عرى "فتوات" العدالة والتنمية على سواعدهم من أجل جلد كل من سولت له نفسه أن يشوش على "كبيرهم" عبدالإله بنكيران. ولم يكن أربعة من الأطر العليا بجهة الدارالبيضاء الكبرى يعلمون أنهم سيتعرضون لمختلف أشكال الدفع والرفس لمجرد أنهم حضروا المؤتمر الجهوي للحزب على أساس إسماع صوتهم لرئيس الحكومة، الذي يبدو أنه لم يجد من وسيلة لإخراس صوت المعطلين سوى رفع شعار "العصا لمن عصا"، واعتماد منطق "الفلقة" المتبع في الكتاتيب القرآنية التي تخرج منها العديد من "مناضلي" حزبه. الاعتداء تم أمام أعين المؤتمرين، الذي عمت صفوفهم حالة من الفوضى، ولم تكن الوقائع بحاجة إلى الكاميرات التي ينوي وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، تنصيبها لدى الضابطة القضائية من أجل تسجيل جلسات التحقيق والاستنطاق للذين يمثلون أمامها قصد التحقيق معهم في تهمة من التهم. ولم يجد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ما يُبرر به ما قامت به " الشبيحة"، غير القول إنه لم يعد يقبل "التشويش"، وهي كلمة يستعملها عبدالإله بنكيران بكثرة، بل إن الرجل غدا يحسب كل إبداء رأي معارض له، أو انتقاد لأداء الحكومة، أو قيام بوقفة احتجاجية، أو مناقشة في البرلمان تشويشا عليه، وعلى مشروعه "الإصلاحي" الذي لم ير منه المغاربة إلا الزيادة في أسعار المحروقات، والبقية تأتي... لكن السؤال الذي ينسى رئيس الحكومة أن يطرحه على نفسه هو: من هم المشوشون الحقيقيون على عمل الحكومة "الملتحية"؟ الجواب بسيط جدا، إنهم نفر من وزارئه و"مناضلي" حزبه الذي اختاروا أن يضعوا رجلا في الأغلبية وأخرى في المعارضة أو كلتا الرجلين. ألم يتساءل عبدالإله بنكيران عن جدوى نشر لائحة "لا كريمات" أو غياب الوزراء عن البرلمان أو الوقوف ضد تنظيم المهرجانات، و ألم يسأل نفسه عن دوافع الخرجات الإعلامية لعضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عبدالله بوانو، الذي يبدو أنه انفلت من قبضة رئيس الحكومة وعلى وشك أن يصبح خصما له؟ هؤلاء هم المشوشون الحقيقيون...؟