بعثت سيلفي نواشوفيتش، محامية عمر الرداد، طلبا للسلطات الفرنسية لإنجاز تحليل للحمض النووي على بابين ودعامة لأحد الأسقف في بيت القتيلة الشهيرة جيزلين مارشال التي توفيت على إثر جريمة قتل غامضة منذ أكثر من 20 عاما اتهم بارتكابها المهاجر المغربي عمر الرداد. وقد كشف الموقع المحلي “ليون كابيتال” أن محامية الرداد سارعت إلى بعث طلب إنجاز تحليل لآثار “ADN” عثر عليها ممزوجة بدم الضحية على بابين ودعامة أحد الأسقف في مسرح الجريمة، وذلك بمجرد بدء فرنسا العمل بقانون جديد يهم إصلاح مسطرة الإدانة الجنائية في فاتح أكتوبر الجاري، بعدما لم يلق طلب مماثل تقدمت به السنة الماضية أي تجاوب من لدن السلطات. عمر الرداد المغربي المقيم في فرنسا، الذي كان يعمل بستانيا لدى الضحية، والذي اتهم بقتلها وحكم عليه بالسجن لسنوات طويلة قبل أن يطلق سراحه على إثر استفادته من عفو في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، مصمم على إثبات براءته في هذه القضية الشهيرة التي عرفت العديد من المفاجآت والتي شغلت لسنوات الرأي العام الأوروبي والعربي. فبعد مرور سنوات طويلة يصر الرداد، الذي حظي بالعفو دون تبرئته من مقتل مشغلته، على أن يثبت براءته وصار شاغله الوحيد كشف القاتل الحقيقي لجيزلين مارشال، وهو ما سبق لمحاميته أن أكدته في تصريحات صحافية قالت فيها إن الرداد يعيش حالة اكتئاب وليس له هدف في الحياة سوى كشف حقيقة تلك الجريمة التي حيرت الجميع وظل مرتكبها حرا طليقا في حين سجن البستاني المغربي اعتمادا على الجملة الشهيرة “عمر قتلني” التي استنتج المحققون أن الضحية هي التي لربما كتبتها. وكان عمر الرداد الذي سافر نحو فرنسا، وهو في الثالثة والعشرين من العمر للبحث عن عمل بهدف تحسين وضعه الاجتماعي، قد ألقي عليه القبض سنة 1991 واتهم بقتل مشغلته الثرية جيزلين مارشال وحكم عليه سنة 1994 بالسجن لثمانية عشرة سنة قبل أن يصدر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عفوا في حقه سنة 1998، وقد ظل الرداد متشبثا منذ ذلك الوقت وإلى غاية اليوم ببراءته، وقد نقل معاناته في كتاب يحمل كعنوان العبارة الشهيرة “عمر قتلني” اعتمد عليه لإنتاج فلم سينمائي يحمل نفس العنوان سنة 2011.