بعد ثلاثة أيام من المفاوضات التي أجرتها اللجنة الرئاسية المكلفة من الرئيس عبدربه منصور هادي مع زعيم الحركة الحوثية أعلن الناطق الرسمي باسم اللجنة عبدالملك المخلافي فشل المفاوضات ومغادرة اللجنة صعدة في اتجاه صنعاء للقاء الرئيس هادي ووضعه في صورة ما يجري. واتهم المخلافي الحوثيين بالتعنت ورفض كل الحلول المطروحة عليهم، ملمحا إلى انحيازهم لخيار القوة وأن اللجنة ستضع اللقاء الوطني الموسع والشعب اليمني والرأي العام العربي والدولي في صورة ما قدمته من حلول قوبلت بالرفض من الجانب الآخر. وكان عدد من قيادات الحوثيين قد هاجموا اللجنة أثناء تواجدها في صعدة مصرحين بأن “فترة الضيافة ثلاثة أيام فقط” في إشارة إلى ضرورة مغادرة اللجنة لمحافظة صعدة. ويعتبر الكثير من المراقبين أن توازن الرعب الذي تشهده العاصمة صنعاء والذي من الممكن أن يؤدي إلى حرب طائفية ومذهبية قد يشهد حالة زحزحة في حال تغير موقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لازال حتى اللحظة يلتزم الصمت. ويعتبر مراقبون أن الرئيس السابق ينظر إلى كل الأطراف المتصارعة حاليا كأعداء محتملين يسعون إلى استهدافه في حال سنحت لهم الفرصة حيث خاض صالح صراعات مريرة أثناء فترة حكمه مع الحوثيين حيث خاض ضدهم ست حروب قتل فيها مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي.. كما انتهى الصراع السياسي بينه وبين الإخوان بأحداث عام 2011 ومحاولة اغتياله جراء انفجار مسجد الرئاسة. وعن السيناريوهات القادمة في حال تشبث الحوثيون بمطالبهم وعلى رأسها إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، والذي تؤكد كل المصادر أن الرئيس هادي يفضل أن يتخذ قرار الحرب على إلغاء هذا القرار، تشير المعطيات إلى إمكانية استيلاء الحوثيين على عدد من مؤسسات الدولة التي تقع في محيط منطقة نفوذهم في شمال العاصمة. غير أن ذلك لا يمكن أن يؤدي إلى سقوط صنعاء في أيديهم وخصوصا أنها تضم مزيجا سكانيا من مختلف المناطق إضافة إلى أن المحافظات التي تمثل عصب الحياة للعاصمة وتمدها باحتياجاتها من النفط والكهرباء هي محافظات لا يحظى فيها الحوثيون بوجود قوي.