يدينان من أراد إحراق نسخ من القرآن الكريم وإدانة واحتجاج دولي عبر المجلس العلمي الأعلى عن إدانته لما صرح به متطرفون في كنيسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية من التخطيط لإحراق نسخ من القرآن الكريم. وفي ما يلي نص البلاغ الذي أصدره المجلس، اليوم الخميس، بهذا الخصوص : " إن المجلس العلمي الأعلى وبعد أن بلغه ما صرح به متطرفون في كنيسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية من التخطيط لإحراق نسخ من القرآن الكريم يعبر عما يلي: 1/ الاستنكار القوي لهذا التخطيط الشنيع للمس بكتاب يصون قيم التوازن والتسامح على مستوى الإنسانية برمتها. 2/ يسجل بكيفية إيجابية ردود فعل الإدانة من قبل كثير من الأوساط الدينية والرسمية وغيرها على المستوى الدولي خاصة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية . 3/ اقتناعه أن الإنسانية لم تشهد من قبل استفزازا كهذا يتصف بالطيش وينذر في نفس الوقت بخلق جو رهيب من سوء التفاهم ، استفزازا صدم المسلمين في شهر نزول القرآن وهم يتلون وعد ربهم الحق "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". 4/ الاستغراب لوجود منتمين للدين يتصرفون بهذه الطريقة الانفعالية التي تنم عن نفسية حاقدة تعاكس أخلاق كل الأديان ، علما بأن إحراق القرآن الكريم إن وقع، هو إحراق لكتب الأنبياء السابقين لأن القرآن الكريم يتضمن أخبارهم وتعاليمهم. 5/ بأن هذا النوع من الأفعال اللامسؤولة يمس مسا بليغا بعواطف كل مسلم ومسلمة دون أن ينال شيئا لا من حرمة القرآن ولا من تشبث المسلمين بقيمهم الإنسانية المستمدة من هذا الكتاب. وعليه، فإن المجلس يناشد جميع الحكماء وذوي الضمائر الحية، في مختلف مواقعهم، كما يناشد جماهير المؤمنين في الولاياتالمتحدة وفي باقي بلدان العالم، أن يتضامنوا في محاربة التطرف الديني بجميع أشكاله وأن يعملوا ما في وسعهم لإبطال مفعول مثل هذه الأفكار والتصرفات وعزلها وإفراغها من كل تأثير، وأن يقوموا بمبادرات حضارية للتعبير عن تضامن أهل الإيمان وقدرتهم على إحباط مؤامرات المفسدين". وكذلك حذرت رابطة العالم الإسلامي من خطورة دعوة القس تيري جونز راعي إحدى الكنائس في ولاية فلوريدا في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جعل يوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لإحراق القرآن الكريم. واستنكرت الرابطة في بيان أصدره أمينها العام الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي اعتزام كنيسة القس تيري جونز حرق نسخ من المصحف الشريف مساء يوم السبت القادم محذرة من خطورة ذلك على العلاقات بين الشعوب في العالم. واعتبر الأمين العام للرابطة في هذا البيان الإقدام على إحراق القرآن الكريم بأنه عدوان وقح على رسالة الإسلام واعتداء سافر على مسلمي العالم البالغ عددهم مليار ونصف المليار نسمة. ووصف تصريحات القس تيري جونز بالوقاحة والتطرف, وأنها تصريحات تثير البغضاء والكراهية بين الناس , معربا عن اشادة الرابطة والهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية التابعة لها في أنحاء العالم بمواقف التنديد والإدانة والاستنكار التي عبرت عنها جهات عديدة في العالم ونددت فيها بنوايا القس المذكور وخطط كنيسته وبالإساءات البليغة إلى الحوار بين الأمم وكذلك للعلاقات بين أفراد المجتمع الأمريكي وهو مجتمع متعدد الأديان. وطالب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية في الولاياتالمتحدة باتخاذ الوسائل القانونية لمنع القس المذكور وكنيسته وأتباعه من ارتكاب جريمة حرق المصحف الشريف . وعلى الرغم من التحذيرات والانتقادات التي أطلقها مسؤولون عسكريون وسياسيون أميركيون، لم يبد القس الأميركي، تيري جونز، أي نية في التراجع عن عزمه هو وكنيسته حرق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى هجمات 11 شتنبر 2001. وقال القس -وهو أسقف في كنيسة بفلوريدا ، تدعى مركز الحمائم للتواصل العالمي- إن الإسلام "من عمل الشيطان"، واعتبر أن القرآن الكريم مسؤول عن هجمات 11 شتنبر ، وأضاف أنه يأخذ بجدية تحذيرات القادة العسكريين بشأن احتمال تعريض الجنود الأميركيين في عدة مناطق من العالم للخطر، لكنه أشار إلى ضرورة عدم التراجع. وقد لقيت خطط كنيسة فلوريدا لحرق المصحف، إدانات وانتقادات من عدة جهات في الولاياتالمتحدة وفي مناطق أخرى من العالم، وحذر قادة عسكريون أميركيون من خطورة هذا العمل على سلامة أفراد الجيش الأميركي. وانتقدت وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون، هذه الخطوة، ووصفتها -في مأدبة إفطار أقامتها لبعض الشخصيات الإسلامية- بأنها "عمل شائن وغير جدير بالاحترام". وقالت إن التزام الولاياتالمتحدة بالتعايش الديني، يعود تاريخه إلى بداية نشأة الأمة الأميركية. في هذه الأثناء، التقى عدد من ممثلي الديانات السماوية وزير العدل الأميركي، إريك هولدر، وطالبوه باتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يعتدي على المسلمين، وعقدوا مؤتمرا صحفيا أكدوا فيه وقوفهم إلى جانب المسلمين. واعتبر هولدر، في تصريحات عقب اللقاء، أن خطط حرق نسخة من المصحف الشريف سيكون عملا "غبيا وخطيرا". وأوضح القس جونز في تصريحات لقناة (سي إن إن) أن كنيسته تدرك جيدا أن الخطوة ستكون هجومية خصوصا للمسلمين، معتبرا أن الرسالة موجهة إلى من وصفه بالعنصر الأصولي في الإسلام وليس للمعتدلين. وكانت الخطة أثارت ردود فعل قوية في العالم ، وأعربت الولاياتالمتحدة عن خشيتها على أرواح جنودها في أفغانستان، وكذلك عن تخوفها من تنامي الشعور المعادي للإسلام. وردا على تصريحات القس جونز، شبه إمام مسجد الإسلام في مدينة أتلانتا (ولاية جورجيا) بليمون الأمين، ما يهدد جونز بفعله بما قام به النازيون، "إذ إن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر". ودعا القس جونز إلى قراءة القرآن قبل إحراقه، ليقرأ ما فيه عن عيسى وموسى والسيدة مريم عليهم السلام. من جهته ، حذر القائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، الجنرال ديفد بترايوس، من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة قواته للخطر كما تهدد كل الجهود في أفغانستان. كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، خطة إحراق نسخ من القرآن الكريم، وأكد أن ذلك سيزيد من حجم الخطر الذي تتعرض له قوات التحالف في أفغانستان. وانضمت صحيفة الفاتيكان "أوسرفاتور رومانو" إلى منتقدي حملة "اليوم الدولي لحرق القرآن" الذي دعت إليه كنيسة في فلوريدا. وتحت عنوان "لا أحد يحرق القرآن"، أعربت الصحيفة في أحدث إصداراتها عن تخوفها من أن تفسح هذه الخطوة الطريق لإلحاق الأذى بشكل كبير بالأقليات المسيحية في الدول ذات الغالبية المسلمة. كما حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانباراست، من أن خطة حرق نسخ من المصحف الشريف قد تؤدي إلى ردود فعل من المسلمين لا يمكن السيطرة عليها. وشهدت العاصمة الإندونيسية، جاكرتا ، في الأيام الماضية مظاهرات أمام السفارة الأميركية احتجاجا على خطط الكنيسة الأميركية. وفي العاصمة الأفغانية، كابول، أيضا نظم مئات الأفغانيين احتجاجات على خطة الكنيسة، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب الحكومة الأميركية بمنع الكنيسة من تنفيذ مخططاتها.