أبلغ محققون فرنسيون، أول أمس الاثنين، عمر الرداد ومحاميته أنهم عثروا على آثار للحمض النووي ضمن دم غزلين مرشال التي قتلت يوم 23 يونيو 1991. وتعود آثار الحمض النووي، بحسب المحققين، لشخصين ذكرين، وسيتم تحليلها لمعرفة هوية الشخصين الحقيقيين. وترى سيلفي ناكوفيتش، محامية الرداد، أن هذا "الاكتشاف سيمكن من معرفة القاتل الحقيقي لغزلين مرشال". وكانت الأخيرة، وهي امرأة ميسورة تعيش وحيدة في الفيلا التي تملكها في منطقة موجين القريبة من مدينة نيس على الريفيرا الفرنسية مقتولة في قبو منزلها. ولما جاء رجال الدرك للاستعلام عن سبب غياب جيزلين بناء على تنبيه من جيرانها، وجدوها غارقة في دمائها ووجدوا على باب القبو جملة واحدة تقول: «عمر قتلني» مكتوبة بدم القتيلة لكن مع خطأ نحوي. وبسرعة كبيرة وجه رجال الدرك تحرياتهم نحو عمر الرداد، وهو عامل مغربي شاب كان يعتني بحديقة القتيلة فأوقفوه، ليحكم عليه عام 1994 بالسجن 18 عاما، بعد محاكمة عاصفة. لكن «مسألة عمر» تحولت إلى قضية وكتبت بخصوصها عدة كتب أظهرت أن التحقيق كان قاصرا وحصلت خلاله أخطاء عديدة خصوصا أن إدانة عمر استندت إلى الجملة المكتوبة بدم القتيلة. واعتبرت المحكمة أن غيزلين مارشال، بناء على أراء المختصين هي التي كتبت الجملة التي تعين الجاني من غير لبس أو إبهام. غير أن قضية عمر تطورت سريعا، ودخلت السلطات المغربية على الخط على أعلى مستوى. وأدت هذه التدخلات إلى حصول عمر على عفو جزئي من رئيس الجمهورية خرج بموجبه من السجن عام 1998. وبعد عام واحد، كان جاك فيرغيس وهو محام شهير يقدم طلبا لإعادة محاكمة عمر الرداد لدى لجنة مراجعة الأحكام التابعة لمحكمة تمييز باريس. ثم أمرت هذه اللجنة بإجراء دراسات جديدة على الجملة الشهيرة «عمر قتلني». وبعكس الآراء التي احتكمت إليها المحكمة، فإن هذه الدراسات أكدت أنه ليس من الثابت أبدا أن غيزلين مارشال هي التي كتبت هذه الجملة بدمها، مما يعني احتمال وجود شخص آخر ربما يكون القاتل وهو الذي تولى كتابة الجملة ليبعد الشبهات عنه ولإدانة العامل المغربي. فضلا عن ذلك فإن دراسات مخبرية أفادت بوجود حامض نووي ذكري على باب القبو لا علاقة له بعمر الرداد، مما يعزز فرضية وجود الشخص الآخر. بناء على هذه المعطيات الجديدة، قبلت لجنة مراجعة الأحكام التابعة لمحكمة التمييز النظر في طلب عمر الذي يريد من خلال طلب المحاكمة الجديدة، إثبات براءته وغسل شرفه والتعويض عن سنوات الإدانة والسجن. غير أن عمر إذا حصل على إعادة محاكمة، فإنه سيدخل تاريخ القضاء الفرنسي كسابع محكمة تقبل إعادة محاكمته. وذلك أن المحاكم المشكلة من محلفين شعبيين يصعب كسر أحكامها. وخلال مائة عام، لم يقبل القضاء سوى مراجعة ستة أحكام. وتأتي هذه التطورات الجديدة غداة إطلاق فيلم يتحدث عن عمر الرداد بعنوان "عمر قتلني"، لكن بنفس الخطأ الإملائي في اللغة الفرنسية أي omar m a tuer والفيلم المترقب عرضه، يوم 22 يونيو المقبل في القاعات السينمائية، من إخراج روشدي زم. --- تعليق الصورة: عمر الرداد