استنكر الأزهر الشريف في بيان له ما وصفه بالدعوات الفوضوية التي تناولتها وسائل إعلام غربية وعالمية إزاء ما يسمى ب"اليوم العالمي لمحاكمة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)". ووصف الأزهر الذين يُعدون لها ب"فئة من ذوي النفوس الحاقدة والعقول المريضة التي طالما وقفت من الإسلام والمسلمين موقف الشبهات والأغراض الرديئة، تحت دعوى حرية الرأي والتعبير".
ودان الأزهر هذه "الدعوات المتطرفة التي تُشعل روح العنصرية الدينية والطائفية، وتُهدد أمن المجتمعات واستقرارها".
وقال الأزهر في بيان أصدره الاثنين إن الإسلام رسالة إلهية خاتمة أوحى بها الله تعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي رسالة عامة للناس جميعا، وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي هداية للناس في كل شؤونهم الدينية والسياسية والاقتصادية، جاء بالسلام وأمر بالعدل ودعا إلى الإحسان بين الناس جميعا.
وعن اتهام الإسلام بأنه دين وضعي أو بشري قال الأزهر إن هذا الاتهام "هوس وسخافة وضلال في الفكر والرأي، وهو ليس بجديد بل ردده كفار قريش في زمن النبي، وسوف يُردده كلُّ من ينتمي إليهم من المنحرفين قديما وحديثا ومستقبلا".
وأشار البيان إلى أن الإسلام دين التعايش والتآلف والتعارف بين الناس، وهو دين العقل والمنطق الذي يدعو إلى حوار الحضارات والتعايش السلمي، وليس دين صراع الحضارات وبث الكراهية وإثارة الصدام والعداء بين الشعوب، وهو دين المودة والبر والتعاطف مع أهل الأديان الأخرى المسالمين.
وأشاد الأزهر في بيانه بموقف "بعض الأصوات العاقلة من إخوتنا من أبناء الديانات السماوية الأخرى داخل البلاد (مصر) وخارجها، والتي رفضت تلك الدعوات العنصرية المتطرفة، ودعت إلى الحوار والتسامح بدلا من الدعوة إلى التنابذ والتباغض التي تُفرق ولا تجمع، وتهدم ولا تبني، وتُفسد ولا تُصلح".
وكان عدد من المسيحيين المصريين بالولايات المتحدة ممن يُطلق عليهم أقباط المهجر، والقس الأميركي المتطرف تيري جونز، وما يسمى بالهيئة العليا للدولة القبطية، قد أعلنوا إقامة محاكمة شعبية للرسول عليه الصلاة والسلام غدا الثلاثاء في ذكرى هجمات 11سبتمبر تحت اسم "اليوم العالمي لمحاكمة محمد".
وتعقد المحاكمة بكنيسة القس تيري جونز صاحب واقعة حرق المصحف الشهيرة في فلوريدا.