روى مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل).. [وهو حديث مخالف للصحيح المتواتر]. يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية خلق الله للأرض وماذا خلق فى كل يوم من أيام الأسبوع ، وقد بدأ رسول الله فى الحديث بخلق التربة فالمراد بالتربة في الحديث ما يعرف في عصرنا الحالي بالقشرة الأرضية لأن النبي لم يعبر بلفظة الأرض أو التراب, ولأن هذا ما يتوافق مع العلم الحديث الذي يثبت أن القشرة الأرضية هي أول ما تشكل من الأرض بعد أن بردت. وقد خلق الله فى يوم الأحد الجبال ولها دور كبير فى توازن كوكب الأرض فى الفضاء وهذا ما نجده وصفاً دقيقاً في كتاب الله تعالى عندما يقول: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.. [النحل: 15]. إذن سمّى القرآن الجبال بالرواسي تشبيهاً لها بالسفينة التي ترسو ويغوص جزء كبير منها في الماء وهو ما تفعله الجبال فهي ترسو وتغوص في قشرة الأرض مما يجعل الأرض تتوازن فى الفضاء. وقد خلق الله الشجر فى يوم الأثنين ثم خلق المكروه وهو الشر وقيل في قيض القدير: المراد بالمكروه الشر هو الظاهر الملائم للسياق.. وإنما سمى الشر مكروها لأنه ضد المحبوب . والمراد ب(خلق النور يوم الأربعاء) فالنور المخلوق الذي يضيء الله به لخلقه قال الإمام الطبري رحمه الله : (خلق الله النور يوم الأربعاء) يعني بالنور الشمس، إن شاء الله" .انتهى من "تاريخ الطبري" (1/ 24) . وقد خلق الله الدواب فى يوم الخميس والدواب هم كلُ ما يَدِبُّ على الأرض، وقد غلب على ما يُركَبُ من الحيوان (للمذكر والمؤنث)، وقد خلق الله أبونا آدم فى يوم الجمعة وقد ذكر الرسول الوقت الذى خلقه الله فيه وهو بعد صلاة العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل. وقد أختلف كثير من العلماء فى صحة هذا الحديث ولكن رأى بعض الأئمة الكبار أنه لا تعارض بينه وبين القرآن، فالقرآن أخبر أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وهذا الحديث تعرض لذكر خلق ما على الأرض من تراب وجبال وغير ذلك، فهذه الأيام السبعة ليست هي الأيام الستة المذكورة في القرآن، وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله في التعليق على مشكاة المصابيح (3/1598): وليس بمخالف للقرآن بوجه من الوجوه، خلافًا لما توهمه بعضهم، فإن الحديث يفصل كيفية الخلق على الأرض وحدها، وأن ذلك كان في سبعة أيام، ونص القرآن على أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام، والأرض في يومين، لا يعارض ذلك، لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث، وأنه أعني الحديث تحدث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض حتى صارت صالحة للسكنى، ويؤيده أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله تعالى كألف سنة، وبعضها مقداره خمسون ألف سنة، فما المانع أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل؟ والأيام السبعة من أيامنا هذه؟ كما هو صريح الحديث، وحينئذ فلا تعارض بينه وبين القرآن. انتهى