♦ ملخص السؤال: فتاة مطلقة، زوَّجها أهلها بدون علمها لشاب لا تعرفه، يحاول أن يفرضَ سيطرته عليها، ويجعلها متوترةً جدًّا، ويمنعها مِن الناس، وتسأل: ماذا أفعل مع هذه الحياة، فلا أريد الفشَل ثانية؟
♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ متزوجة مِن قبلُ مِن قريب لي، وطلقتُ منه بسبب المشاكل الحادثة بيني وبينه، ومرضتُ مرضًا شديدًا بسببه، وتكالب إخوتي عليَّ مِن أجل عودتي إليه رغمًا عني.
منذ ذلك الوقت وأنا أخاف مِن الرجال، حتى في المسلسلات، وصل الحال بي إلى أني أكره ذِكْرهم، فمجرد ذكر اسمهم يزيد نبضات قلبي ويصيبني بالألم، ويجعل تنفسي مضطربًا، وتتشنَّج أطرافي.
بعد طلاقي بأشهر تقدَّم لي شابٌّ يصغرني بسنوات، مدح أهلي هذا الشاب، وطلبوا مني أن أراه النظرة الشرعية فقط، مع علمهم بعدم رغبتي في الزواج.
جاء الشابُّ ووافقوا على الزواج بدون مُوافقتي، وبدون علمي، ولا أعلم ماذا أفعل؟
تم الزواجُ مِن شخص لا أعرفه، ولا أستطيع وصفه؛ فهو يحب تجريح الناس، ويفضِّل منطقته وأصدقاءه، ويريد أن يستحوذ ويسيطر عليَّ، وأخبرني مرة أنه يستفزني ليراني متوترة!
حتى أخته التي أرتاح لها وأزورها منعني من زيارتها، فيريد أن يقطعني عن الناس كلهم الجواب
بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
عزيزتي، أشكُر لك ثقتك في شبكة الألوكة، وأتمنى أن تَجِدي لدينا ما يُساعدك على حلِّ مشكلتك.
أولاً: بالنسبة لخوفك من الرجال، فإن كراهيتك لطليقك، وتسلُّط إخوانك عليك، أدى إلى هذا الخوف، وقمتِ بتعميم هذا الخوف على باقي الرجال، ولا أدري هل كان الخوف لوقتٍ محدودٍ وانتهى؟ أو ما زال مستمرًّا؟ لم تذكُري موقفك من زوجك الجديد.
ثانيًا: أنت متزوجةٌ حديثًا مِن رجلٍ لا تعرفينه بما يكفي، وهو كذلك، ومن الطبيعي أن تَبْدَأَا بالتعرُّف على بعضكما في بداية الزواج، وقد يكون هناك بعضُ الانطباعات السلبية لدى كلا الطرفَيْنِ، لكن مع مرور الوقت يبدأ الطرفان بتقبُّل بعضهما، والتعود على طبائع بعضهما المتنافِرة.
ثالثًا: ما ذكرتِه مِن بعض صفات زوجك كمحاولته الاستحواذ عليك، والتحكم بك، قد يكون محاولة منه لفرْض سيطرته عليك منذ بداية الزواج؛ ظنًّا منه أن هذا هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع الزوجة، ولا أدري هل كانت له تجربة زواج سابقة؟ أو لا؟ فأنت لم تشيري إلى هذه النقطة، وأرى أن شخصيتك وأسلوبك في تقبُّل سيطرته هو السبب، فحاولي أن تحتفظي بشخصيةٍ مستقلةٍ، لا تكوني خاضعةً مُنْقادَةً لكل شيء، في المقابل لا تكوني عنيدةً وتُظهري العصيان، بل عليك أن تتحلي بالحكمة والصبر في تعاملك معه، كوني مَرِنَةً مُطيعةً بذكاء، ولعله يغار عليك مِن أخته لما رأى حبك لها؛ فبعضُ الرجال لا يريد من زوجته أن تظهر اهتمامًا بأحدٍ غيره، خصوصًا في بداية الزواج.
محاولته استفزازك ليراك متوترةً قد تكون مِن قبيل المزح والدعابة، فلا تُرَكِّزي على هذه النقطة، وحاولي أن تتفهميه، لا تجعلي خوفك أو كرهك للرجال يكون سببًا في فشَل زواجك، تقبلي زوجك كإنسان، وانظري إلى ما فيه من مميزاتٍ، ولا تُرَكِّزي على عيوبه؛ فكلنا لنا عيوبٌ، أكْثِري من الدعاء والاستغفار، واسألي الله أن يُؤَلِّفَ بين قلبيكما.
أسأل الله أن يمنَّ عليك بالتوفيق والسعادة، وأن يرزقك الذرية الصالحة، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد