توفي شاب جزائري عاطل عن العمل متأثرا بحروق أصيب بها بعد يوم من إضرامه النار في نفسه، إثر رفض مسؤول محلي منحه وظيفة، كما يرقد ثلاثة آخرون في المستشفيات بعد إحراق أنفسهم احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية في البلاد، في حوادث تحاكي ما أقدم عليه الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي فجر احتجاجات عارمة انتهت بالإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. ونقلت الإذاعة الجزائرية نبأ وفاة الشاب محسن بوطرفيف، كما أشارت صحيفة« الخبر» إلى أن نحو مائة شخص احتجوا على موته بمدينة بوخضرة، الواقعة بولاية تبسة، المحاذية للحدود التونسية شرقي البلاد. وكان بوطرفيف ضمن مجموعة من عشرين شابا التقوا رئيس بلدية بوخضرة أمام مقرها ، في وقت سابق، السبت الماضي، وطالبوه بفرص عمل، لكنه رد عليهم بأنه لا يستطيع توظيف أحد، مما دفع الشاب إلى التهديد بحرق نفسه إذا لم يحصل على وظيفة، فدعاه رئيس البلدية بسخرية إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة محمد البوعزيزي. وفور ذلك، قام الشاب بسكب البنزين على جسده وإحراق نفسه أمام الملأ، ونقل على إثرها إلى المستشفى ، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الأحد بعد أقل من 24 ساعة على الحادث. وإثر هذا الحادث ، سارع والي تبسة إلى إقالة رئيس البلدية، والتقى ممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة، واتخذ إجراءات لتهدئة الوضع من خلال إجراء تحقيق في ملابسات الحادث، وأنشأ لجنة تنسيق لحصر مطالب الشباب بخصوص التوظيف. وشهدت مدن وبلدات جزائرية حوادث محاولات انتحار أخرى حرقا لشبان خلال اليومين الماضيين، كان آخرها يوم الأحد، عندما أقدم شاب عاطل عن العمل (34 عاما) على إضرام النار في نفسه أمام مقر مديرية الأمن في مدينة مستغانم ، غرب العاصمة الجزائر، احتجاجا على البطالة. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إ فإن الشرطة أنقذت الشاب من موت محقق ونقلته إلى المستشفى، لتفتح بعدها الشرطة القضائية تحقيقا حول حيثيات هذا الحادث. وفي حادثة مماثلة أضرم شاب (27 عاما) يوم السبت الماضي ، النار في نفسه أمام مقر الأمن الحضري في مدينة جيجل، شرق العاصمة الجزائرية، وأخمدت الشرطة النار التي أتت على وجهه وأطرافه السفلية. كما تحدثت صحف جزائرية عن محاولة شاب (37 عاما) الانتحار حرقا يوم السبت بعدما أضرم النار في نفسه بمدينة برج منايل، شرق العاصمة، احتجاجا على أوضاعه الاجتماعية المزرية، إلا أن تدخل الأمن حال دون وفاته. وإزاء هذه الحالات ، نفى وزير الدولة عبد العزيز بلخادم ، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجود أوجه تشابه بين احتجاجات تونس واحتجاجات الجزائر التي شهدتها قبل أيام ضد غلاء المعيشة. وقال بلخادم في تصريح للصحفيين ردا على تشبيه البعض الحالة التونسية بالحالة الجزائرية «لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد في الجزائر.. إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين». وزعم أنه «لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها»، مشيرا إلى أن «العمل الاحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر». وقالت وكالة أنباء يونايتد برس إنترناشيونال إن هذا التصريح هو الأول رسميا من مسؤول جزائري منذ الإطاحة ببن علي، وأضافت أنه «من المعلوم أن الرئيس بوتفليقة أبدى إعجابه بالتجربة التونسية في ظل حكم الرئيس بن علي» الجدير بالذكر أن الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من 800 تقول السلطات أن معظمهم من عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة تخفيضات في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.