنصر مفاجأة للذين واكبوا عن كثب عملية استيلاد الحكومة قبل نحو ثلاثة اشهر وظروف هذه الولادة العسيرة، بعد أن أقدم حزب الإستقلال على تقديم إستقالته من حكومة بنكيران. كشفت مصادر مطلعة، أن قادة الأغلبية الحكومية سيحسمون خلال اليومين القادمين، في مصير المفاوضات السياسية لضم حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيرة أن لقاء مرتقبا لكل من عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وامحند العنصر،الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، سيكون مناسبة للحسم، إما بقبول شروط الأحرار، ومن ثم ضمهم إلى صفوف الأغلبية، أو إعلان فشلها وفتح الباب أمام خيارات أخرى قد تكون الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وفيما ينتظر أن يكون بنكيران قد التقى بمزوار مساء اليوم الأربعاء،علمت يومية " المساء"، حسب مانشرته في عددها الصادر غدا، من مصادر قيادية في الأغلبية أن الجولة السياسية من المفاوضات السياسية التي كان يرتقب عقدها أمس الثلاثاء، أجلت بطلب من رئيس التجمع الوطني للأحرار،مشيرة إلى أن الجولة المؤجلة جاءت بعد جولة خامسة عقدت نهاية الأسبوع الماضي، ووصفت نتائجها بالمشجعة.
وحسب المصادر المتابعة لسير المفاوضات السياسية بين رئيس الحكومة، ورئيس حزب الأحرار، فإن ماتسرب من معطيات حول الجولة الخامسة يؤكد حصول انفراج في مسار المفاوضات، بعد " البلوكاج" الذي اعترض سبيل ضم حزب التجمع إلى ماتبقى من أغلبية بنكيران، خلال الأسابيع الفائتة، وارخى بسدوله على المشهد السياسي، في ظل تشبث التجمعيين بإعادة هيكلة الحكومة لا الاقتصار على ترميمها.
مصادر نفس اليومية وصفت خلاصة اللقاء الأخير الذي جمع نهاية الأسبوع الفائت بنكيران ومزوار، ب" الجيدة جدا"، مشيرة إلى أن " الأمور غادية مزيان"، في إشارة إلى حصول تقدم وتحقيق اختراق في مسار مفاوضات وصلت إلى الباب المسدود.