عادت قضية ابن مدينة ميضار"عمر الرداد"إلى الواجهة بعد إبلاغ محققون فرنسيون، الاثنين، عمر الرداد ومحاميته بأنهم عثروا على آثار للحمض النووي ضمن دم غزلين مرشال التي قتلت يوم 23 يونيو 1991.وفي أول تعليق عن هذا الخبر قالت محامية الرداد "سيلفي ناكوفيتش" أن هذا الإكتشاف سيمكن من التعرف على القاتل الحقيقي لغزلين مرشال".هذا وكان المحامي الفرنسي الشهير"جاك فيرجيس" قد أعاد بدوره القضية للواجهة ،بعد نحوعشر سنوات من رفض المحاكم الفرنسية طلبه بمراجعة الحكم الذي أدان الرداد بقتل مشغلته "جيزلين مارشال"،رغم ما كان يلف القضية من شكوك حول تورط المغربي المنحدر من مدينة ميضار،في الجريمة.وأعرب "فيرجيس" ،الذي كان يدافع عن "الرداد"،عن اعتقاده بأن المحاكمة التي جرت في بداية التسعينيات كانت تروم "إخفاء الحقيقة".وأضاف في حوار مع صحيفة " لوسوار" ،أنه لم يتم الكشف أبداً عن الحقيقة رغم الإفراج عن "عمر الرداد" في 1996 بعفو من الرئيس السابق "جاك شيراك" بعد أن قضى حوالي ست سنوات وراء القضبان .واتهم القضاة بأنهم "يعتبرون أنفسهم معصومين من الخطأ". عمر رداد جاء من المغرب إلى فرنسا وعمره 23 عاما، نسبت إليه الجريمة وهو في الثلاثين من عمره، يتكلم اللغة الفرنسية بصعوبة. وبدأ العمل في أماكن متعددة أخرها، قبل القضية، عند السيدة فرنسيس باسكال التي عرفته على جارتها مارشال ونصحت هذه الأخيرة بان يعمل لديها كبستاني. وافقت هذه الأخيرة، وأصبح عمر يعمل عندها مرة بالأسبوع، وباجر قدره 50 فرنكا للساعة في ذلك الوقت. وقد كسب عمر ثقتها لجديته في العمل واستقامته. كما كان كأب وزوج ملتزم بمسؤولياته كاملة باعتراف جيرانه ومعارفه. أما الضحية السيدة مارشال، 65 عاما، كانت زوجة جان بيير مارشال الذي يعود ثرائه إلى نجاح والده صاحب شركة مشهورة لقطع غيار السيارات.وكانت محكمة الجنايات في نيس قد أدانت عمر الرداد ب18 سنة سجنا قبل أن يصدرفي حقه عفو سنة 1996 . وظل المتهم يطالب دوما ببراءته وما يزال يرغب في إثباتها. وفي نونبر 2002 تم رفض طلبه بمراجعة الحكم. وحتى بعد الإفراج عنه، فإن الرداد سيظل قاتل جيزلين مارشال في عيون العدالة الفرنسية.هذا وقام الممثل الفرنسي من أصل مغربي، رشدي زم، بنقل مأساة البستاني المغربي عمر الرداد، الى فلم سينمائي بعنوان "عمر قتلني"(انظرالفيديو)،وهو مقتبس عن الكتاب الذي ألفه عمر الرداد عن مأساته، تحت نفس العنوان.