ستخدم مصطلح متلازمة الحساسية الفموية (Oral Allergy Syndrome) لوصف ما يحدث للفم من حكة وخشونة ووخز، فضلا عن حكة في الحلق، وما قد يتبعها أحيانا من انتفاخ الشفتين وحكة الأذنين، وذلك نتيجة تناول مصابي التهاب الأنف التحسسي أو ما يسمى أيضا بحمى القش (hey fever), لفواكه أو خضروات معينة نيئة. ويشار إلى أن نحو ثلث مصابي حساسية حبوب اللقاح يكونون مصابين أيضا بالمتلازمة المذكورة، وذلك بحسب المجمع الأمريكي لأمراض الحساسية والربو وعلم المناعة. ويشار إلى أنه على الرغم من أن أعراض هذه المتلازمة غالبا ما تكون بسيطة، إلا أنها أحيانا تكون إنذارا مبكرا لرد فعل تحسسي شديد أو حتى مهدد للحياة. ويسمى رد الفعل هذا بالتأقي (anaphylaxis)، والذي يعرف بأنه رد فعل تحسسي شديد وخطير يحدث عند الإطلاق المفاجئ لكيماويات معينة، منها الهيستامين، حيث تقوم هذه الكيماويات بأمور عديدة، منها ما يلي: - توسعة الأوعية الدموية. - هبوط ضغط الدم لدرجة قد ينجم عنها فقدان الوعي. - تسرب السوائل من الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى حدوث انتفاخ، خصوصا في الحلق وحول الوجه. - تضييق المجار التنفسية، ما يؤدي إلى رد فعل مشابه للربو، الأمر الذي ينجم عنه صعوبة في التنفس. - صعوبة النطق والبلع والتنفس، وذلك نتيجة لتضيق الحلق والمجار التنفسية. ومن الجدير بالذكر أن التأقي يعد حالة مرضية طارئة تتطلب أخذ المصاب به لأقرب مستشفى أو طلب الإسعاف له. أما عن كيفية علاجه، فغالبا ما تكون بإعطاء المصاب حقنة من الأدرينالين (الإبينيفرين)، وذلك يجب أن يتم في الوقت المناسب. أما عن كيفية حدوث المتلازمة المذكورة، فهي تتشابه مع التهاب الأنف التحسسي، والذي يؤدي بجهاز المناعة أن يعامل غبار الطلع كأنه مادة غريبة غازية للجسم، ما يحث على العطس وسيلان الأنف وتدميع أو حكة العينين وغير ذلك من الأعراض التي تعمل على طرد المادة الغريبة من الجسم. أما المتلازمة المذكورة، فهي تنجم عن سبب مماثل، حيث أنها تحدث نتيجة استجابة تحسسية تجاه تفاعل غبار الطلع مع البروتينات المشابهة لتلك التي تتواجد أحيانا في الفواكه والخضروات، ما يؤدي إلى معاملتها كأنها جسم غريب يغزو الجسم ويجب طرده. وتجدر الإشارة إلى أن الشخص عادة ما يكون مصابا بالتهاب الأنف التحسسي قبل إصابته بالمتلازمة المذكورة.
وتتضمن الفواكه والخضروات التي قد تسبب أعراض هذا التحسس ما يلي: - الموز والشمام والكانتالوب والبطيخ ولطماطم وبذور القرنبيط (الزهرة) والكوسا وغير ذلك. وذلك لمن يتحسسون من عشبة الرجيد (Ragweed). - التفاح والكيوي والإجاص والدراق والبرقوق والبقدونس والجزر والبندق واللوز. وذلك لمن يتحسسون من لقاح البتولا (Birch Pollen). - الموز والأفوكادو والكيوي والبابايا. وذلك لمن لديهم حساسية ضد اللثي، أو ما يسمى باللاتيكس، وهي مادة تصنع منها منتجات عديدة، أهمها القفازات الطبية. أما عن العلاج، فغالبا ما يكون بالابتعاد عن الفواكه والخضروات التي تسبب الأعراض المذكورة. أما إن كانت مفضلة لدى المصاب، فبإمكانه اتخاذ الاحتياطات التالية قبل تناولها: - القيام بطهيها، ذلك بأن الحرارة تقوم بتحليل وإحداث تغيرات في البروتينات المثيرة للأعراض، ما يجعل جهاز المناعة يتوقف عن استهدافها. - القيام بتقشيرها، فتقشير التفاح، على سبيل المثال، قد يساعد على عدم الإصابة بالأعراض التحسسية، ذلك بأن معظم البروتينات التي تحثها تكون في القشرة. - تناول المعلبة منها، فالتعليب أيضا يقوم بتحليل البروتينات المثيرة للأعراض. ومن الجدير بالذكر أنه على مصاب هذه المتلازمة اللجوء إلى طبيب الأمراض المناعية، وذلك للتأكد من أن الأعراض ناجمة عن هذه المتلازمة وليس عن تحسس أكثر خطورة أو يحتاج إلى علاج ما. فضلا عن ذلك، فقد يعطى المصاب أو من يقوم برعايته جرعات من الأدرينالين لاستخدامها في الوقت المناسب حسب إرشادات الطبيب. المراجع www.foodallergy.org