يواجه التلفزيون منافسة شرسة من الأجهزة اللوحية والخلوية والكمبيوتر، فتراجعت نسبة مشاهديه خلال النصف الأول من العام في اليابانوالولاياتالمتحدةوألمانيا في اتجاه قد ينسحب على بلدان العالم أجمع، على ما كشفت دراسة نشرتها شركة "ميدياميتري يوروداتا تي في وورلدوايد". وأجريت هذه الدراسة التي أظهرت أن البرامج الرياضية والإخبارية هي التي تسجل أعلى نسبة من المشاهدين، بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس، وشملت 5500 قناة تستقطب ثلاثة مليارات مشاهد.
وصرح جاك براون نائب رئيس شركة "يوروداتا تي في وورلدوايد" خلال مؤتمر صحافي "نمر بسنة انتقالية نشهد فيها للمرة الأولى انخفاضا في مدة مشاهدة الفرد الواحد للبرامج التلفزيونية في بعض البلدان".
وقد واصلت مدة مشاهدة الفرد الواحد للبرامج التلفزيونية ارتفاعها في فرنسا واسبانيا وبريطانيا وهولندا، غير أن الاميركيين الذين يعتبرون أكبر مستهلكين للبرامج التلفزيونية في العالم قد شاهدوا التلفزيون لمدة 4 ساعات و50 دقيقة في اليوم الواحد بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس، أي أن مدة المشاهدة قد تراجعت أربع دقائق في العام الواحد.
أما اليابانيون وهم أيضا من كبار متتبعي البرامج التلفزيونية، فهم قد شاهدوا التلفزيون لمدة أقل بدقيقتين بالمقارنة مع العام 2011، أي طوال 4 ساعات و29 دقيقة. وأمضى الألمان مدة أقل بأربع دقائق أمام شاشات التلفاز (3 ساعات و40 دقيقة).
ويعزى هذا الانخفاض إلى تزايد المحتويات التي تبث على الانترنت بصورة مباشرة او غير مباشرة من جهة، ونجاح الركائز الخلوية لا سيما في اوساط الشباب، من جهة أخرى.
فقد ارتفعت مدة المشاهدة دقيقة واحدة في بريطانيا وخمس دقائق في هولندا، غير أنها تراجعت بمعدل سبع وخمس دقائق على التوالي في البلدين في أوساط الشباب.
ولفت جاك براون إلى أن "الأجهزة التلفزيونية باتت متوافرة بنماذج محمولة، كما كانت الحال بالنسبة إلى جهاز الراديو الترانزستور. وقد تضاعفت مبيعات الأجهزة اللوحية، حتى أنها ازدادت أربع مرات في بعض البلدان".
ولا تزال الشاشة التلفزيونية الركيزة الأولى من دون منازع للمحتويات المرئية المسموعة، وتعتبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب الشخصية من الشاشات المكملة. لكن ينبغي على التلفاز ان يلتحق بموجة "المهام المتعددة" (مالتيتاسكينغ) التي تسمح للمشاهدين بمشاهدة الشاشة وإرسال رسائل نصية والاطلاع على بريدهم الإلكتروني وتصفح الانترنت في الوقت عينه.
وأوضحت أماندين كاسي مديرة مركز الدراسات الدولية التابع لشركة "ميدياميتري" أن "ممارسة مهام متعددة ليست حكرا على نسبة قليلة من المستخدمين، بل هي ظاهرة تزداد انتشارا".
وتدفع هذه الظاهرة القنوات التلفزيونية إلى الابتكار أكثر فأكثر، من خلال ألعاب اجتماعية وتطبيقات ومنصات ومحتويات تستحدث خصيصا للانترنت وترافق البرامج التي تبث على الشاشات التلفزيونية.
وقد شكلت دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة فرصة لاختبار مبادرات جديدة. فقد أطلقت خدمة المدونات الصغرى الصينية "سينا وايبو" لعبة اجتماعية تحت اسم "وايبو غايمز 2012" لقيت نجاحا كبيرا. وعرضت قناة "ان بي سي" الأميركية تطبيقا يسمح بمشاهدة المسابقات مجددا من زاويا مختلفة.
وأصبحت الألعاب التفاعلية تسبق بعض المسلسلات التلفزيونية مثل "أنغروغاج" في فرنسا و"تاتورت" في ألمانيا و"دالاس" في الولاياتالمتحدة، أو مسلسل "ذي سبايرل" الذي يعرض بالتزامن في سبعة بلدان أوروبية.
وفي حال أديرت هذه المبادرات إدارة حسنة، من شأنها أن تزيد عدد مشاهدي البرامج التلفزيونية. فقد سمحت أشرطة الفيديو التي تعرض على الانترنت بين كل حلقة من مسلسل الرعب "أميركن هورور ستوري" لقناة "إف إكس" الأميركية بزيادة عدد مشاهديها ثلاث مرات.