جريدة الوفد المصرية: وزير مغربى يبيح الإفطار فى رمضان قال وزير العدل المغربى مصطفى الرميد والقيادى البارز فى حزب العدالة والتنمية الإسلامى فى تصريحات ل"العربية" إن "من شاء أن يفطر فليفطر، ومن يشاء أن يصوم فليصم، إلا أن الإشكال موجود فى الإفطار العلنى"، مضيفاً أن تنظيم عملية إفطار جماعية علانية فى رمضان فى المغرب مثير للفتنة، ومستفز للمغاربة. وعلى جانب آخر قال الوزير المغربى إن من يرغب فى إسقاط تجريم العلاقات الجنسية خارج الزواج فعليه التوجه للبرلمان لتغيير القانون، موضحاً أن الرباط لا يمكنها القبول بمستوى من الحريات يدعو للحرية الجنسية. كلام الرميد مثير للفتنة من جانبه قال الدكتورعبد الحليم منصور ، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون ، جامعة الأزهر، أن هذا الكلام الذي ذكره الرميد مثير للفتنة ، وهو الذي يستفز مشاعر المسلمين في شتى أقطار المعمورة ، إذ كيف يتجرأ على تحريض المسلمين على الإفطار في نهار رمضان وانتهاك شعيرة من شعائرة ، وركن من أركانه دون مسوغ شرعي معتبر . مؤكداً إن فريضة الصوم التي هي ركن من أركان الإسلام ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ، ومن ثم فلا يسوغ لأي شخص كائنا من كان أن يشكك في فرضيتها ، لثبوتها بنصوص قطعية الثبوت والدلالة . وأشار منصور إلى أن إباحة الفطر بهذا الكلام وهذه التصريحات إثارة للفتنة واستفزاز لمشاعر المغاربة وغيرهم من المسلمين في أنحاء العالم ؟ ثم ما الفرق بين الإفطار العلني والسري ، والجماعي والفردي ؟ أليس الفطر في كل الأحوال انتهاكا لحرمة الصوم ، ولركن من أركان الإسلام . وأضاف الدكتور منصور أن للفطر في نهار رمضان أسبابا لا يجوز الفطر في غيرها ، وهي المرض والسفر كما نص على ذلك القرآن الكريم ، وأيضا الحامل والمرضع والشيخ الكبير وفق تفصيلات وتفريعات نص عليها الفقهاء في كتبهم أما ما عدا ذلك فيبقى على مقتضى الأصل وهو جوب الصيام . مشيراً إلى إن إفطار يوم بغير عذر من الأعذار سالفة الذكر لا يجزيء عنه صيام الدهر كله ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من أَفْطَرَ يَوْمًا من رَمَضَانَ من غَيْرِ عُذْرٍ ولا مَرَضٍ لم يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ ). خروج عن الملة وأوضح منصور إن انتهاك حرمة الصوم بالفطر توجب القضاء والكفارة ( كفارة المظاهر – عتق رقبة – صيام شهرين متتابعين – إطعام ستين مسكينا – على هذا الترتيب ) فضلا عن التعزيز من ولي الأمر هذا إذا كان معتقدا وجوب الصوم وأفطر . أما من فعل ذلك مستحلا للفطر بغير عذر مشروع فقد خرج من الملة ، قال الدارقطني : " الكبائر التي تخرج من الإسلام، نحو الكفر بعد الإيمان، أو استحلال ما حرم الله، أو تكذيب بعض الرسل أو بعض الكتب " وقال ابن تيمية :" فأما استحلال ما حرم الله ورسوله من الفواحش وغيرها فهو كفر وبمثله أهلك الله قوم لوط الذين استحلوا الفاحشة وفعلوها معلنين بها مستحلين لها قال تعالى ( فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ) سورة هود ( 82 - 83) وقال الشوكاني تعليقا على مدح الفاسق :" وذلك لأن فيه رضا بما فيه سخط الله وغضبه بل يكاد يكون كفرا لأنه ربما يفضي إلى استحلال ما حرم الله " . وفي كتاب الفرق " الكفر اسم يقع على ضروب من الذنوب فمنها الشرك بالله ومنها الجحد للنبوة ومنها استحلال ما حرم الله " وأكد منصور أنه وفقا لما سبق بيانه فإن من استحل الفطر في نهار رمضان فقد كفر بما أنزل على محمد ويرى بعض العلماء أنه يجب قتله لأنه مرتد عن الدين ، ويرى البعض مع القول بكفره عدم جواز قتله عملا بقوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وهو الأولى بالقبول .