ألقت قوات الأمن البرازيلية القبض على مشجع اقتحم أرضية ملعب "ألينا فونتي نوفا" خلال مباراة بلجيكا والولايات المتحدة الأميركية، التي أقيمت مساء الثلاثاء، في ختام دور ال16 من بطولة كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل. وفاجأ المشجع البرازيلي، جمهور مباراة بلجيكا والولايات المتحدة الأميركية، حين اقتحم أرضية ملعب "ألينا فونتي نوفا" بمدينة سالفادور "باهيا" مرتدياً قميصاً كُتب عليه "أنقذوا أطفال فافيلا" وسط ذهول من لاعبي الفريقين. واضطر الحكم الدولي الجزائري، جمال حيمودي، إلى إيقاف المباراة لدقائق معدودة بعد أن أمضى المشجع أكثر من دقيقة، وهو يسير حول الملعب، مُبرزاً قميصه الذي كتب عليه "أنقذوا أطفال فافيلا"، قبل أن يعدو أفراد الأمن تجاهه في النهاية، ويمسكوا به ويخرجوه من أرض الملعب ويتم استئناف اللعب. ورغم أن المشهد الذي شهدته المباراة التي فاز بها المنتخب البلجيكي بهدفين مقابل هدف بعد التمديد، يبدو عادياً ومتكرراً في ملاعب كرة القدم، إلا أنّ اللقطة التي اقتحم فيها المشجع البرازيلي قد أثارت جدلاً واسعاً في البرازيل. وفتحت هذه اللقطة "النار" على السياسة التي تنتهجها الحكومة البرازيلية، والمتمثلة في ضخها المليارات على الحدث الأغلى عالمياً، في الوقت الذي تجاهلت فيه مطالب الفقراء من أبناء الشعب البرازيلي. ويعيش في مدينة ريو دي جانيرو نحو 12 مليون نسمة، ويستقر معظمهم في مدن عشوائية تسمى الواحدة منها "فافيلا"، وتُعد هذه الأحياء الفقيرة مرتعاً خصباً للمجرمين والخارجين عن القانون، إذ تشهد بين الفينة والأخرى، عمليات لقوات الأمن والجيش البرازيلي للقضاء على عصابات المخدرات والجريمة المنظمة. جدير بالذكر أنّ نشطاء سياسيين قد استغلوا الحضور الإعلامي الكثيف للتعبير عن غضبهم من قرار استضافة البرازيل لبطولة كأس العالم لكرة القدم، فقد خرجوا في مظاهرات طالبوا فيها الحكومة البرازيلية بتوجيه النفقات التي تم صرفها على التجهيزات لاستضافة بطولة كأس العالم 2014 إلى الفقراء، من أجل الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين البرازيليين إلى جانب تدعيم الصحة والتعليم والخدمات الموجهة للمواطنين وللحماية المدنية بدلاً من إنفاقها على ملاعب كرة القدم.