أثبتت دراسة أميركية صادرة عن «مركز صحة المرأة» Women's Health Clinic (WHC) أن هناك ما يقارب 9 ملايين سيدة قد يعانين من متلازمة التوتر السابق للحيض، وأن حوالي 800.000 منهن يتأثّرن بشكل ملحوظ من أعراضها الشديدة. وبناءً على استقصاء حديث عن «مركز صحة المرأة»، تناول 1500 سيدة تتراوح أعمارهن ما بين 30 إلى 45 عاماً، وجد أن نسبة اللاتي لا يستطعن ممارسة حياتهن بشكل طبيعي لمدّة 10 أيام من كل شهر بسبب أعراض هذه «المتلازمة» قد يتراوح ما بين 15 إلى 35%. «سيدتي» اطّلعت من أستاذة التغذية العلاجية في «المركز الطبي الدولي» IMC سمية صالح، على أسباب الإصابة بأعراض تلك المتلازمة، وأهمية الغذاء الصحي في الحدّ منها. ثمة أعراض بدنية ترتبط بمتلازمة التوتر السابق للحيض والتي قد تعاني منها نسبة كبيرة من النساء في مرحلة ما بعد فترة التبويض تحديداً، وذلك في الأسبوعين السابقين لبدء الدورة الشهرية، ثم ما تلبث أن تزول بمجرّد نزول دم الحيض، وتمتثّل في: ظهور حب الشباب وانتفاخ ومغص في البطن وترهّل في الثدي وتغيّر في حركة الأمعاء والغثيان والشعور بالآلام والوخز والصداع وآلام في أسفل الظهر. أمّا الأعراض النفسية فتتمثّل في الشعور بالقلق والإحباط المؤقّت والتغيّر في الشهيّة والخمول والإرهاق والتقلّبات المزاجية والصعوبة في التركيز والشعور بثقل زائد في الجسم. وقد توصّل الباحثون إلى أن بعض النساء قد يعانين من الأعراض البدنية فقط، بينما يعاني البعض الآخر من الأعراض النفسية، وثمة فريق ثالث يشكو من كل هذه الأعراض والتي قد تختلف في شدّتها من المعتدلة إلى الأكثر شدّة، ثم تتدرّج إلى الحدّ الذي تكاد تكون فيه غير محتملة. وتؤدّي الإصابة ببعض الأمراض كالربو والصداع النصفي إلى وضع أكثر سوءاً. ومعلوم أن هناك علاقة بين الإختلال في الهرمونات في الجسم ومتلازمة التوتر السابقة للحيض، فقد وجد أن السيدات اللاتي لا تفرز أجسامهن الكميّة المناسبة من هرمون «البروجسترون» وهو الهرمون الأنثوي الذي تفرزه المبايض في أثناء النصف الثاني من الدورة الشهرية يكنّ أكثر عرضة لهذه المتلازمة. وفي هذا الإطار، أشار بحث إلى أن 74% من السيدات اللاتي يعانين من الوزن الزائد أو يكثرن من تناول الأطعمة الغذائية المشبعة بالدهون والسكر المكرّر يكنّ أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة. وقد حدّد اختصاصيو التغذية عدداً من الخطوات التي من شأنها التحكّم في متلازمة التوتر السابق للحيض، أبرزها:
النظام الغذائي الأطعمة الواجب تناولها: يساعد تناول الوجبات المنتظمة والأطعمة الصحية المتمثّلة في كميّات كبيرة من الألياف والسوائل في الحدّ من مشكلة الإمساك الذي يصيب بعض النساء في فترة ما قبل الحيض، كما تلعب الكربوهيدرات (الشوفان والخبز المصنوع من القمح غير المقشور والأرز البني) دوراً في الحفاظ على ضبط معدلات السكر في الدم وتبطئ من حركة الهضم. أمّا النشويات فتحسّن الحالة النفسية وتعمل على رفع معدلات هرمون «السيروتونين» في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة وتجديد الطاقة ومقاومة الشعور بالإكتئاب. وفي هذا الإطار، ينصح الخبراء بالمواظبة على تناول النشويات بين الوجبات الرئيسة، خصوصاً في خلال النصف الثاني من الفترة التي تسبق موعد الدورة الشهرية الجديدة. الأطعمة الواجب عدم الإفراط في تناولها: وفقاً للنتائج المخبرية الحديثة، حُدّدت لائحة بالأطعمة الرديئة الواجب التقليل من استهلاكها لتجنّب الإصابة بمتلازمة التوتر السابق للحيض، أبرزها: - المواد السكرية (الحلوى والكعك) والمشروبات الغازية، إذ تبيّن أنّها تسبّب الإرتفاع ثم الإنخفاض السريع لمعدّلات السكر في الدم، ما يزيد الشعور بالقلق والتوتر، إلى جانب احتمالية الإصابة بالإنتفاخ. - الأطعمة المالحة والتي تجعل الجسم يحتفظ بالماء، ما يزيد من الشعور بالإنتفاخ قبل موعد الدورة الشهرية الجديدة. ومن هذا المنطلق، ينصح المتخصّصون باستبدال الملح بالأعشاب والبهارات، مع تجنّب تناول الأطعمة المدخّنة أو المحفوظة الغنيّة بالأملاح واستبدالها بتلك الأسماك المحفوظة في الزيت. - التقليل من تناول الكافيين الذي يزيد من أعراض المتلازمة ويقلّل من امتصاص المواد الغذائية الأساسية. وفي هذا الإطار، يعدّ الشاي والقهوة والمشروبات الغازية من بين أكثر المشروبات المحتوية على الكافيين والتي يُنصح باستبدالها بالمشروبات العشبية المهدّئة للمغص والمساعدة على الإسترخاء كالنعناع المغلي واليانسون والكركديه.ولكن، يجدر تلافي تناول القرفة في أثناء الدورة الشهرية، حيث ثبت أنها تعمل على زيادة السيولة بالدم والنقص في الطاقة.
العلاج التكميلي تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول بعض العلاجات التكميلية بالجرعات الموصى بها وبإشراف الطبيب المتخصّص قد يساعد في التخفيف من أعراض الإصابة بالمتلازمة، أهمها:
عشب الأرثد Vitex agnus castus: أظهرت نتائج دراسة صادرة عن «مركز بحوث الأعشاب» Herbal Medicine Research Centre (HMRC) أن عشبة الأرثد المعروفة باسم «شجرة مريم» قد تحتوي على فوائد عدّة تحدّ من شدّة أعراض متلازمة التوتر السابق للحيض، كالتغلّب على آلام الظهر المصاحبة للدورة الشهرية والتخلّص من الصداع والإنفعال الزائد ورفع الروح المعنوية وتحسين الحالة المزاجية. وقد شملت هذه الدراسة 170 سيّدةً خضعن لتناول 20 ملليغراماً من عشب الأرثد أثناء فترة الحيض، ما نتج عنه تحسّن ملحوظ في التخلّص من الأعراض التي كانت تعاني منها تلك المجموعة، مقارنة بالمجموعة الثانية من السيدات اللواتي خضعن إلى تناول الأدوية المسكّنة للصداع أو المغص.
عشب عصبة القلب: أظهرت دراسة متخصّصة أن هذا العشب قد يساعد في تحسين الحالة المزاجية، ويستخدم لعلاج حالات الإكتئاب البسيطة والمتوسّطة. وفي هذا الإطار، يوصي الباحثون بضرورة استشارة الطبيب المتخصّص في حال استخدامه مع عقاقير أخرى، إذ قد يؤثّر تناوله على الطريقة التي تعمل بها تلك العقاقير في الجسم كتقليله من تأثير الحبوب المنظّمة للدورة الشهرية.
أحماض «أوميغا 3»: تتوافر في الأسماك الطازجة (التونا والسلمون) وترفع الروح المعنوية وتحسّن الحالة النفسية، خصوصاً في الفترة السابقة لموعد الدورة الشهرية الجديدة. لذا، ينصح الباحثون بالمواظبة على تناولها لما لها من فوائد جمّة على الصحة النفسية والحالة البدنية للفرد