♦ ملخص السؤال: رجلٌ متزوجٌ ولديه أولاد، وزوجته مقصرة ومهملة، ويتركز اهتمامها على الجوال والواتس أب، حاول إصلاحها كثيرًا ولكن لم يصلح حالها، ذهبت لأهلها وكذبت عليهم وأخبرتهم بأنه طلقها وارتبط بفتاة أخرى.
♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجل متزوج ولديَّ 4 أطفال، بيني وبين زوجتي مشكلاتٌ كثيرة، بسبب إهمال البيت والأطفال، والاهتمام بالهاتف والإنترنت و(الواتس أب) وغيره.
نصحتها كثيرًا بأن ذلك من الإفراط، وأنه لا ينبغي لها إهمال الأطفال، حتى وصل بي الحال إلى أني كَرِهْتُ البيت بسبب هذا الإهمال.
وجدتُ في هاتفها برنامجًا فيه صور إباحية، كنتُ قد منعتُها مِن قبلُ، ونبهتها إلى عدم إنزاله على الهاتف، لكنها قالتْ: لن أحذفه حتى لو وصل الأمر إلى الطلاق!
صعقتُ من ردها، وتركتها وذهبتُ، ثم جاءت إليَّ تعتذر عما قالتْ، فقبلتُ عذرها، وطلبتُ منها ألا تُكَرِّر ذلك مرة أخرى، فوافقتْ.
فوجئتُ منذ أيام أن البرنامج موجود على هاتفها، فسألتها فقالتْ: لا أعلم مِن أين جاء؟! فلم أُصَدِّقْها؛ فليس من المعقول أن يرجعَ المحذوف مِن تلقاء نفسه.
حذفَت البرنامج وحذفت (الواتس أب)، وفي الوقت نفسه حذفتْ حبها لي، وأصبحتْ لا تُحب رؤيتي، وإذا عدتُ إلى البيت ومعها الهاتف تخفيه حتى لا أراه! أثار تصرفها هذا الشك والريبة، وأخبرتها صراحة بأني لا أريد أن أصلَ إلى الشك فيها، وأن هذا يفتح بابًا للشيطان، فقالت: "غصب عني لأنك ترعبني وتخيفني"، حاولتُ إفهامها بأني أخاف عليها، والحمد لله تفهمت الأمر.
فوجئتُ بعدها بأن لديها هاتفًا آخر تخفيه عني، فهجرتها وغضبتُ منها، وأصبحت العلاقة بيننا متوترة، والنفوس متنافرة، فلا حديث ولا لقاء بيننا لمدة أسبوعين.
ذهبت لتزور أهلها عدة أيام، وعندما ذهبت لإعادتها رفضت العودة معي، وقالتْ: لا أريد الذهاب إلى البيت، فشكوت لأخيها، لكنه أخبرني بأنها قالت: إني شتمتُ أمها، وإني مهمل في حقها، ولا أشعر بالمسؤولية، وأشك فيها، وربما أكون تزوجتُ!
وعلم الله أن ذلك كله كذب، ولا أساس له من الصحة
تركتها أيامًا لترتاح ثم عدتُ إليها، لكنها تتحدث عني بصورة شديدة أمام أهلها، أرسلتُ إليها مَن يَتَوَسَّط للصلح، لكنها كذبتْ، وقالت نفس الكلام.
ذهبت مرة أخرى في زيارة إليها وللأولاد، ففوجئتُ بأنها أخبرت أهلها أنني طلقتُها مرتين، وهي تنتظر ورقة الطلاق، وأنني أكلم فتاةً أمامها!
وواللهِ لَم يحدثْ أي شيء من هذا، وبالرغم مما فعلتْ لم أتلفظْ يومًا بالطلاق، ولم أتكلم مع أي امرأة، لا من أمامها ولا من خلفها.
فأخبروني ماذا أفعل؟ وكيف أحافظ على بيتي وأولادي، قرب الأولاد على الضياع، خاصة أنهم في دراسةٍ!
وجزاكم الله خيرًا الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. شكرًا لك أخي الكريم على ثقتك في شبكة الألوكة ومستشاريها، ونسأل الله لك التوفيق لكل خيرٍ، كما نسأله سبحانه أن يفرجَ كربك، ويزيل همك، ويكتب لك السعادة أينما كنت، وأن يُصْلِحَ لك زوجتك.
لا شك أن الزوجة مُقَصِّرة بتصرفاتها الخاطئة (في ضوء ما ذكرتَ)؛ سواء نحوك، أو نحو بيتها وأولادها، وكذلك باستخدامها لبعض البرامج السيئة، ومُتابعتها للصوَر المخالفة، وقد تكون هذه المعصيةُ هي سببَ المشكلة والنشوز الحاصل، وقد تكون هناك أمورٌ أخرى، والواجبُ عليها التوبة والرجوع إلى الله، والإقلاع عن المعاصي والمخالَفات، والاهتمام بالزوج والأولاد والبيت.
ونحن نثني على صبرك، وتحملك، وسعيك للإصلاح، وجَمْع شَمْل الأسرة الكريمة، وتَكْرار نصحك للزوجة نتيجة أخطائها المتكررة، وتواصلك مع أهل زوجتك، وهذا يَدُلُّ على رجاحة عقلك وحكمتك، وهكذا الأبُ المسلمُ الحريص يكون صبورًا، يَطْرُق الأبواب المتعددة للإصلاح ومعالجة الخلَل.
وأنت أخي الكريم تُؤْجَر على تلك الجهود والمساعي التي تبذلها، وصبرك عبادة تُحْسَب لك عند الله - عز وجل.
ومن الأمور التي ننصحك بها: • كثرة ارتباطك بالله - عز وجل - وحرصك على الواجبات والطاعات، فقد يكون عندك شيءٌ من التقصير عُوقِبْتَ بسببه، ففَتِّشْ في نفسك، ودقِّقْ في صلاحك، فإن وجدتَ خَلَلاً أو تقصيرًا، فبادِرْ إلى التوبة والإصلاح، وإن لم تَجِدْ فاحمد الله، واثبتْ على الطاعة.
• عليك بالصلاة في أوقاتها وفي جماعة، واحرصْ عليها أنت وأولادك؛ فهي سبيلٌ إلى النجاة والراحة والسعادة في كل الأحوال.
• عليك بكتاب الله، وعدم هجرانه، فهو كلامُ الله، وهو أعظمُ الذِّكْر، وهو كتابُ هداية لك ولأسرتك، فلا تدَعْ يومًا يَمُرُّ عليك دون أن تجتمعَ أنت والأولاد حوله تَتْلُونه وتتدارسونه، ووجِّه الدعوة للزوجة لتكونَ معكم؛ حتى تكونوا جميعًا في روضة من رياض الجنة تحت أجنحة الملائكة، تبتعد عنكم الشياطين، ويَذْكُركم رب العالمين، وتنزل عليكم السكينة وتغشاكم الرحمة.
• لا بد مِن معرفة دين الزوجة وصلاحها، فإنْ كانتْ صاحبة دينٍ وصلاحٍ وصلاةٍ وطاعة، فاصبرْ عليها، وتشبَّثْ بها وساعِدْها، وإن كان عندها تقصيرٌ فعليك بمعالجته، والحرص على توجيهها، وخاصة في جانب التوحيد والاهتمام بالصلاة.
• استثمرْ حبك لزوجتك، وقُمْ بتقديم الهدايا المتنوعة المعبِّرة عن حبك ورغبتك في المعالجة، ولا بد مِن إشعارها بالحب، وإشعارها بالمشاعر بالوسائل المتعددة، ومنها التعبير عن ذلك؛ حتى لا تبحثَ عن الحب والمشاعر في مكان آخر؛ مثل: الواتس أب والبرامج الأخرى.
• استثمر الأبناء وعلاقتك بهم ليكونوا الوسيط بينك وبين الزوجة، فاحرصْ على هدايتهم، وصلاحهم، وتقوية العلاقة بهم، وأرسلْ معهم الهدايا لأمهم، ولا تُظْهِرْ لهم الخلافَ الذي بينك وبين الزوجة، واعتبر الأمور عادية.
• استعِنْ بعد الله ببعض الدعاة والعلماء وأئمة المساجد القريبين منك، واجلسْ معهم واشرحْ لهم تفاصيل المشكلة، واستَشِرْهم فسوف يُساعدونك، وقد تتواصل بعض زوجاتهم مع زوجتك؛ بهدف نُصحها وتوجيهها.
ونسأل الله أن يُوفقك لكل خيرٍ، وأن يُبْعِدَ عنك كل شر