تضاربت الروايات حول هوية من قام بوضع نقاب أسود على وجه تمثال أم كلثوم بالقرب من ميدان الثورة في المنصورة. فاتهم البعض الإسلاميين بذلك، وقال بعض آخر إن الثوار فعلوها في إشارة منهم لتقييد الحريات في عصر الاخوان. القاهرة: في الذكرى الثانية للتنحي، تصدر التمثال الذي صنعته وزارة الثقافة المصرية قبل سنوات في عهد الوزير الأسبق فاروق حسني لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم، عناوين الأخبار طوال يوم أمس، بعد أن قام مجهولون بوضع نقاب على وجه التمثال في سابقة هي الأولى من نوعها، وذلك بالتزامن مع تصاعد الانتقادات الموجهة لحكم الإخوان بسبب الإنتقاص من حقوق المرأة في ظله. وتضاربت الروايات حول هوية الأشخاص الذين قاموا بوضع النقاب الأسود على وجه تمثال أم كلثوم الموجود بالقرب من ميدان الثورة في المنصورة، حيث اتهم البعض إسلاميين بذلك الفعل، فقد سبق لهم وغطوا تمثالاً في الإسكندرية، إذ أنه تم وضع النقاب على التمثال بعد رسم جرافيتي على جدارية كبيرة كتب عليها: "الميدان مش للخرفان". وقال البعض الآخر إن الثوار قاموا بهذا الفعل في إشارة منهم لتقييد الحريات في عصر الاخوان. ومهما كانت هوية الفاعل وهدفه، فإن الأمر أثار غضب المواطنين وسخطهم، حيث يعتبر التمثال رمزاً للفن المصري، والتعامل معه بهذه الطريقة هي إهانة ورسالة موجهة، حسب وصفهم. يذكر أن التمثال يرجع لابنة محافظة الدقهلية، وأهدته وزارة الثقافة لمدينة المنصورة تخليدًا لذكراها، لإنتمائها لقرية طمى الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، وضع التمثال على رقعه خضراء أمام مبنى محافظة الدقهلية، وتم صنعه من "الفيبرغلاس".
وخرجت مسيرة حاشدة للقوى الثورية في مدينة المنصورة متوجهة الى مكان التمثال الذي يقع في قلب المدينة وقام النشطاء بإزالة النقاب من على وجه التمثال، فيما حاولت إيلاف الإتصال بمكتب وزير الثقافة لمعرفة الرد الرسمي على ما حدث، والإجراءات التي ستتخذها الوزارة لحماية الممتلكات العامة ذات الطابع الثقافي، لكن مكتب الوزير رد بعدم وجود معلومات حول حقيقة ما حدث وأن التمثال تابع للمحافظة وليس للوزارة. وأثار الموقف سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "تويتر" حيث تداولوا صورة التمثال بالنقاب على نطاق واسع، معلّقين بسخرية: "أم كلثوم ارتدت النقاب بس يارب تثبت بقى وتبقى على قناعة". بينما علّق عضو جبهة الإبداع عمرو القاضي ل"إيلاف" قائلاً إنهم لا ينتظرون ردود فعل رسمية عمّا حدث لأن النظام لا يعترف بالأدب والفنون، ومن ثم يصمت على ارتكاب مثل هذه الجرائم التي تحاول النيل من الفنون، وما يقدمه المبدعون. وأضاف القاضي أن الرهان الحقيقي على الشعب الذي سيرفض كل المحاولات التي تنتقص من قدر الفنون والإبداع، موضحاً أن تجاهل هذه التصرفات هو الحل الأمثل لأن أم كلثوم ليست مجرد تمثال وستبقى خالدة بأغانيها وأعمالها الفنية.