أكدت دراسة برازيلية أن تقليل الزوج من شأن وأهمية زوجته يؤثّر سلبياً على معنوياتها ويؤدّي إلى شعورها بالدونية. ولفتت الدراسة ان هذه العادة من قبل الزوج المغرور تعتبر سمّاً قاتلاً للعلاقة الزوجية والنتيجة تكون في أغلب الأحيان الطلاق، وأضافت أن على المرأة أن تتأمل وتفكر فيما إذا كانت قادرة على الاستمرار في علاقة زوجية تجد فيها نفسها صفراً على الشمال. العلاقة المسمومة: وصفت الباحثة الاجتماعية البرازيلية لويزا مايا (52 عاماً) العلاقة التي يعمد الزوج فيها دائماً إلى التقليل من شأن وأهمية زوجته بأنها علاقة مسمومة. ففي كل مرة ينتقد الزوج زوجته لأتفه الأسباب تشعر المرأة وكأن أفعى قد لدغتها وتسرّب السمّ إلى داخلها. وقالت لويزا، مدرسة العلوم الاجتماعية في جامعة "يونيبان" في مدينة ساو باولو إن تقليل الزوج من أهمية زوجته أمام الآخرين بشكل خاص يمتصّ كل طاقة إيجابية لديها، ويحطّم روحها المعنوية فتصبح كالضائعة في عالم مجهول. وأضافت أن بقاء المرأة مع رجل من هذا النوع متعب ومؤلم نفسياً. وأوضحت الباحثة البرازيلية أن على المرأة المرتبطة برجل يقلّل من شأنها بشكل دائم أن تحلّل وضعها، وتسأل زوجها بصراحة عن العيوب التي يجدها فيها لكي تتجنّبها، ويتوجّب عليها أيضاً أن تواجه الزوج في كل موقف بشكل منفصل لتسأله عن الخطأ الذي ارتكبته لتستحقّ التوبيخ الدائم الموجّه إليها من قبله. رجال لايعجبهم العجب: قالت لويزا في دراستها التي نشرتها مجلة "فيدا دا موليير" التي تعني بالعربية "حياة المرأة" والتي أوردها موقع "تيرا" البرازيلي على الإنترنت إن هناك صنفاً من الرجال لايرضون عن شيء في حياتهم ومهما فعلت المرأة فإنهم يتذمّرون. وأضافت أن ذلك يحيّر المرأة تماماً بحيث تفكر في بعض الأحيان بأنه لاقيمة لها في الحياة. وكثيرات هنّ اللواتي يشعرن بالذنب لاعتقادهنّ بأنّ الخطأ فيهنّ، وإلا لما قلّل زوجها من شأنها بشكل دائم. وهذا ،مع الأسف، يأتي ضمن منطق المرأة بسبب حساسيتها وشعورها بالمسؤولية عن أخطاء ربما لاوجود لها على أرض الواقع. وأضافت الباحثة البرازيلية أنه من المهم جداً أن تفرّق المرأة بين الانتقادات التي تكون في محلها، وبين التقليل من شأنها كامرأة وكزوجة. ويجب أن تتأمل جيداً في حقيقة أن الانتقادات اللاذعة، ومن دون سبب، تأتيها من أقرب الناس. سكوت المرأة يزيد المشكلة: أشارت لويزا إلى أن بعض النساء يسكتن على انتقادات الزوج من قبيل الاحترام أو من قبيل إطاعة الزوجة لزوجها. السكوت على انتقادات الزوج المغرور يجب ألا يكون طويلاً، لأنه ثبت أن عدم الرد يحرّض الآخر على التمادي وفقدان كل سبل الاحترام. وقالت إن ذلك لايعني أن تفتح الزوجة جبهة قتال مع الزوج، بل يجب أن تعلم لماذا يستمر هذا الأخير في التقليل من أهميتها؛ فإن كانت هناك أخطاء فعلاً يجب أن تعرفها، ويجب أن تصرّ على معرفة الأسباب التي تدفعه إلى التقليل من شأنها سواء كانت وحدها أو أمام الآخرين. هل ندم على الزواج منها؟ سؤال وجيه يجب أن تطرحه المرأة على زوجها إذا لم يكن راضياً على الزواج. وعن هذه النقطة، قالت الباحثة البرازيلية إن هناك رجالاً يندمون على الزواج ولكنهم لايملكون الشجاعة على مصارحة زوجاتهم، فتبدأ المماطلة بانتظار أن تطلب الزوجة الطلاق. وأضافت لويزا أنه صحيح أن لكل إنسان شخصيته ومزاياه وسلبياته، إلا أن هناك حدوداً للتمادي والتطاول على الآخرين، وبشكل خاص تمادي الرجل وتطاوله على الجنس الناعم. يجب أن يملك الرجل النادم على الزواج الشجاعة لمصارحة زوجته لإنهاء العلاقة قبل أن تدخل مرحلة يبدأ معها التجريح وتتفاقم المشاكل، وتبدأ علامات استفهام غامضة بالظهور. هل صحيح أن هناك نساء يحببن تلقّي الإهانات من الرجال؟ يقول البعض إن هناك نساء يحببن أن يكون الرجل خشناً لكي تشعر برجولته. وهذا، برأي الباحثة البرازيلية، يعتبر نظرية خاطئة ،لأن المرأة تحب الصفات الرجولية في الرجل وليس الخشونة وقلة الأدب والتطاول عليها. كما تحب أن يكون الرجل قوياً وحساساً وكريماً ولطيفاً ومؤدّباً معها. ولكن هناك ، مع الأسف، استثناءات من حيث أن بعض النساء يعتقدن بأن الرجل لايكون رجلاً إلا إذا كان قاسياً مع المرأة.