السلام عليكم ورحمة الله أنا فتاة ملتزمة ومن عائلة طيبة والحمد لله يتقدم لخطبتي الكثير لسمعة والدي الحسنة والحمد لله تزوجت في صغري من إنسان محترم ولكن زواجي لم يدم طويلاً وذلك بسبب أنه كان لديه مشكلة سياسية وقبض عليه وحكم عليه 10بالسجن سنوات وكنت فتاة أبلغ من العمر18 سنة ولم أكن اقدر علي هذه المسئولية فطلبت الطلاق وأنا الآن عمري25 سنة وتقدم لخطبتي شاب عمره 27 سنة ، ووافق أهلي عليه ووافق أهله جميعهم إلا أمه فأخذت تعيب في المطلقات وهكذا ، المهم أنه تم تحديد يوم الخطوبة بعد الامتحانات ولا أدري هل اخبر أهلي بعدم موافقة الأم أم لا ؟ وهل أوافق علي الارتباط به وهي سوف تأتي لتراني ماذا افعل وكيف أتعامل معها أرجوكم ساعدوني مع العلم أن خطيبي إنسان محترم، فهل أرجع في كلامي أم أكمل معه حياتي وأتعامل مع أمه بما يرضي الله فقط وشكراً. محمدية بريس صديقتي أهلاً بك ، كل ما يحدث من والدة خطيبك هو أمر طبيعي ، فكل أم تتمني أن يتزوج ابنها بأميرة الأميرات التي لا يوجد في الكون لها مثيلاً حتى و إن كان ابنها شاب عادي ككل شباب الدنيا ، فلا يحزنك رد فعلها تجاهك لكن العبرة بالنهايات ، وبمعاملتك لها وإبداء العطف عليها والحنو والإحسان ، كل ذلك من العوامل التي تعزز مكانتك لديها ، فلا تترددي في الارتباط به طالما أنه مقتنع بك ، ولا تقولي أتركه طالما أن والدته تفكر بهذه الطريقة لأنك لن تجدي الأم المثالية التي ترحب بك زوجة لابنها الذي لم يسبق له الزواج تلك هي نظرة مجتمعنا للمرأة المطلقة والتي فيها الكثير من الظلم والإجحاف ، المهم أري أنه من الأفضل لك أن تحاولي كسب ود والدته ليس عن طريق النفاق والمجاملات السخيفة ولكن بالحب والود والسؤال الدائم عنها وتقصي أحوالها ، وليكن ذلك بشكل لائق وجميل ، وليس بشكل فج زائد عن الحد بل الاعتدال في سلوكك معها سيكون أفضل ،حاولي ان تقتربي منها وتتفهمي شخصيتها لعلك في ذلك تجعلينها تحبك وتغير رأيها فيكي . هذا من جهتك أما بالنسبة لخطيبك فعليه يقع العبء الأكبر في إقناع والدته بك وبأن كونك مطلقة أمر لا يعيبك ، ولا مانع من التدليل علي ذلك بأمثلة كثيرة لعل أشهرها وأجملها سيدنا المصطفي صلي الله عليه وسلم حين تزوج وهو الشاب الصغير من السيدة خديجة رضي الله عنها وكانت أكبر منه بخمسة عشر عاماً ، ومع ذلك كانت له نعم الزوجة ، أكدي له أن عليه أن يقنع والدته بك ، ووضحي له تعاطفك معها ومع نظرتها لك تلك النظرة التي تسود المجتمع ككل ، فالمجتمع غالباً ما يحمل المطلقة ذنب الطلاق ويعتبرها كأنها ارتكبت جرماً حين طلقت رغم أنها لم ترتكب ما حرم الله ، فالطلاق حلال وشرعي كما أن الزواج كذلك . وفي صدر الإسلام كانت المطلقة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم لا تُترك أبداً،بل يتصارع حولها الرجال لكي يظفروا بها، مثل فاطمة بنت قيس رضي الله عنها التي تزوجها أسامة بن زيد، إننا في حاجة ماسة إلي تغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة مع ارتفاع نسبة الطلاق ، الطلاق الذي شرعه الإسلام كحل لاستحالة الزواج ، أصبح الآن مشكلة بدون حل ، فالمطلقة إنسانة لم تركتب جرماً أو تقترف إثماً ، إنما شاء حظها العثر ألا توفق في الزواج ، صديقتي أنصحك بالزواج من زميلك هذا فلا يوجد أي مانع طالما أنكما متوافقان مقتنعان ، وليكن أمر إقناع أمه في الحسبان لأن رضاها مهم أيضاً ، أسأل الله لك التوفيق