توفي المستشار السياسي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، عبد القادر جغلول، إثر مرض عضال كان يتابع العلاج منه في إحدى المصحات بالرباط، حيث ظل يتردد على المغرب طيلة الأشهر الماضية، وكان يقوم بزيارات متكررة للمكي الترابي، المعروف بمكي الصخيرات، لتلقي العلاج من داء السرطان. وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها المكي في الشهر الماضي عندما التقت به «المساء» برفقة زوجته في ضيافة الترابي. وقال مصدر مسؤول بسفارة الجزائر بالرباط ل«المساء» إن جغلول توفي في إحدى المصحات الخاصة التي كان يرقد فيها، وإن جثمانه نقل على متن طائرة خاصة من الدارالبيضاء إلى مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائر يوم الخميس الماضي. وقالت إحدى الصحف الجزائرية، يوم أمس، إن عبد القادر جغلول توفي بعدما قصد المغرب لتلقي العلاج على يد مكي الصخيرات، مضيفة أنه «بعد فترة وجيزة من زيارة المملكة المغربية، تناول مستشار رئيس الجمهورية أول جرعة من الدواء المستخلص من الأعشاب قصد العلاج من الورم، ولكن بمجرد تناول الوصفة بدأت مضاعفات مفاجئة تنتاب جسم المستشار عبد القادر جغلول بشكل متزايد إلى أن لفظ أنفاسه في الساعات الأولى من فجر الخميس». ورفض المسؤول عن قسم الاتصال بسفارة الجزائر بالرباط الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع، وقال: «لا تعليق لدي في هذه القضية»، بينما قال مكي الصخيرات، في تصريح ل«المساء»، إن ما نشر عنه خطأ لأنه لا يعطي أعشابا لمرضاه الذين يزورونه في مكان إقامته قرب الصخيرات المجاورة للرباط وإن طريقته في العلاج تعتمد على اللمس فقط، مؤكدا أنه ضد التداوي بالأعشاب وضد الدكتور محمد الهاشمي، صاحب قناة «الحقيقة» الفضائية، الذي يعتمد على العلاج بالأعشاب. وأوضح المكي أنه بعد نشر صورة مستشار الرئيس الجزائري على صدر الصفحة الأولى من جريدة «المساء» قبل قرابة شهر، تلقى عدة مكالمات هاتفية من جهات، لم يكشف عنها، تطالبه بالكف عن استقبال عبد القادر جغلول، مما جعله يخاف على نفسه، وفق قوله، مضيفا أن وفاة هذا الأخير «أثرت في نفسه»، واصفا إياه ب»الرجل الطيب». وقالت يومية «النهار»الجزائرية إنه من المرجح أن تبادر السلطات الجزائرية، عبر وزارة الشؤون الخارجية، خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى طلب فتح تحقيق في القضية «ولاسيما أنها تخص إطارا ساميا في ديوان رئاسة الجمهورية». ويذكر أن جغلول يعد واحدا من المفكرين الجزائريين ومن كبار الباحثين في علم الاجتماع في الجزائر، وله مؤلفات عدة في التاريخ الجزائري الحديث. وفي الوقت الذي ينفي فيه المكي الترابي أي مسؤولية له في وفاة مستشار عبد العزيز بوتفليقة، لوحظ أن بعض الجرائد المغربية تبنت الرواية الجزائرية التي تحمل مكي الصخيرات مسؤولية هذه الوفاة، مرددة القول أن مسشتار بوتفليقة توفي بعد أن تناول جرعة أعشاب وصفها له مكي الصخيرات، علما بأن الأخير، كما يقول هو شخصيا، لم يثبت أن نصح زبناءه بتناول أعشاب محددة، لأن الوسيلة الوحيدة التي يعتمدها في «معالجة» مرضاه هي اللمس عن المساء