عشرات الأرقام قدمها المندوب السامي في التخطيط الجمعة الأخيرة عندما كان يقدم نتائج البحث الوطني حول الشباب الذي أنجزته المندوبية خلال سنة 2011. الفئة المستهدفة بالبحث تضم حوالي 14 مليون مغربي تم اختيار عينة منها مكونة من 5000 شاب يتراوح سنهم بين 18 و45 سنة, حاول البحث رصد قيم وسلوكيات الشباب المغربي وكذا تصوراته لمحيطه الاجتماعي والاقتصادي. على صعيد الحياة العملية, فقط 56 ٪ منخرطون فيها والنساء هن الأكثر تضررا بالإضافة إلى السكان القرويين. ارتفاع معدل البطالة بين الشباب يفسر استخلاص البحث أن 67 ٪ من الفئة بين 18 و24 سنة لا يملكون مصدرا للدخل: «54 ٪ يعيشون ببيوت عائلاتهم» يقول أحمد الحليمي العلمي, المندوب السامي في التخطيط. رغم ذلك, يلاحظ أن العلاقات الأسرية لم تتأثر: «فقط 9 ٪ من هؤلاء الشباب لهم مشاكل مع عائلاتهم وتتعلق أساسا بأداء واجبات الدراسة لأن منهم 81 ٪ عازبون, 16 ٪ متزوجون» يفسر الحليمي. ارتفاع نسبة العازبين إلى 81٪ ممن يقطنون مع عائلاتهم ومعاناة نسبة كبيرة منهم من البطالة يشرح خلاصة أخرى مهمة للبحث الوطني, إذ أن 42 ٪ من العينة التي تم استطلاع آرائها لا تفكر في الزواج بالمرة وتفسيرها للأمر يختلف من شخص لآخر: «هناك من يقول عدم توفر الإمكانيات المادية, آخرون يرجعونه لتقدمه في السن وهناك من يقول مكتاب الله» يشرح الحليمي. المندوب السامي يلاحظ في قراءته لنتائج البحث الوطني أن المنظومة الأخلاقية للشباب المغربي تعرف إيمان حوالي 98 ٪ منهم بوطنيتهم لكونهم معتزون بكونهم مغاربة. أما عن ترتيب الأولويات لدى الشباب المغربي, فإن الأسرة تأتي أولا, ثم الدين ثانيا, فالعمل ثالثا, فتطور البلاد وأخيرا الدراسة, رغم أن هذه التراتبية: «تبقى معقدة لأن الأمور متداخلة فوجود الأسرة كخيار أول يكون من منطلق ديني وبالتالي هناك اندماج بين الأولويات» يوضح الحليمي. ثبات هذا الجانب من قيم وسلوكيات الشباب المغربي, قابله رصد لتغير في نظرتهم لعلاقة الأزواج لبعضهم البعض: «39 ٪ يرون أن الزوج يجب أن يشارك في أعباء المنزل و30 ٪ يعتقدون أنه على الزوجين المحافظة على الحرية الشخصية» يضيف الحليمي. الجانب السياسي كان حاضرا في الدراسة, إذ تشير الآراء المعبرة عن الشباب المغربي إلى أن 1٪ منهم فقط عضو في الأحزاب السياسية و4٪ يشاركون في لقاءات أحزاب أو نقابات, بينما من يشتغل في أعمال غير مدرة للدخل تصل إلى 9٪. أما الثقة في المؤسسات, فقط الصحافة والقضاء من حظيا بنسب فاقت المعدل بنسب 60٪ و58٪ لكليهما على التوالي, بينما حصلت باقي المؤسسات على نسب تقل على المعدل: 49٪, 37٪, 26٪ و24٪ لكل من الحكومة, البرلمان, الجماعات المحلية والأحزاب السياسية على التوالي. آراء المستطلعين لم تتوقف على رصد واقعهم بل حاول البحث الوطني الخروج بالقضايا التي تهم الشباب المغربي مستقبلا: «84٪ يقلقهم ارتفاع تكلفة المعيشة و78 ٪ البطالة ومثلهم يقلقهم انخفاض الدخل» يسرد الحليمي المؤشرات التي تستأثر بتفكير الشباب المغربي. على أن كل هذه الأرقام, جعلت المندوب السامي يخرج بخلاصة مفادها: «أن الشباب المغربي مسيس على عكس ما يقال, له منظور رغم أنه قد يكون غير مشارك, له طموح ويحب الجد لذلك يتطلب الاهتمام به وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحقيق أحلامه ويجب إعطاؤه تصورا ومشاريع واضحة تطمئنه على مستقبله حتى لا تصبح الانزلاقات المحدودة الممثلة في تعاطي المخدرات أو العنف الديني أكثر استفحالا» يختتم الحليمي خلاصات البحث الوطني حول الشباب المغربي.