يرفع الستار مساء الجمعة بقصر المؤتمرات بمراكش عن فعاليات الدورة 13ال للمهرجان الدولي للفيلم الذي يرسخ مكانته في خريطة المواعيد السينمائية الدولية ببرمجة مشرعة على تجارب إبداعية متنوعة في سماء الفن السابع. وحفاظا على نفس القوة الإشعاعية وتكريسا لجاذبيته المتنامية عبر الدورات، يستقطب المهرجان نخبة من طليعة مبدعي وصناع السينما عبر العالم، تحت سقف التنوع والتلاقح. وبدت أولى إشارات هذا الرهان من خلال الإعلان عن اسم كبير على رأس لجنة تحكيم مسابقة الافلام الطويلة، وهو المخرج الأمريكي المخضرم مارتن سكورسيزي. وتوالى بعد ذلك الاعلان عن قائمة الأسماء التي ستتألق على البساط الأحمر للمهرجان، من قبيل الممثلة الامريكية شارون ستون والفرنسية جولييت بينوش والمخرج الايراني عباس كيرو ستامي والروائي والسينمائي الافغاني عتيق رحيمي، إضافة الى أسماء مغربية وعربية وازنة، في مقدمتها الممثل المغربي محمد خيي الذي يكرم المهرجان مساره السينمائي المتميز. وعلى درب انفتاحه المتواصل على أقصى تخوم الإنتاج السينمائي، توقع الدورة ال13 لحظة تكريم للسينما الاسكندنافية، التي وصفها نور الدين الصايل نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بأنها ” سينما عتيدة ” في تاريخ الفن السابع، مشيرا إلى أن “المخيلة الاسكندنافية ساهمت منذ الثلاثينيات والأربعينيات في تشكيل المخيلة السينمائية الأوروبية بشكل أساسي”. وأبرز الصايل أن سينمائيين أمثال الدنماركي كارل درير وبعده السويدي إنغمار بيرغمان ، كانوا من المؤسسين للخطاب السينمائي المعاصر الذي يفرض الآن نفسه كأساس من أسس الكتابة السينمائية. وتعرف المسابقة الرسمية للدورة مشاركة 15 فيلما تمثل تجارب ومدارس سينمائية مختلفة. وتعد جل الأفلام المنتقاة للمشاركة في المسابقة عبارة عن أعمال أولى أو ثانية، الأمر الذي ينسجم مع رهان إدارة المهرجان على اكتشاف أساليب وتجارب إبداعية جديدة في الفن السابع. وتحضر السينما المغربية في المسابقة من خلال عملين في إطار الإنتاج المشترك. ويتعلق الأمر بفيلم “حمى” (فييفر) وهو إنتاج مغربي فرنسي من إخراج هشام عيوش. ويشارك في بطولته ديديي ميشون وسليمان الدازي وفريدة عمروش ولونيس تازايرت وتوني هاريسون. أما الفيلم الثاني فهو “خونة” (ترايترز)، من إنتاج مغربي أمريكي، وإخراج شين غوليت. ويلعب بطولة الفيلم شيماء بن عشا، وصوفيا عصامي ونادية نيازا وإدريس الروخ ومراد الزكندي ومرجانة العلوي. وتشمل باقي قائمة أفلام المسابقة الرسمية أفلام “أكان” (مرة أخرى) من اليابان و”باد هير” من فينزويلا و”بلو روين” من الولاياتالمتحدة و”هانغ جونغ جو” من كوريا الجنوبية و”هوتيل” من السويد و”الآن، هذه حياتي” من بريطانيا و”إيدا” من بولندا و”المسيرة” (لامارش) من فرنسا و”ميدياس” من الولاياتالمتحدة وايطاليا والمكسيك و”ذي غامبلر” من ليتوانيا وليتونيا و”المسبح” من كوبا وفينزويلا و”ذو ويشفول ثينكرز” من اسبانيا و”عاشت الحرية” من إيطاليا. ودعما للمواهب السينمائية الصاعدة، تواصل الدورة تقليدا دشنه المهرجان عام 2010 ، يتمثل في جائزة الأفلام القصيرة لمدارس السينما، التي يترأس لجنة تحكيمها المخرج المغربي نور الدين الخماري. وتتطلع مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من خلال هذه المسابقة، الى خلق فضاء سينمائي للاندماج المهني بالنسبة لسينمائيين في بداية الطريق، من خلال إتاحة فرص للاحتكاك بصناع سينما مخضرمين. وتسلم جائزة الأفلام القصيرة لمدارس السينما في حفل اختتام المهرجان يوم الجمعة 6 دجنبر. وتمنح الجائزة التي تبلغ قيمتها 300 ألف درهم، مخصصة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الى الفائز من أجل انجاز فيلمه القصير الثاني. كما يقترح مهرجان مراكش مجموعة من الأفلام خارج المسابقة الرسمية، تعكس تنوع التجارب والرؤى في الإبداع السينمائي العالمي. ويتصدر قائمة هذه الأفلام الفيلم الهندي رام ليلا للمخرج سانجاي ليلا بهانسالي، الذي سيعرض في افتتاح الدورة، بشكل متزامن في قصر المؤتمرات وساحة جامع الفنا، كرسالة انفتاح من لدن المهرجان على المدينة الحمراء. دورة 2013 هي أيضا ملتقى المخرجين المخضرمين الذين يتقاسمون أسرار مسارهم الابداعي مع الجمهور والمختصين، في إطار فضاء “الماستر كلاس” الذي يختزل لقاء جمهور مراكش مع تجارب سينمائية فريدة عبر العالم.