بعد البوعزيزي الذي أشعل نار الثورة في تونس وتسبب في الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي يأتي الشاب المصري عبده عبد المنعم لاتمام ما بدأ به البوعزيزي و ذلك بحرق نفسه و هو يردد هتافات ضد الشرطة بسبب تعرض مطعمه بالقنطرة شرق الاسماعلية بمصر للاغلاق و تقديم شكوى للمسؤولين لكن دون جدوى استمرت عدوى اضرام النار في الجسد في الانتشار لتصل الى الجزائر مع محسن بوطفيف الذي قام بسكب البنزين على جسده و حرق نفسه احتجاجا على رد سلبي من طرف رئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر وظائف ، الاحساس بالاهانة أشعل نار الغضب لدى محسن قبل ان يشعل النار هو الأخر بجسده كل هذه الأسباب دفعت محسن للقيام بفعلته هذه الغير المسؤولة و من الجزائر ننتقل الى موريتانيا مع يعقوب ولد حمود الذي تبقى أسباب حرق نفسه مجهولة لحد الساعة غير أنه كان يتلفظ بعبارات نابية وغير لائقة بحق رئيس البلد و الحكومة وصولا الى المغرب مع زيدون عبد الوهاب واربع شباب من حركة الخرجين العاطلين عن العمل و الذين أضرمو النار في أنفسهم أمام مبنى الحكومي احتجاجا على أوضاعهم و للتذكير بمشاكلهم التي يشكون في قدرة الحكومة الجديدة على حلها رغم اجواءالتفاؤل التي أشاعها تشكيل الحكومة ، الملاحظ هنا مع كل مشاهير الانتحار حرقا أن الاسباب وراءها واحدة و تتجلى في البطالة و البحث عن العمل أو قطع مصدر الرزق من طرف المسؤولين .
لكن السؤال الذي يطرح هنا هل بالنتحار و حرق النفس تحل المشاكل ؟ متى كان اضرام النار في الجسد حلا؟ هل ممن تم ذكر أسمائهم حلت مشاكلهم بعد قيامهم بحرق أنفسهم؟ و هل يمكننا اعتبار حرق النفس موضة جديدة في الوسط العربي ام انها وسيلة جديدة للاحتجاج و المطالبة باسترجاع الحقوق؟ تعددت الأسئلة وراء هذه الظاهرة لكن الجواب المنطقي الوحيد هنا هو ان الاحتجاج بحرق ليس حلا اطلاقا بل انه مشكل كبير في حد ذاته اضحى يصعب حله يؤدي بصاحبه الى التهلكة ويصبح عالة على أهله و عالة على المجتمع أكثر من السابق و يشوه صورة البلد و يهدد استقراره...