افتتحت أول أيام مهرجان موازين بمدينة الرباط على خبر أحزن الوطن العربي كافة وهو رحيل الفنانة وردة الجزائرية، حيث خيّم الحزن على أرجاء المهرجان، وكان ذلك جلياً خلال افتتاح المؤتمر الصحافي الذي جمع بين الفنان اللبناني مروان خوري والفنانة المغربية كريمة الصقلي، حيث قال خوري: "علاقتي كانت قريبة بالفنانة الراحلة وردة ولم أستوعب رحيلها بعد، دائماً رحيل الكبار يترك فراغاً كبيرا، ويصدمنا، فالرحيل صعب، لكن العزاء الوحيد لعمالقة الفن هو أعمالهم، فهي تشعرك بوجودهم الدائم وتخلدهم، ولكنني أقول لها إننا نحبها وهي لازالت موجودة لم ترحل". وبدورها عبّرت الفنانة المغربية كريمة الصقلي عن حزنها قائلة: "لن ننسى وردة فهي عبير الطرب ونسيم الموسيقى، كما أطلّت علينا وردة بنمط جديد مختلف من الغناء، ولن ننسى كيف شكّلت ثنائياً جميلاً مع الموسيقار الكبير بليغ حمدي، وردة ستبقى في قلوبنا وسيظل نسيمها يفوح".
وفي هذا الصدد أيضاً أعربت الفنانة المغربية عن سعادتها لمشاركتها الفنان مروان خوري الغناء بأغنية تجمع بينهما، وبادلها الفنان اللبناني نفس الشعور الغامر، مشيراً إلى أن "الأغنية الجديدة تعبر عن العلاقة بين المغرب ولبنان، وقد اخترنا لها ما يسمّى "اللهجة البيضاء"، ليست باللهجة اللبنانية الخالصة ولا المغربية أيضاً لكي تكون سهلة الأداء مني ومن قبل الفنانة كريمة". جرأة كليب مروان خوري
وقد طرحت أسئلة حول جرأة كليب مروان خوري الأخير والذي لم يتعوّد جمهوره ان يراه فيها فرد قائلاً: "أعترف بأن الجرأة مختلفة عني وتم إقناعي بصعوبة بخوض هذه التجربة، لكن دائماً ما تقدمه في الحياة - وإن كان مختلفاً عنك أو يتسم بقليل من الجرأة - له ارتباط بالصدق، إذا كنت صادقاً بما أقدمه يصل للناس طبيعي، ولا يصل بصورة جارحة أو مزعجة إذا كان يحمل ثقافة وحساً ووعياً يصل للناس بالفعل".
وأشار إلى أن "الفن يجب أن يكون منفتحاً لكل الاحتمالات خصوصاً الموسيقى فهي متحررة من كل القيود، لكن دائماً الفنان هو المسؤول ليضع تلك الحدود ولا يتعدها".
ولفت إلى أن "الفنان انعكاس لمحيطه ولا يعكس ما يخصه فقط، ميزة الفنان أنه يعيش أحاسيس الآخرين ويجب أن يكون شفافاً لدرجة أن يتصل بأحاسيس الآخرين". الأغنية العربية
ومن ناحية أخرى، يرى خوري أن "الأغنية العربية في هذه الفترة ليست بأحسن حالاتها وهي تشبه كل ما هو جديد في الساحة إن كان الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، فالفن ما هو إلا مرآة للأمور المحيطة، فهو يعكس ويعبر عن أوضاع المجتمع، لذلك ومن فترة طويلة والأغنية العربية وكأنها تشكو من شيء ما يخص المجتمع".
وأوضح "الآن نلاحظ جهود من مجموعة من الفنانين للحفاظ على الأغنية العربية، فهي حاملة لتاريخ عظيم، فأعتقد أن الحفاظ على هذا الشيء عظيم وتطويره أيضاً، فيجب الآن من الأغنية العربية أن تعبر عن ما يحدث بالكلام". خوري والعالمية
وفي سؤال حول نية مروان خوري الغناء برفقة فنان عالمي أو الوصول الى العالمية، يجيب خوري متسائلاً: "ما هي العالمية أولاً، فجميعنا نطمح الى العالمية لكن نأمل أن تأتي العالمية مما نقدمه، فالعالمية يساعدها التسويق والتسويق ضروري، ولكنني أظل على مبدأ تقديم شيء أنا مقتنع به، فأغان كثيرة وصلت للعالمية دون قصد في تركيا مثلاً وبلغاريا، وبرأيي أن الإنسانية والفن الراقي هي العالمية".
وبخصوص حرص خوري على تقديم الثنائيات خلال أعماله قال: "لا أقصد خلال غنائي المشترك مع فنان حصد رصيد من الأغاني المشتركة مع فنانين، بل هناك عمل ما يفرض نفسه ويفرض وجود الثنائية بالتعبير، كما أنه مكسب آخر وهو مشاركة إحساس مع فنان آخر، كما فيه إفادة من الناحية التسويقية ولا يمكنني إنكار ذلك، فالبنسبة لي أنا، من الأغاني التي قدمتها مع كارول وإلين لحود وغيرهما، فحبي لهؤلاء الأشخاص دفعني الى تقديم هذا الثنائي، فالاتصال بالآخر هو غنى على الصعيد الإنساني أكثر من الصعيد الفني "العربية.نت"