لاينطبق بالتأكيد المقطع الغنائي الشهير "الدنيا ربيع والجو بديع" بما يحمله من بشائر الفرح بصبا الطبيعة ورونقها المتجدد على جميع الناس.. فصل الربيع ينقلب إلى كابوس يؤثر في حياة الأفراد لأن البعض لايرون في الربيع, للأسف, وجهه المشرق, بقدر ما تترافق لديهم طلائعه بقلق مقض مما ينتظرهم من معاناة مع داء الحساسية الربيعية. فإذا كان التغني بفصل الربيع سمة غالبة, باعتباره موسما تتفتح فيه الأزهار وتكتسي خلاله الطبيعة حلة خضراء وأخرى متنوعة الألوان والأشكال, فإن قدومه يشكل بالنسبة للبعض كابوسا مزعجا ومصدر معاناة وآلام, وانغماسا في حالة من العطس المتكرر والاستعمال المفرط للمناديل وغيرها من الأعراض المزعجة التي يسببها تأثر البعض بداء الحساسية الموسمية في فصل الربيع وأحيانا الصيف. فبمجرد ما تبدأ الأزهار موسم تفتحها لتضفي رونقا متميزا على الطبيعة, تستعر معها أعراض داء الحساسية لدى البعض, إذ تمثل حبوب اللقاح والأتربة الناعمة والفطريات وغيرها من الفيروسات أهم مهيجات التحسس الربيعي. وبالرغم من اختلاف العوامل المسببة لهذا الداء الموسمي, إلا أن "غبار الطلع الربيعي" يظل المؤثر الرئيسي, تضاف إليه بعض المؤثرات الأخرى مثل بعض أنواع الأشجار والأتربة وملوثات الجو, التي يتفاعل معها جهاز المناعة بإفراز الجسم لمادة تسمى "هستامين", تكون المسؤولة عن ظهور أعراض التحسس الربيعي في الأنف والعيون والحلق. وللتخلص من الأجسام الغريبة تنشط عملية فرز المواد المخاطية المغلفة للممرات الهوائية التنفسية, في سعي للتخلص من مادة "الهستامين" الكيميائية التي تحدث اضطرابات لدى المرضى, تحيلهم مع كل إطلالة ربيع إلى حالة من الانزعاج المحبط. وينشأ التحسس الربيعي أو ما يعرف ب "ربو الحشائش" عادة نتيجة غبار طلع الحشائش والأشجار والأزهار والأعشاب, حيث تظهر أعراض سيلان الأنف وصعوبة التنفس, وتدمع العينان ويتجه لونهما إلى الاحمرار مع رغبة شديدة في حكهما, كل ذلك مرفوقا بجفاف الحلق والعطس المتكرر, مع ما ينال المريض من شعور بعدم الارتياح والانفعال أحيانا. كما يشكل التلوث البيئي أحد العوامل الرئيسية في زيادة وارتفاع عدوانية هذا النوع من الحساسية, خاصة وأن غالبية المصابين الجدد يقطنون بالحواضر الكبرى والمدن الصناعية. + عندما ينقلب فصل الربيع إلى كابوس يؤثر في حياة الأفراد + ويعد التحسس الربيعي, بالأساس, حالة موسمية تبرز أعراضها خلال فترة الربيع, لكنه يمتد أحيانا لدى بعض الأشخاص إلى فصل الصيف. وهكذا, تتحول حياة المرضى إلى إزعاج مستمر, ولا سيما أولئك الذين يعانون من داء الربو, حيث تزداد المخاطر التي تهدد صحتهم مع بداية فصل الربيع.