أكد الطب خلافا لما سبق مقولة الكبار حول أهمية بكاء الطفل كونه يساعد على توسعة رئيته. فكانت جداتنا تقول للام التي رزقت حديثا بطفل اتركيه يبكي فهذا يوسع رئتيه، لكن الطب الحديث رفض هذه المقولة واعتبرها " اقوال الجدات العجائز"، الا ان الطب عاد عن ذلك بعد إثبات صحة هذه الاقوال، وذلك بعد تجارب أجراها أطباء متخصصون في معهد رعاية الطفل والام في واشنطن. وهنا تقول دورثي مارتن مالر دكتور الاطفال في هذا المعهد اتركي طفلك يبكي اذا ما كنت متأكدة من انه لا يشعر بالجوع ولا يشعر بالنعاس كما أنه ليس مريض ولا يشعر بالحر وحفاضه نظيف ولا يشكو من المغص، لان البكاء للرضيع مفيد، ويقوى عضلات الرئتين وجهاز التنفس لديه. وتذكر الطبيبة بأهمية ان يصرخ الطفل عند الولادة، فأول صرخة له تفتح الخلايا التي تبطن غشاء الاكياس الهوائية أو ما يسمى بالحويصلات الهوائية وتنشط الدم في الشعيرات الدموية، وتمكنه من التنفس بشكل صحي. لذا يرفع الطبيب الطفل من قدميه ورأسه الى الاسفل ويدق على مؤخرته كي يبكي. لكن في بعض المستشفيات اليوم يلجأ الطبيب عندما لا يتنفس الوليد عند خروجه مباشرة من رحم امه الى انبوب جهاز شفط كي يسحب له المادة المخاطية من الرئتين، ويتركه لفترة يتنفس عن طريق انبوبة الاوكسجين، لكن اتضح مع الوقت ان طريقة الطبيب وهي الضرب على مؤخرة الوليد تساعد اكثر من الانبوب وتغني الطبيب عن الاستعانة بالأوكسجين. وبرأي دكتور مالر مهما صرخ الطفل او بكي في الاسابيع الستة أو السبعة الاولى من عمره فان ذلك لا يلحق الاذى أبدا بأي جهاز في جسمه، بل يقوي نظام التنفس والرئتين لديه، لذا لا يجب ان تبادر الام بسرعة الى حمله ومحاولة إسكاته. وتنصح الطبيبة الأمهات اللواتي يشكين من كثرة بكاء أطفالهن الرضع ويلجأن الى حملهن مرارا بأن هذا التصرف ليس خطأ لكن يجب ان لا يصبح ذلك عادة والبكاء لمدة ثلاثة او اربعة دقائق لا يسبب أبدا خطرا على حياة الرضيع.